الشيخ الحبيب النفطي بحار في دنيا الله
كتب صالح الحاجّة
رحم الله شيخنا "السمح" الحبيب النفطي الذي فارقنا اليوم بعد رحلة طويلة مع المعرفة الصافية والنقية والتي لا تبغي غير تقديم النفع للناس ولوجه الله ولاتسعى الى بهرج مادي أو زخرف في الكساء والغذاء والمسكن من تلك الزخارف الزائلة التي يحرص عليها بعض من يدعون خدمة الاسلام بينما هم في الحقيقة يستغلون الدين ويجعلون منه مطية للوصول الى غايات ابعد ما تكون عن الاسلام وهم بكل ايجاز يستخدمون الدين ولا يخدمون الدين واشهد أن الشيخ النفطي لا ينتمي الى مثل هؤلاء ممن حوّلوا الإسلام الى بقرة حلوب.
وقد تعرّفت عليه بواسطة الصديق العزيز محمد صلاح الدين المستاوي أيام كنت أتولى رئاسة تحرير جريدة "الصدى" الأسبوعية في الثمانينات من القرن الذي مضى فلفت نظري في شخصيته تواضعه الشديد وزهده وعفويته وقد لا أبالغ اذا وضعت الرجل ضمن اولائك الذين يحلقون في السماء ويعيشون في دنيا الله لا دنيا الناس والبشر وهذا موضوع معقد وطويل وغامض لا أريد الخوض فيه فلا المقام يسمح ولا أنا لدي الاستعداد وقد اجازف فاقول ان الشيخ رحمه الله أبحر في بحرالقرآن و الفقه واللغة ولكن دون أن يدعي أنه بحار ماهر وبقي ذلك البدوي المتعفف البسيط المتصالح مع نفسه الكريم بكرمه وعلمه وأخلاقه رحمه الله رحمة واسعة ورزق أهله وكل من عرفه وتربطه به علاقة ما جميل الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون ...