ندوة في باريس لتكريم المستشرق الفرنسي جاك بيرك
إضاءات في ورقات ندوة في باريس لتكريم المستشرق الفرنسي جاك بيرك بقلم الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي إنتظمت في باريس أخيرا ندوة لتكريم المستشرق اللكبير جاك بيرك الأستاذ بالكوليج دي فرانس وصاحب المؤلفات والبحوث والدراسات التي اعتنت بالشأن العربي والمغاربي بالخصوص قديما وحديثا ومن بين الجوانب التي تطرقت إليها هذه الندوة الترجمة التي إنكبّ على إعدادها عدّة سنوات لمعاني القرآن الكريم وقد وقع التنويه بها إبّان صدورها في أوائل التسعينات.
وهي ترجمة تضاف إلى عشرات الترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية والتي شهدت في السنوات الأخيرة نسقا متصاعدا حيث تولاها المؤهلون وغير المؤهلين مستغلين الطلب الشديد من طرف المسلمين الناطقين باللغة الفرنسية وغير المسلمين الراغبين في التعرف على الإسلام والمسلمين وهو الأمر الذي إغتنمته دور النشر والمكتبات التجارية لترويج ترجمات رديئة جدّا لمعاني القرآن الكريم زادت الطين بلّة كما يقال في مجال تكريس الشبهات حول الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام وكتاب الإسلام القرآن الكريم.
• ترجمة جاك بيرك رغم ما عرف عنه من تمكن من اللغة العربية والثقافة الإسلامية (وهو عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة) لم تخل من الهنات والسقطات التي تعقّبها بعض الدارسين المختصين ونبّهوا إلى ذلك في الإبان ومع ذلك بقيت الترجمة على حالها مثل بقية الترجمات الأخرى وهذا الأمر يزيدنا قناعة بأن ترجمة القرآن الكريم (معانيه) ليست بالأمر الهين أو اليسير، فالقرآن أراد الله تبارك وتعالى أن لا يكون إلا باللسان العربي المبين، وهو باللسان العربي تحتوي الآية من المعنى إلى سبعمائة معنى لا يضيق المعنى بالمعنى كما قال الإمام علي كرّم الله وجهه، والقرآن الكريم باللسان العربي المبين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تنقضي عجائبه ولا يملّ على كثرة الرّد) التكرار وصدق الله العظيم القائل (لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي).
• إن ترجمة معاني القرآن الكريم خصوصا تلك التي يقوم بها أفراد تحتاج إلى مراجعة من قبل لجان مختصة، وهذه الفكرة : تكوين لجنة لمراجعة وتقويم الترجمات التي تعد لمعاني القرآن الكريم بالفرنسيـــــــــــــة سبق أن عرضها الأستاذ صالح العسلــــــــــي –رحمه الله- على مؤسسة الحبيب المستاوي للبحوث والدراسات العلمية لدى مشاركتـــه في ندوة عقدتها للتعريف بترجمة الأستـــــــــــــاذ الفرنسي المسلـــــــــــم عبد الله بنو D. Penot ورحّبت المؤسسة بالفكرة باعتبار أن تونس والبلدان المغاربيّة الثلاثة الأخرى (الجزائر والمغرب وموريتانيا) تتوفر على نخبة من الأساتذة الكبار المتمكنين من اللغتين العربية والفرنسيّة ومراجعتهم لما صدر ويصدر من ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية خدمة جليلة يمكنهم أن يسدوها لدينهم ولأمتهم وللقرآن الكريم والفكرة ممكنة وغير مكلفة ./. وإلى إضاءات أخرى