خواطرفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فتوحات تنفذ إلى القلوب وتشد الناس إلىه
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
وفز بعلم تعش حيا به ابدا # الناس موتى واهل العلم احياء
بيت من الشعر و(ان من الشعر لحكمة) يصدق على إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وجازاه عن الامة ودينها خير الجزاء، فالرجل رغم رحيله إلى دار البقاء قبل سنوات ( في17 جوان1997) الا انه كانه لايزال بيننا يعايش الامة ويشد مختلف فئاتها إليه من خلال خواطره القرانية وهي في الحقيقة فتوحات وتجليات اوتيها الرجل.
لايمكن ان يقارن الشيخ الشعراوي باحد من الدعاة الذين نسمع احاديثهم والتي تتفاوت في مستوياتها. أما الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فانه يحق عليه بحق ان الله قد فقهه في الدين وعلمه التاويل. ففي كل مرة يتناول فيها ايات الكتاب العزيز بالبيان ياتي بمعان وافهام جديدة لانجدها فيما نقراه من التفاسير والسر في ذلك ان الرجل وهو الشيخ الازهري المتمكن من ناصية اللغة العربية العارف باسرارها وبلاغتها ويشاركه في ذلك الكثير غيره من علماء الازهر واخواتها الجامعات الدينية العريقة (الزيتونة والقرويين وغيرهما) إلا ان الشيخ الشعراوي يتميز عليهم بامرين اعدهما اية ابدا عه وسبب تعلق المشاهدين والمستمعين لخواطره.
اولهما تلقائيته وتجاوبه مع تطلعات المتابعين لخواطره من مختلف الفئات والمستويات و يبدو ذلك في نبرات صوته وحركاته الجسمية وفي تمايله غيرا لمتصنع وفي تكراره غير الممل للمعاني العميقة التي يريد ابلاغها لجمهوره والمستنبطة مما هو بصدد بيانه وتفسيره من الايات الي يقراها من المصحف الذي بين يديه. وهو في كل مرة ياتي بالجديد المفيد الذي لم يسبق إليه وهو بذلك يقرب كتاب الله العزيز ( معانيه واسراره واعجازه وروعته وجماله) ممن يتابعون خواطره.
أما السبب الثاني الذي يجعل للشيخ محمد متولي شعراوي رحمه الله تاثيرا على المتابع لخواطره فهو الشعور الذي يشعر به كل من يتابعه ويستمع إليه بان الرجل موصول بالله وان كلامه قريب عهد من الله لابمعنى الوحي (فقد انقطع الوحي بختم الرسالة) ولكنه الفتح الذي اوتيه الشيخ الشعراوي رحمه الله وهو ثمرة لاخلاصه وابتغائه وجه الله وذاك هو مربط الفرس وتلك هي الحلقة المفقودة في اغلب الخطاب الديني في هذا الزمان الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيا تي على امتي زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه).
والفقه ليس المقصود به معرفة أحكام الحلال والحرام فقط ونحن لانهون من ذلك معاذ الله ولكن الفقه بمعناه الواسع الشامل هو الفهم العميق الذي يؤتيه الله للخلص من عباده وهو الذي دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل) والذي ببركته تصدر حبر الامة رضي الله عنه وجلس على حداثة سنه في مجالس كبار الصحابة رضي الله عنهم. إن مااوتيه الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله هو الفقه في الدين وعلم التاويل وهو ثمرة للتقوى ( اتقوا الله ويعلمكم الله) ونتيجة للمجاهدة( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
وهو ماعبر عنه رحمه الله عندما سئل من اين تاتي ياشيخ بهذه الافهام لكتاب الله والتي لانجدها في الكتب ( كتب التفسير) فكان جوابه رحمه عمليا فقد ادخل يده إلى جيبه واخرج مسبحته وقال من هذه. *فالرجل موصول بالله لايرجو الثواب والجزاء الا منه سبحانه ولايبتغي الا مافيه الخير للمسلمين لذلك ولسواه مما لايزال يتحدث به من عرفوة وعاشروه وكانوا قريبين منه فهم يروون له كرامات ظل هو يخفيها ولايعلنها مخافة السلب ولكنهم عاشوها مع الشيخ وهم اليوم يروونها بعد وفاته.
ولاعجب في الأمر فالكرامة بشرى من الله لعبده المؤمن يقول جل من قائل( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة) والكرامة التي يحرص عليها العلماء الربانيون هي الاستقامة ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا). الكرامة التسليم بها من المعلوم من الدين بالضرورة . يقول صاحب جوهرة التوحيد واثبتن للاولياء الكرامة ومن نفاها فانبذن كلامه ونحسب ان الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله إمام الدعاة في هذا العصر هو من العلماء الربانيين رحمه الله واسكنه فراديس جنانه وجازاه عن الامة ودينها خير الجزاء.