معجم القرآن Dictionnaire du coran
في ألف صفحة أصدرت دار روبار لافون Robert Laffont الفرنسية كتابا يحمل عنوان: معجم القرآن الكريم Dictionnaire du coran اشرف على هذا العمل الأستاذ محمد على أمير مؤزري مدير الدراسات في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا بجامعة السوربون والمشرف على كرسي أصول الدين الإسلامي وتفاسير القرآن (القديمة)! وهو أيضا المدير المساعد لمخبر الدراسات حول الأديان التوحيدية: فريق بحث في المركز الوطني للدراسات CNRS. محمد علي أمير مؤزري مؤلف لكتب عديدة وفصول علمية تتعلق بصفة خاصة بالإسلام الشيعي! تحت أشراف محمد علي أمير مؤزري عمل لمدة خمس سنوات سبعة وعشرون باحثا من أجل الإجابة عن الأسئلة التي يمكن أن ترد إلى الذهن أو يوعز بها من مثل: هل كان آدم يتكلم العربية؟ هل كان النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم فعلا أميا؟ هل كل أنواع الكحول حرام؟ لماذا الزنا خطيئة؟ ما معنى كلمة جهاد؟ أكثر من خمسمائة مدخل تجنّد سبعة وعشرون باحثا للعمل فيها لتكون الحصيلة النهائية موسوعة قرآنية مصغرة. معجم القرآن الكريم باللغة الفرنسية يصح فيه أنه كتاب مفتتح السنة الثقافية 2007/2008 فقد استقبلته الأوساط الجامعية والعلمية والثقافية والإعلامية بكل عناية واهتمام حيث خصصت له المحطات التلفزية (القناة الفرنسية الثانية أكثر من حصة وكذلك قناة 21 التونسية عرضته في حصتها الثقافية) فضلا عن عرض تعريفي بهذا المعجم نشرته جريدة لوموند Le monde، أما مجلة تلكال Telquel المغربية العدد 306 من 12 إلى 18 جانفي 2008 فقد جعلته موضوع غلافها الخارجي في عنوان بارز ( كل ما كنت تود دائما معرفته حول القرآن بدون أن تتجاسر عن السؤال عنه ) وفي ركن من الغلاف صورة قارئ مستغرق في قراءة القرآن من مصحف بين يديه. في جواب محمد على مؤزري مدير هذا المعجم القرآني عن سؤال لماذا كتاب لشرح ما هو القرآن اليوم؟ يقول : لقد جاءتني الفكرة سنة 2002 وقتها أكثر من مشروع موسوعي طموح كان قد وجد ولكني أردت أن أساهم في جعل هذا النص القرآني في متناول القارئ المتوسط، اعتقد انه أساسي أن المسلمين ابتداء بالفرانكفونيين يستطيعون أن يقتربوا من هذا النص المركزي في حياتهم. وعن سؤال: كيف يمكن التوفيق في عمل جماعي بين مشاركين من جنسيات مختلفة؟ قال محمد علي مؤزري: إن الاختيار على خمسمائة مدخل تطلب سنة من العمل وتم ضبط القائمة النهائية للمساهمين وكلهم من المراجع في اختصاصاتهم. وكان الرهان يتمثل في النجاح في عمل جماعي بين فريق يتكون من سبعة وعشرين باحثا من جنسيات مختلفة: أوروبيين وعرب ومسلمين وينتمون إلى تيارات إسلاملوجية متنوعة، احد المتعاونين محي الدين يحي ابن الناشر المصري الذي اصدر لمحي الدين بن عربي –الفتوحات المكية- وقد درس بدار الحديث الحسنية في الرباط، جنسية الباحثين ومعتقداتهم الدينية لا تهم كثيرا!! وعن سؤال : هل يساعد الكتاب ( معجم القرآن ) على إيجاد حوار في المجتمعات الإسلامية؟ قال مؤزري: على المستوى الفكري جعْل القرآن في المتناول وأوضح ما يكون وأقرب ما يمكن من القراء، تلك في نظري أفضل وسيلة لتجاوز الخطاب الكلياني، إن فكرة قرآن خالد قابل للتطبيق في كل الأمكنة والأزمنة فكرة أخذت وقتا لتترسخ في الأذهان! هذا التقديس المبالغ لا يؤدي إلى أية فائدة! تاريخ القرآن يبين لنا التعددية التي كانت موجودة في الجدل حول مسيرة القرآن وذلك في وقت مبكر من تاريخ الإسلام. هذا مهم، إيراد هذه الأفكار في كتاب: معجم القرآن من طرف المشرف عليه مهم يبين ولا شك الغرض والهدف من إصدار هذا الكتاب الهام في موضوعه والذي يأتي في إطار الاهتمام الشديد بالإسلام والمسلمين لاسيما القرآن الكريم الذي تعددت في السنوات الأخيرة ترجماته إلى مختلف اللغات الأوروبية إما بإعادة نشر القديم منها أو بإصدار ترجمات جديدة فضلا عما لا يزال ينعقد من ندوات وملتقيات ومؤتمرات حول القرآن الكريم هذا الكتاب الذي يمثل فاعلا أساسيا وكبيرا جدا في تدين المسلمين وعودتهم التي تشهد تزايدا كبيرا وملفتا للانتباه إلى حضيرة دينهم سواء كان ذلك في ممارسة شعائرهم (من صلاة وصيام شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام) أو في استنادهم على الدين واعتمادهم على مرجعية القرآن وسنة وسيرة نبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام في كل تصرفاتهم وما يصدر عنهم من مواقف متفاوتة. الظاهرة على كل حال ملفتة للانتباه على كل الأصعدة بما فيها أصعدة البحث العلمي والجامعي والثقافي والاهتمام الإعلامي. الأسئلة التي يجيب عنها كتاب ( معجم القرآن ) عديدة صاغتها مجلة تلكال Telquel وهي من مثل: هل نشا القرآن في العهد الهجري؟ هل الكائن البشري من أصل إبليسي؟ هل كان آدم يتكلم العربية؟ هل الشيطان في داخلنا؟ لماذا النص القرآني واحد في أسلوبه؟ لماذا الإيمان بالبعث؟ ما هي منزلة الشريعة في القرآن؟ ما هي معاني الضرائب الإسلامية؟ هل كان النبي فعلا أميّا؟ هل كل الكحول محرمة؟ الفوائد البنكية هل كلها محرمة؟ لماذا التبني يثير جدلا في الإسلام؟ كم عدد أسماء الله؟ حياتنا هل ستكون محل مساءلة؟ لماذا يعد الزنا خطيئة في نظر الدين؟ كيف يحمى القرآن المرأة من الاتهام في عرضها؟ هل هناك تواصل بين القرآن والتوراة؟ ما هو معنى كلمة الجهاد؟ إلى أي عهد يعود الخصام بين المسلمين واليهود؟ هل يوجد أصل ما قبل إسلامي لليلة القدر؟ هل كل غير المسلمين يتساوون؟ ما هو المعنى الدقيق لتعبير حجاب؟ الإجابات عن هذه الأسئلة الهامة استخرج من مضامين كتاب معجم القرآن الكريم وهي إجابات ليست بالضرورة مسلّمة لمن تولوا تحريرها. بقي أن نورد للقارئ أسماء من تولوا تحرير هذا المعجم وهم: كلود أداس، أكير مؤزري، محمد أركون، رياض أتلاق، كشيار أزموده، بول بلنفات، ماير بارشار، محمد حسين بن خيرة، إريك شومون، ميشال كيبر، كسان دايف، جون لوي دكلي، فرنسوا دروش، دنيا دسمت، اريك جوفروا، جنيفيف قوبيلو، دنيس قريل، مرقون قويرو، أفرهام حكيم، أسماء هلالي، بيير لوري، فرنسواز ميشو، ياف بورتاره، مريم سبتي، هايدي تولي، ماري تاريز ايرفوي، محي الدين يحي، إدزيليو قراندي. وقد أورد المعجم تعريفا موجزا بكل هؤلاء المشاركين في التحرير وكذلك مساهماتهم. لم نقم أيها القارئ إلا بمجرد التعريف بكتاب معجم القرآن أما مضامينه في الصفحات التي قاربت الألف ومداخله الخمسمائة فذلك ما لا يتسع له المقام، حسبنا فقط التعريف بهذا العمل الهام في موضوع هام جدا وهو القرآن الكريم وهنا يأتي دور أهل الذكر في الجامعات والكليات والهيآت الدينية فلا أقل من أن تطلع وتواكب لتوفر المادة الدينية والأجوبة الصحيحة المقنعة والمعتمدة عن الأسئلة الآنفة الذكر. ماذا عسانا أن نقرأ في مستقبل الأيام من تفاعل مع معجم القرآن خصوصا والأصوات بدأت تنادي بنقله إلى القارئ العربي باعتبار أن هذا المعجم يهمه؟