من وحي المولد النبوي:يا إمام الهدى وخير رسول...
يـا حبيبـي ويـا شفـاء فـؤادي * يـا غيـاث الـورى وكنز العبـاد يـا مـلاذ العصاة في يوم هـول * يـا شفيـع العبـاد يـوم التنـادي يـا رحيمـا بقومـه حين ضلـوا * فـدعـا بالهـدى لهـم والسـداد جئـت أسعـى إلى لقـاك وقلبـي * للقـاء الـحبيـب ضمـآن صـاد جئـت والشـوق يستحث ركابـي * طامعـا بالرضـى ونيـل المـراد جئـت والدمع يجري مني هتونـا * يغسـل الـروح من بقايـا فسـاد نـادمـا خـائفـا أومـل عفـوا * مـن كـريـم الاؤه فـي ازديـاد خاشـع القلـب والجوارح تدعـو * ولـسـانـي مـردد إنـشــادي والذهـول المريع يغمـر حسـي * وكيـانـي فـلا أجيـب المنـادي سكـر الجسـم بالوصـال فانـي * معرض عـن سواك يا خير هـاد والـذي نـال منك حبـا ووصـلا * كيف يخشى من العدا والعـوادي؟ أنـت أمـن وأنـت أنـت سـلام * أنـت للـخـائفيـن خيـر سنـاد أنـت نـور الإلـه أنـت خـليـل * أنـت أصـل الإعطـاء والإمـداد منـك كانت أنـوار كـل رسـول * ونـبـي ونـاطـق وجـمـــاد جمـع الفضـل كلـه فيـك حقـا * مـن نـفـيـس وطـارف وتـلاد يـا إمـام الهـدى وخير رسـول * يـا عـديـم الأشـبـاه والأنـداد يـا مشيع التوحيد يا هادم الشـرك * بـحــق وقــائــد الــرواد جئـت للكـون وهو ظلم وجهـل * فـاستحـال إلـى هـدى ورشـاد جئـت غيثـا ينهل من بعد محـل * وشـقـاء وفـاقـة واكـمــداد عـم كـل الدنـا بسيـب هتـون * مـن سهـول وسبسـب ووهـاد أنـت صبح أفـضى إليـه وجـود * مـدلهـم مجلـل بـالســـواد يغمر الكـون فـي حنان ورفـق * ويعيـد الـحيــاة للـرقـــاد مـا مصيـر العبــاد لـولاك إلا * كثمــود أو جـرهـم أو كعــاد ظلمـوا قبلنــا ونحـن ظلمنــا * وعثـونـا والله بـالمـرصــاد فأتـى العفـو مـن عفـو غفـور * وأتـى الحلـم مـن كريـم جـواد وتبــدت آيـاتــه لـعيــون * ونـفـوس غليظــة الأكـبــاد أصبحت كالنسيم يأتي بـه الفجـ * ـر ضحوكـا وأقلعت عـن عنـاد ووعـت تلكـم الـرسالـة حفظـا * واقتنـاعـا بخصبهـا المـرتـاد ثـم قامـت لنشـرهـا برمــاح * وسيــوف عــدوة الاخمــاد وبـيـان وحـجـة ولـســـإن * لـم تـذر أي عــدوة لارتــداد تبذل الـروح وهي نشوى بمـوت * حبـذا المـوت في سبيل المبـادي لـم تقـف دونهـا جبـال وبحـر * وخـميــس مـدجـج بعتــاد صيحـة ألحـق من حـرا زودتها * بيـقيـن، ولـهـو أعـظــم زاد فـاستحالـت بطـاح مكـة تـوا * مصنعــا للـكمــاة والآســاد وببـطحـائهـا الـوضيئـة دوى * مـن بـلال آذانـه بـالنــوادي يبعـث الرعـب والأمـان وينجي * مـن عـذاب وقـوة واضـطهـاد ومهيبــا بكــل حــر أبــي * أبيض اللـون أو شديـد السـواد حبشـي أو مـن سلالـة كسـرى * حضـري أو مـن صميم البـوادي قيصـري الآبــاء يفخـر تيهـا * أو ذليـل يئـن فـي الأصـفــاد باسـم ألحـظ في ثـراء وجــاه * أو كئيـب تـراه نضـو حــداد قـد أهاب بهـم جميعـا: هلمـوا * لتـكـونـوا أيـمـة للعبـــاد زحـزحـوا عنـكم فـوارق جنس * ولغــات، أو نخــوة الأجــداد كنتـم خيـر أمــة، ووعــدتم * بقصـور تفــوق ذات العمــاد وفتـوح، وقهـر روم وفــرس * إن سلكتـم سبيـل أهـل الرشـاد *** اسمعـوا من بطـاح مكة صـوتا * سـابحـا داخـلا بـكل اتـئــاد من حطيـم ومـن مقــام وبئـر * فجـرت للـذبيـح في بطـن واد مـاؤهـا العذب مطعـم وشـراب * وشـفـاء لـعـلـة الأجـســاد اسمعـوا من منى ومـن عرفـات * مـن مقيـم أو رائـح أو غــاد ومـن المشعـر الحـرام ورجـم * لعـدو التقـى واصـل الفســاد لعـدو يـريــد كيــدا بحــوا * ء وأبنـائهــا، وبـالأحـفــاد نـاصبـا فـخـه ليصطـاد غـرا * ليـس يـدري مغبـة الاصطيـاد لـم يكن همـه سـوى قلب ليـل * أو نهـار عـلى مـدى الآمــاد هو أصـل الإنـزال من دار خلـد * هـو أصـل الإغـواء والإفسـاد كيـف لا نقـذف اللعيـن ونفسـا * لعــدو الإلــه ذات انـقيــاد مظهـر الشـر والبـلاء قـذفنـا * ه، وطفنـا إفـاضـة بـاجتهـاد حـول بيـت مبـارك وعـتيــق * صـانـه الله من ذوي الأحـقـاد *** اسمعـوا همسة الهـدى بقلـوب * اسمعـوهـا فـإنهـا خيـر شـاد أيـن منهـا غنـاء غـادة قصـر * تتثـنـى بقـدهـا المـتـهـادي ضـربوا حـولهـا الدفـوف ونايا * وصـنـوفـا مـن آلـة العــواد لم تصـل-كلهـا-المدى بنفـوس * تيمتـهـا نـواطــق الأمجــاد يغمر الطـائـفيـن بالبيـت سـر * فهنيـئـا لـعـاكـف ولـبــاد لحـظـات تمـر وهـي كـطيـف * مـن حبيـب يـلم بعـد ابتعــاد بيد أنـي أقـول مـن كـل قلبـي * سـوف يبقـى إلمـامـه باطـراد *** اسمعـوا صيحة الرسـول ينـادي * يـا لقومي، ويـا لأهـل الضـاد! اسمعـوه يتلـو الكتـاب عليهـم * بـاتـزان وحكـمـة واعـتـداد ليس شعرا.. وليس سحرا.. ولكن * فيض سـر، ومـا لـه من نفـاد معجـز اللفظ، محكم النسج، بحـر * للمـعـانـي الفسيحـة الأبـعـاد فيـه من عبـرة القـرون دروس * محـكمـات لطـالـب الإرشــاد فيـه للحكـم والنظـام دسـاتيـر * وفيـه عـمــران كـل بــلاد فـيـه وعـظ منبـه وعـنيـف * فيـه بشـرى ودعـوة للجـهـاد *** انظـروا أحمـد الرسـول خطيبـا * داعيـا مشفقـا رقيـق الفــؤاد مستهينـا بمـا يلاقـي، قـريـرا * بهجـاء الـزعـانـف الأوغــاد عـارضا نفسـه على كـل حـي * سـاخـرا بالضنـى وبـالانكـاد انظـروا قومـه يكيـدون كيــدا * لسليــل الأبــاة والأسـيــاد لأمـيـن لـديـهـم وعـفيــف * منصف صـادق كثيـر الـرمــاد يـا لهـا مـن سخافـة وغـرور * نقض حـكـم، وقطـع كـل وداد اجمعـوا أمرهم بليـل، وقـالـوا * مـا لهـذا الرسول غيـر الجـلاد فاصطفـوا واحـدا على كل حـي * وأحـاطـوا بـداره فـي السـواد وعـيـون السمـاء تـكـلأ طـه * مـن جـمـوع لهـم ومن آحـاد وإذا حيـط بالعنـايـة شخــص * بـات مـن أمنـه بخيـر مهــاد هكـذا شاهـت الوجـوه، ونامـت * كـل عيـن مـن فتيـة أنجــاد ومضى المصطفـى محاطـا بجيش * ليس مثـل الجيوش والأجـنــاد هو جيـش الأمـلاك يخفـر طـه * أي شيء تنـال منـه الأيــادي؟ يمـم الغـار غـار ثـور، ومعـه * صاحب الغـار والصديق المفـادى وحمتـه عـنـاكـب وحـمــام * بنسيـج والبيـض والإخـــلاد طـار لـب الأعـداء إذ وجــدوه * غـادر البيـت وحـده بانـفـراد فاقتفـوا خطـوه على كل صـوب * فـوق نـوق والصافنـات الجيـاد غيـر غـار أعمـاهـم الله عنـه * فـإذا كـيـدهـم كنفـخ رمــاد وطـوى ركبه الفـدافـد يسـري * نحـو من جـدهـم طويل النجـاد نحـو أبنــاء (طيبة) وهـم الصي * ـد جميعـا وأسـد يــوم الطـراد من بنـي (خزرج) وأبنـاء (أوس) * ويـح مـن أخـطـروه بالايعـاد نصـروا أحـمـد الشفيـع وآووا * كـل مـن أمهـم مـن القصــاد ثم آخى الأنصـار من قصـدوهـم * بيـن مـرأى ومسمـع الأشهـاد شاطـروهم أمـوالهـم، آثروهـم * دعمـوهـا أخــوة الاتـحــاد