من القيروان
من القيروان انطلقت فكرة احداث المسابقة الدولية للقران الكريم بمكة المكرمة
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
شهدت السنوات الاخيرة تنافسا محمودا بين البلدان العربية والاسلامية في تنظيم مسابقات حفظ القران الكريم وبدات هذه الحركة محلية على مستوي كل بلد ثم لم تلبث ان تطورت لتصبح مسابقات دولية عالمية رصدت لها وزارات الاوقاف والشؤون الدينية الاموال الطائلة سواء لجوائز الفائزين اولكل ما يتصل بالمسابقة من قريب اومن بعيد اعني استظافة لجان الاختبار التي دعي لعضويتها كبار الشيوخ المختصين في علم القراءات والتجويد
مامن بلد من بلدان العالمين العربي والاسلامي الاو يعقد اليوم مسابقة قرانية يختار كموعد لها اما شهر المولد النبوي او شهر رمضان ويتولى اعلام ذلك البلد الترويج لها بمختلف الوسائل المتاحة وغالبا ماتعقد هذه المسابقات تحت الاشراف السامي لحاكم البلاد ملكا او رئيسا
قائمة البلدان التي تنظم مسابقات قرانية طويلة لايمكن استعراضها يكفي ان نقول انها تمتد من جنوب اسيا الى غرب افريقيا مرورا بكل البلدان بالطبع تونس
اليوم هناك مسابقات للقران ا لكريم في موسكو وفي الشيشان(قروزني) وفي بروكسل ولندن وفى و حيثما وجد مسلمون
وتنوعت هذه المسابقات فاصبحت نسائية كتلك التي كانت تنتظم تحت اشراف ابنة الزعيم الليبي عائشة القذافي( وليبيا هي بلاد المليون حافظ للقران الكريم ( خمس عدد سكان لييبا) وهي التي عدلت شهادة حفظ القران بشهادة الليسانس) وكذلك مسابقة لذوي الاعاقات من حفاظ القران التي دعت اليها الجمهورية الاسلامية الايرانية فضلا عن مسابقات صغار الحفاظ
وتعتبر المسابقة التي تنتظم في مكة المكرمة بدعوة من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في المملكة العربية السعودية وكذلك مسابقة دبي العا لمية بدولة الامارات العربية المتحدة من اكبر التظاهرات القرانية سواء كان من ناحية اعداد المشاركين فيها من المتبارين او من ناحية اهمية الجوائز المرصودة للفائزين والمشاركين ولاعضاء لجان التحكيم وقد اضافت جائزة دبي اسنا د جائزة لكبار العلماء الذين خدموا الثقافة والعلوم الاسلامية
فكرة اقامة مسا بقة دولية للقران الكريم على مستوى العالم الاسلامي انطلقت من تونس ذات سنة من السنوات في ثمانينات القرن الماضي على هامش احتفالات تونس بذكرى المولد النبوي الشريف بمدينة القيروان ولدى انعقاد الندوة الاسلامية التي كان يشارك فيها فضلا من شيوخ تونس واساتذتها علماء ومفكرون من مختلف البلدان العربية والاسلامية ومن كبار المسؤولين على الشؤون الدينية ( وزراء ووكلاء وزارة) يلبون دعوة الجمهورية التونسية التي تحتفي بالضيوف وتعرفهم بمعالمها العريقة في القيروان وفي تونس العاصمة وفي المهدية
ويلتقي هؤلاء الضيوف بشيوخ تونس وعلمائها الاعلام وتنشاء نبينهم علاقات احترم وتعاون على خدمة الامة ودينها
و في هذا الصدد صدرت عن احدى هذه الندوات المولدية العلمية(وقد طبعت وزارة الثقافة اعمال بعض هذه الندوات والعائد اليها يجد فيها مادة علمية ثرية وعميقة وهي جديرة اليوم باعادة النشر للافادة بها) توصية باقامة مسابقة عالمية لحفظ القران وترتيله وكان حاضرا ومشاركا في هذه الندوة الاستاذ عبد الوهاب عبد الواسع وزير الحج والاوقاف السعودي وهو شخصية ذات كفاءة عالمية فما كان منه الا ان تقدم بمقترح الى حكومة بلاده وصدرت الموافقة الملكية بتنظيم هذه المسابقة العالمية السنوية في مكة المكرمة منزل الوحي بجوار الكعبة المشرفة وعلى مر السنوات تطورت هذه المسابقة واصبحت قبلة المتبارين من كل انحاء العالم الاسلامي والبلدان التي تعيش فيها جاليات مسلمة وانفقت المملكة على هذه المسابقة بسخاء ونال الفائزون من المتبارين الجوائز الكبرى ولعل اكبرتكريم ينال كل المشاركين والضيوف كل عام هوتمكنهم من اداء العمرة وزيارة المدينة المنورة ( وقد تفضل مشكورا بدعوتي لحضور فعاليات احدى دورات هذه المسابقة الد كتور عبد الله التركي وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الاسبق)
هذا الفضل لتونس بانه كان للمشاركون في ندوتها المولدية السنوية السبق في اقتراح تنظيم مسابقة دولية للقران الكريم سجله ولم يكتمه الاستاذ عبد الوهاب عبد الواسع ليلة في حوار تلفزي اجرته معه احدى القنوات الفضائية بعد ان ترك الوزارة التي قضى على راسها سنوات طويلة قال الاستاذ عبد الوهاب عبد الواسع رحمه الله اجابة عن سؤال القي عليه عن اهم انجاز يعتز به تحقق على يدية لدى توليه الوزارة فقال انها المسابقة الدولية للقران الكريم وسرد اطوا ر هذه المبادرة الرائدة ونوه بتونس وعلمائها
حمدت في تلك الليلة للرجل امانته وزادني ما شهد به اعتزازا بانتمائ لهذه البلاد المعطاء
تلك قصة اخرى من خبر هذا الكتاب الذي لاتنقضي عجائبه والى قصة اخرى ان شاء الله فيها العبرة لمن يعتبر