الشيخ عبد العزيز الزواري مراقب حصتي القران الكريم في الاذاعة الوطنية لسنوات طويلة
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
مواصلة لسلسلة المقالات الرمضانية التي نتطرق فيها للتذكير بشيوخ بررة من أهل القران الذين كانوا نجوما في بلادنا يضيؤون سماءها با نوار القران الساطعة رحلوا إلى دار البقاء بعد أن تخرج على ايديهم عشرات الحفاظ لكتاب الله هؤلاء الذين نتذكرهم في شهر رمضان شهر القران ونترحم عليهم ما هم إلا بعض من اعداد كبيرة في كل مدن وقرى ومداشر تونس لايمكن أن نوفيهم حقوقهم علينا لكل واحد منهم مكرمة بل مكرمات اختارهم الله تبارك وتعالى ليكونوا اهله ولله اهلين وله المثل الاعلى فأهل القران هم أهل الله وخاصته كوكبة مباركة رحلت إلى دار البقاء في السنوات الماضية تاركة فراغا لايسد تمحضت لخدمة كتاب الله بالوسائل المتاحة في زمن لم يكن تعلم القران وتعليمه يدر اموالا ولايحقق شهرة كما هو الحال اليوم زمن الفضائيات والانترنات والمسابقات التي تسند فيها الجوائز الكبرى للمتبارين في الحفظ زمن السفرات والسهرات والتغني والتطريب بالقران.
ومما يتلبس فيه الصالح ظاهرا بسواه من محبطات الاعمال والعياذ بالله نسال الله السلامة من فتنة الدنيا وغوايتها شيوخ القران شيوخ البركة والاسرار الربانية الذين نورد نتفا من سيرهم العطرة تذكر منهم الشيخ عبد العزيز الزواري رحمه الله الذي تخرج على يديه من كتابه في تونس العاصمة في المدية العتيقة ببطحة رمضان باي عديد الحفاظ وكان من عادة شيوخ القران أن يقيموا حفلا بهيجا لمن يتم حفظ القران من تلاميذهم يدعون اليه زملاءهم وقد حظيت بحضور حد هذه اللقاءات ووثقته كتابيا في ملحق اسلام وحضارة وكان حاضرا فيه إلى جانب الشيح عبد العزيز الزواري شيوخ بررة من حفاظ القران اذكر منهم الشيخ محمد الخطوي دغمان والشيخ محمد الدلاعي رحمهما الله وغيرهم الشيخ عبد العزيز الزواري رحمه الله ظل طيلة عقود يراقب في الاذاعة الوطنية حصتي القران الكريم اللتين تفتتح وتختتم بهما البرامج.
وكانت هاتا ن الحصتان هما اللتان يستمع من خلالهما التونسيون يوميا لما تيسر من ايات الذكر الحكيم ترتل ترتيلا من طرف قراء مهرة من امثال الشيخ علي البراق رحمه الله ذلك المقرىء المتميز والذي يكاد هو الوحيد من القراء والمجودين الذين لم تمح تسجيلاتهم ولا حول ولاقوة إلا بالله والا لو وقع الحفاظ على تلك التسجيلات لكانت اليوم ذخيرة تستفيد منها الاجيال المتعاقبة على غرار ما هو الحال في مصر التي تتحف مستمعي اذاعاتها بتسجيلات نادرة لكبار مقرئيها الشيخ عبد العزيز الزواري رحمه الله ظل يقوم بعملية المراقبة بما تقتضيها من دقة وما تقتضيها من انضباط وما تقتضيها من مواضبة حتى إذا ما الم به مرض اقتضى معالجته والعناية المركزة به.
وكان ذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي لم تجد عائلته عنده بطاقة تمكنه من العلاج في احد المستشفيات الكبرى في تونس العاصمة فالاذاعة التي عمل فيها متعاونا لمدة طويلة لم ترسمه ضمن قوائم موظفيها وعمالها في احد الصناديق الاجتماعية التي تمكن منخرطيها من التغطية الصحية الضرورية وهي بالنسبة لفرد واحد غير مثقلة ولامكلفة والله وحده العليم بمقادير الاموال التي صرفت ولاتزال تصرف للمتعاملين مع الاذاعات والتلفزات مقابل الكثير الكثير حتى من التهريج... مثل هذه الخدمة البسيطة اي التكفل من طرف المؤسسات والبلديات وغيرها ببعض من أهل القران من المؤدبين وائمة الخمس وهم مواطنون تونسيون كان يمكن القيام بها و اذكر اننا في بلدية مقرين وكانت رئيستها الدكتورة نزيهة مزهود رسمنا ضمن عمال البلدية ائمة الخمس في مساجد منطقة مقرين وتمكنوا من التغطية الاجتماعية وجراية التقاعد.
ولم يثقل ذلك ميزانية البلدية فما تنفقه البلديات على الرياضة وغيرها يقدر بعشرات الملايين يوم الم المرض بالشيخ عبد العزيز الزواري رحمه الله نشرنا في ركن من ملحق اسلام وحضارة بجريدة الحرية نداء لفتنا فيه الانتباه إلى الحالة الصحية الحرجة للشيخ وما كنا نحسب أن الاستجابة ستكون فورية وإذا بالسيد صالح البكاري المستشار لدى رئيس الجمهورية يتصل بالجريدة ويطلب عنوان وهاتف اسرة الشيخ لاعلامها باذن رئيس الدولة بالعناية بصحة الشيخ وتكليفه لطبيبه الخاص الدكتور محمد قديش امده الله بالصحة والعافية بمتا بعة الحالة الصحية للشيخ عبد العزيز الزواري وادخل الشيخ المستشفى العسكري بتونس فكان لهذه اللفتة الاثر الطيب على انفس افراد اسرته وعلى انفس شيوخ القران الذين نال العديد منهم مثل هذه اللفتات التي فيها الاكرام والتقدير لحملة القران فاغلبهم رحمهم الله كان رزقهم كفا فا لم يشتروا با يات الله ثمنا قليلا ولاعرضا زائلا من عروض الدنيا الفانية وظلوا إلى أن لاقوا وجه ربهم على رباط راضين بالخيرية التي خصهم بها الله وبشرهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله( خيركم من تعلم القران وعلمه) مصدقين موقنين بوعد ربهم لهم في كتابه العزيز( والاخرة خير وابقى) رحم الله الشيخ عبد العزيز الزواري واجزل مثوبته واسكنه فراديس جنانه والى سيرة أخرى عطرة من سير شيوخ القران في تونس.