من تجليات الفرحة برسول الله صلى الله عليه وسلم في بلاد الغرب الاسلامي
منذ ان نشرت تلك الصور المسيئة لرسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي اعلن صاحبها اسلامه في السنة الماضية وقام بآداء العمرة والحج والزيارة ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواجهة الشريفة معبرا عن ندامته على ما اقدم عليه وانه ككفارة لما بدر عنه من اساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم سينجز عملا فنيا يرفع من شأن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. قلت منذ نشر تلك الصور المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وردود الفعل الايجابية تتلاحق وتتابع في كل ارجاء العالم الاسلامي على امتداده وحتى خارج البلاد الاسلامية، فما اكثرها المؤلفات والاصدارات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط باللغة العربية بل بمختلف اللغات: انجليزية وفرنسية والمانية واسبانية وايطالية وروسية والقائمة طويلة كما انشئت عديد المواقع الالكترونية والهيآت الاسلامية العلمية لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المركز الذي في مكة المكرمة “السلام عليك ايها النبي” وعقدت عديد الندوات والملتقيات والمؤتمرات حول السيرة المحمدية. وفي هذه السنة وبمناسبة الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الاسلامية شهدت طيبة الغراء في رحاب الجامعة الاسلامية وجامعة طيبة ومركز البحوث حول المدينة المنورة والنادي الادبي بالمدينة المنورة وغيرها من الهيآت شهدت انعقاد عديد اللقاءات العلمية الرفيعة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يتعلق به من الناحية الخلقية والخلقية وسائر جوانب هديه وكذلك ما شهد له به المنصفون المتجردون من الباحثين والدارسين من مكارم وفضائل هي التجسيم العملي للدين الذي ارسله به إلى الناس اجمعين رب العالمين. فضلا عن كل ذلك مما اشرت إليه مجرد الاشارة فقد كان ولا يزال للمسلمين مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم موعد سنوي يتجدد ويمتد لاكثر من شهرين هما: شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني. فما إن يهل هلال شهر ربيع الأول حتى تنطلق الفعاليات الثقافية والفكرية والروحية في المساجد والزوايا والنوادي للتعبير عن التعلق الشديد والحب الفياض لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحب الذي هو سفينة النجاة وعلامة مصداقية الإيمان بل هو الزاد الذي يعده كل مؤمن لذلك اليوم الذي لا ينفع فيسه مال ولا بنون ولا يكفي فيه اي عمل صالح مهما كان حجمه، فقط حب الله ورسوله هو الذي يحشر صاحبه مع من أحب. كان ربيع الأول وربيع الثاني ولا يزالان بايامهما ولياليهما موعدا للمحبين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبرون فيهما بكل وسيلة واسلوب عن فرحتهم بمولد رحمة الله بالعالمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، ومن فرح برسول الله صلى الله عليه وسلم بادله رسول الله الفرحة بفرحة اكبر واعظم. وقد كان ولا يزال لهذه الربوع من العالمين العربي والاسلامي (منطقة الغرب الاسلامي) حفاوة بسيد الكائنات تمثلت في دواوين المديح وقصص المولد النبوي وصيغ نالت السبق وحسن القبول من الصلاة على رسول الله (الصلاة المشيشية وصلوات الهاروشي والجزولي وعظوم والرصالع وغيرهم كثير جدا) ومدونات السيرة المحمدية والتي منها كتاب الشفا للقاضي عياض. وهكذا هنا في تونس قي المقام الشاذلي وفي زاوية قصيبة المديوني وزاوية سيدي ابراهيم الرياحي وفي الزاوية القادرية بتوزر والزاوية القاسمية بمختلف فروعها وفي رحاب جامع الزيتونة، وهناك في المغرب الاقصى في الزاوية البودشيشية بمداغ وفي مدينة ورقلة في الجنوب الجزائري بل وفي مدن عديدة من فرنسا في نونت Nante وفي رحاب الزاوية المدنية بباريس وفي سافران Severan وفي قلب مدينة باريس عاصمة النور لاشبال Lachapelle، في كل هذه الاماكن وغيرها اجتمع المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كل الفئات والاجيال وعلى ارفع المستويات العلمية في لقاءات فكرية وروحية جمعت إلى التذكر والتدبر والاعتبار والتفاعل مع اصوات مجموعات المديح النبوي المحمدي التي تخشع لها القلوب وتدمع تاثرا بها العيون وتزداد بها ارواح المؤمنين تعلقا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو طب القلوب ودوائها خصوصا في هذا الزمن الذي ارهق فيه الانسان بسبب طغيان المادة بحيث اصبحت الدنيا اكبر الهم ومبلغ العلم./..
