منتدى تعزيز السلم يبادر إلى احياء حلف الفضول من جديد
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
احتضنت مدينة أبو ظبي في اوائل شهر ديسمبر الدورة السادسة لمنتدى تعزيز في المجتمعات المسلمة بمشاركة عدد كبير من القيادات الدينية جاءت من مختلف ارجاء الكرة الارضية ممثلة لهيئاتها الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية وغيرها انعقدت هذه الدورة للمنتدى الذي يراسه العلامة عبد الله بن بية (والذي يراس في الان نفسه الهيئة العليا للافتاء في دولة الامارات) تزامنا مع احتفال دولة الامارات 2019 سنة التسامح.
والتي شهدت انعقاد عدة مؤتمرات وشهدت بصفة اخص امضاء وثيقة الاخوة الانسانية من طرف شيخ الازهروبابا الفاتيكان (فيفري 2019) علما بان الامارات بادرت قبل ذلك ببعث وزارة للتسامح تتولى تجسيم سياسة الدولة في مجال التسامح كان محور هذه الدورة للمنتدى محاولة تاسيس حلف فضول جديد يسير في نفس الاتجاه ويرنو إلى نفس غاية وهدف حلف الفضول القديم الذي دعا اليه في الجاهلية قبل الاسلام عبد الله ابن جدعان الداعي إلى نصرة المظلوم واغاثة الملهوف ومد يد المساعدة إلى المحتاج دون النظر إلى فارق الجنس والعرق واللغة والمعتقد.
وهو الحلف الذي نوه به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بعث بدين الاسلام وقال ( لودعيت اليه لاجبت) ومن مفهوم ومنطوق هذا الحديث وانطلاقا من هذا ا لتوجه جاءت المبادرة التي دعا اليها منتدى تعزيز السلم ببعث حلف فضول جديد حيث تنادى إلى هذا اللقاء الكبير صفوة من القادة الدينيين ورجال الفكر لاصدار حلف فضول جديد يهدف إلى نشر دعوة العيش في سلام ووئام في كنف التسامح بين كل الناس على اختلاف اديانهم ومللهم واعراقهم واجناسهم والعمل بكل الوسائل المتاحة للتصدي لدعوات الكراهية والعنصرية والتعصب والتطرف ايا كان مصدرها والتعاون في تحقيق كل ما من شانه أن ينهض بمستويات عيش الناس ومد يد المساعدة إليهم.
وتاتي دعوة منتدى تعزيز السلم إلى احياء فكرة حلف فضول جديد في ظرف دقيق تمر به الانسانية هي في امس الحاجة إلى مثل هذه المبادرة التي تندرج ضمن ماصدر من مواثيق وعهود وكذلك ماانفكت تعمل جاهدة المنظمات والهيئات الاممية لتكريسه في مجال حقوق الانسان ومضى في تكريسه المنتدى بخطى ثابتة ومبادرات رائدة والتي منها صدارميثاق مراكش المتضمن لحقوق الاقليات في المجتمع الاسلامي والذي كان المنطلق له دستور المدينة الذي جعل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المواطنة اساس العلاقة بين المسلمين ومن كان يعيش معهم ( وهم اليهود) في المدينة المنورة.
وقد تلاحقت طيلة السنوات الماضية مبادرات منتدى تعزيز السلم ولم يكتف بمؤتمره السنوي في ابوظبي (والذي يشهده الجمع الكبير من دعاة السلام والتسامح) بل اضاف إلى ذلك المشاركة من طرف رئيسه العلامة الشيخ عبد الله بن بية واعضاء مكتبه المكون من عديد الشخصيات الإسلامية والمسيحية واليهودية وغيرهم فيما عقد في نيوورك وواشنطن وفينا وبرلين وغيرها من لقاءات بين القادة الدينين.
وقد لاقت مداخلات ومشاركات رئيس المنتدى الترحيب الكبير لما اتسمت به من عقلانية وموضوعيةالمستندة إلى فكر متشرب لروح الدين ومقاصده ومراميه البعيدة التي هي خير كلها ورحمة كلها ودعوة للناس كافة للدخول في السلم وكان من ثمرات هذه الدعوة للاخاء الانساني والى التعايش والتراحم أن انطلقت قوافل التضامن العالمية التي استفاد منها مئات الالاف من المحتاجين دون تمييز بينهم بسبب الدين اوالعرق ولمنتدى تعزيز السلم برئاسة الشيخ عبد بن بية انشطة ومبادرات متعددة فيها ماهو انساني ميداني والكثير منها فكري يهدف إلى بلورة وتاصيل قيم التسامح والتعايش والسلام ونبذ التفرقة والعنصرية والتعصب والتطرف والتصدي لدعاة الكراهية والاسلامفوبيا وازدراء المقدسات ورموزها وذلك من خلال مايصدره المنتدى من دراسات وبحوث ودوريات (منهامجلة السلم ومجلة التعايش).
وكذلك مشروع موسوعة السلم التي صدر جزاها الأول بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للمنتدى ومجلة مركز الموطا للبحوث ومشروع تخريج جيل من العلماء الاماراتيين الراسخين في العلم والمتمكنين فيه و تصدرعن منتدى تعزيز السلم مؤلفات الشيخ عبد بن بية وهي بحوث علمية جادة في الاصول والمقاصد تمثل بحق امتدادا لمدرسة الشاطبي وابن عاشور رحمهما الله وجرت العادة أن يسند منتدى تعزيز السلم في كل دورة من دوراته جائزة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما لاحدى الشخصيات العاملة في مجال تكريس قيم السلام والتسامح والتعايش وكانت الجائزة هذا العام من نصيب الدكتور عبد الكريم العيسى امين عام رابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء تقديرا لجهوده في هذا المجال.