محمد صلى الله عليه وسلم هو ابن الإنسانية وأباها
و إذا احتفلت الأمم بميلاد أبطالها و رجالها الذين حبسوا حياتهم عليها و حققوا لها ما تطمح إليه من عز وسؤود فإن الأمة الإسلامية تحتفل بميلاد محمد -عليه الصلاة و السلام- لا معنى أنه بطل أو محرر أو زعيم لأن هذه المعاني الأرضية تتضاءل أمام جلال الرسالة و جمال الوراثة و كمال الخلافة إذ لم يكن الرسول العربي ابن بيئته و لا نتاج أمته و لا حكر فترته بل كان ابن الإنسانية و أباها الذي جلى الغمة عنها و أجلاها. و من هنا يصبح ميلاده صلى الله عليه و سلم ميلاد القرآن و ميلاد الأخوة البشرية و الانصهار الإنساني أنه مولد العدالة و المساواة مولد التكافل الصحيح و التكافؤ الصريح ذلك التكافل الذي يجعل الفقير صاحب حق في أموال أخيه الغني ببذل عفوي و تشريك تلقائي يهمس به القرآن (الذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).