مع الامام الغزالي في بيان درجات الصوم (صوم العموم و صوم الخصوص و صوم خصوص الخصوص) (الحلقة الاولى)
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
كتاب احياء علوم الدين لحجة الاسلام الامام ابي حامد الغزالي رحمه الله من اهم ما الف قديما وحد يثا في علوم الدين وهو كتاب جامع يغني المسلم عن سواه من الكتب جمع فيه الامام الغزالي بين أحكام الدين وحكمه واسراره فجاء بالاحكام الشرعية مو ردا ادلتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما استنبط منهما من أحكام ثم يضيف إلى ذلك ما فيها من حكم واسرار هي لبها وجوهرها التي بدونها لاتتحقق للممتثل والقائم بها تقوى ولايحصل له من الله رضا وقبول وقد اسس الامام الغزالي الاحياء على اربعة ارباع ( ربع العبادات. وربع العادات. وربع المهلكات. وربع المنجيات ) ويشتمل ربع العبادات على عشرة كتب( كتاب العلم. وكتاب العقائد. وكتاب اسرار الطهارة. وكتاب اسرار الصلاة. وكتاب اسرار الزكاة .وكتاب اسرار الصيام .وكتاب اسرار الحج. وكتاب اداب تلاوة القران. وكتاب الاذكار والدعوات .وكتاب ترتيب الاوراد في الأوقات).
هكذا سار الامام الغزالي في تفصيل ابواب كل ربع من ارباع كتاب الاحياء ستكون لنا ايها القارئء بعون الله وتوفيقه بمناسبة شهر رمضان المبارك وقفات قصيرة مع بعض مما ناتي به بنصه اونختصره مما جاء في احياء علوم الدين اخترنا ان تكون من كتاب اسرار الصوم والذي قدم له بمقدمة ضافية بين فيها الاحكام الشرعية للصوم وفق المنهج الذي اتبعه في كل الكتاب يقول الامام الغزالي في بيان اسرار الصوم وشروطه الباطنة ( اعلم ان الصوم ثلاث درجات صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص 1. أما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله( عند بيانه لاحكامه) 2. واما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الاثام 3. واما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والافكا ر الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ويحصل الفطر في هدا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الاخر وبالفكر في الدنيا الا دنيا تراد للدين فان ذلك من زاد الاخرة وليس من الدنيا حتى قال ارباب القلوب( من تحركت همته بالتصرف في نهاره بتدبير مايفطر عليه كتبت عليه خطيئة).
فان ذلك من قلة الوثوق بفضل الله عز وجل وقلة اليقين برزقه الموعود وهذه رتبة الانبياء والصديقين والمقربين ولا يطول النظر في تفصيلها ولكن في تحقيقها عملا. فانه اقبال بكنه الهمة على الله عز وجل وانصراف عن غير الله سبحانه وتلبس بمعنى قوله تعالى ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )الا نعام اية 91 والى حلقة اخرى من كتاب اسرار الصوم وشروطه الباطنة من الاحياء للامام الغزالي.