الاستاذ علي بوعجيلة رحمه الله رمز الاصالة التونسية والخلق الرضي
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
شيعت جموع كبيرة من ابناء تطاوين جثمان الاستاذ علي بوعجيلة رحمه الله إلى مثواه الاخير. وقد تخرج رحمه الله من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة حاملا لشهادة الاجازة ليتولى تدريس مادة التربية والتفكير الاسلامي إلى ان بلغ سن التقاعد وكانت للفقيد رحمه الله انشطة اذاعية وارشادية وتولى خطابة الجمعة في الجامع الكبير قبل سنوات ( وهو الجامع الذي كان يتولى امامة الجمعة فيه فضيلة الشيخ الحبيب النفطي امد الله في انفاسه). وقد عرف الاستاذ علي بو عجيلة رحمه الله بتمسكه باصالته التونسية منذ ان كان طالبا في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وهناك تعرفت عليه (وكان زميله من تطاوين الاستاذ مبروك جابر رحمه الله الذي وافته المنية هو ايضا قبل سنوات قليلة ).
ولم يتهيا لي ان اجتمع بالاستاذ علي بوعجيلة بعد عودته إلى تونس الا مرات قليلة ووجدته على نفس الهيئة والمسلك لم يبدل ولم يغير لا في زيه ولا في معاملته رحمه الله واجزل مثوبته. درس الاستاذ علي بوعجيلة رحمه الله في الجامعة الاسلامية التي يدرس فيها مئات الطلبة من مختلف البلدان العربية والاسلامية وبلدان الجاليات المسلمة و ظل هناك ملتزما بزيه التونسي( الجبة والشاشية الحمراء) يسهل عليك التعرف عليه من بعيد وسط تلك الجموع الحاشدة في المسجد النبوي الشريف وفي الساحات المحيطة به لسان حاله يردد لست المبدل زيي كلا ولا اتردد ... إن كان يرضي الخليجي فليس يرضي التونسي.
وكان رحمه الله رصينا على خلق رضي لطيف المعشر يحترم الجميع ويحترمه الجميع. هكذا كان هناك في المدينة المنورة تقرغ لطلب العلم وتحصيله ولم بماانشغل به الكثير من زملائه الذين عادوا إلى تونس ليشنوا حملات على العامة والخاصة بدعوى محاربة الشرك وترسيخ عقيدة التوحيد كان اباءهم واجدادهم من التونسيين هم على غير عقيدة صحيحة. ينتظرون عودة هؤلاء ليدخلوهم في الاسلام من جديد. لم يسلك الاستاذ علي بوعجيلة رحمه الله هذا المسلك الذي يفرق ولا يجمع وينفر ولايحبب بل مارس رسالته التعليمية والارشادية إلى أن ارتقى منبر الجامع الكبير في مدينة تطاوين فدعا إلى هدي الاسلام القويم بكل حكمة ورصانة وهدوء ودعا له بخلقه الرضي وسلوكه القويم وباشر الاصلاح الاجتماعي بين المتنازعين والمتخاصمين واصلا ذات البين وتقبل الجميع نصحه وارشاده.
ظل الاستاذ علي بوعجيلة رحمه الله يمارس رسالته نائيا بنفسه عن كل النزاعات والاختلافات والتجاذبات فاستحق احترام الجميع وقد عاجلته المنية وهو في اوج العطاء ولكن لاراد لقضائه فانا لله وانا إليه راجعون رحم الله علي بوعجيلة الاستاذ المربي الناجح والمرشد والموجه بالحكمة والموعظة الحسنة والساعي باخلاص لاصلاح ذات البين واسكنه فراديس جنانه ورزق اهله وذويه واصدقاءه وزملاءه الاسرة التربوية والاطارات الدينية في مدينة تطاوين جميل الصبر والسلوان.