قراءة في كتاب صالح البكاري سفيرا بالمملكة المغربية
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
صدر للاستاذ صالح البكاري في الفترة الاخيرة كتاب يحمل عنوان ( صالح البكاري سفيرا بالمملكة المغربية) وهو كتاب متميز في اسلوبه ومضمونه أما اسلوبه فصالح البكاري متمكن من ناصية اللغة العربية يشهد بذلك كل من قرا له واستمع اليه وكل من زامله وعمل معه في الجامعة وفي الادارة وفي الوزارة وفي السفارة وكل من جمعه به مجلس وانا من هذا الصنف الاخير فقد عرفت الرجل بل عرفتني به مواقفه الشريفة في نصرة الحق والخير قبل أن تتوطد بيننا العلاقة على مر السنوات منذ تسعينيات القرن الماضي والى يوم الناس هذا.
واشهد للرجل دقة ملاحظته وتصويبه لما يسمع أو يقرا من الاخطاء اللغوية و عمق تحاليله واعود إلى مضمون الكتاب وقد شرفني بقراءة نصه قبل احالته للمطبعة فلم اجدما الاحظه سوى الحرص عليه بان يسارع باخراجه وافادة القراء به فهو طريف في بابه انه قراءة عميقة متبصرة لما عاشه وكان شاهدا عليه في البلد الشقيق المغرب الاقصى حيث عمل سفيرا لتونس لمدة ثلاثة عشر سنة في مرحلة عاش فيها المغرب تحولات كبرى يطول شرحها لقد نجح الاستاذ صالح البكاري في مهمته بحكم انكبابه على عمله الديبلوماسي بجد واتفان ورغبة مخلصة في النهوض بالعلاقة بين البلدين والشعبين انطلاقا من عمق الروابط التاريخية والحضارية والثقافية والدينية بين تونس والمغرب والصلات الوثيقة التي ربطت بين القيادتين التاريخيتين (الزعيم الحبيب بورقيبة والملكين محمد الخامس والملك الحسن الثاني رحمهم الله).
والتي تواصلت بعد ذلك وما لبثت أن توطدت في عهدي الرئيس الراحل زين العابدين بن علي رحمه الله والملك محمد السادس حفظه الله وكان للاستاذ صالح البكاري دور كبير في توطيدها لقد كان الاستاذ صالح البكاري يحظى لدى القيادتين بتقدير كبير وهوتقدير ماتاه ما تميز به من اخلاص ومصداقية لمسهما فيه كل من عرفه وتعرف عليه والذين منهم نخبة السياسيين والمثقفين والاعلاميين المغاربة وذلك ماساعده واعانه على تذليل الكثير من الصعاب التي اعترضته في عمله وقد فصل في البعض منها القول في فصول كتابه الاستاذ صال البكاري والتي لايمكنني أن اورد ها في هذا العرض الموجز لقد عرفت بعضا من تلك الصعوبات التي تجاوزها الاستاذ صالح البكاري بما جبل عليه من صبر ومصابرة ونكران ذات وخلق رضي لدى ترددي على المغرب لحضور الدروس الحسنية الرمضانية وعند مشاركتي في الملتقيات التي ادعى للمشاركة فيها كنا نجلس خارج اوقات عمله في مقر الاقامة الساعات الطويلة ونتبادل اطراف الحديث في شؤون بلادنا وتكاد تتطابق رؤانا.
وكنت استفيد الاستفادة الكبيرة من تحاليله واعجب شديد الاعجاب باتساع شبكة علاقاته التي لم يكتسبها إلا بحسن خلقه وكفاته وعفته ونظافته فضلا عن عمق فكره ورفيع مستواه والمغرب الشقيق الذي عمل فيه الاستاذ صالح البكاري سفيرا (لمدة طويلة 13عاما وهي فترة لم يمكثها قبله ولابعده اي سفير تونسي عمل في المغرب ) بلاد ثرية حضاريا وثقافيا واجتماعيا ودينيا روحيا وقد اندمج الاستاذ صالح البكاري في المغرب بمعنى التعرف الدقيق على خصوصيات هذا البلد الشقيق ولكل بلاد خصوصياتها مهما تقاربت في الجغرافيا واشتركت في التاريخ مع غيرها من البلدان حتى اصبح الاستاذ صالح البكاري خبيرا باستحقاق وعن جدارة في الشأن المغربي وهذه الخبرة تنبئ عنها.
ويدل عليها هذا الكتاب الذي لاغنى عنه لدارس ومتابع للشان المغربي كما لاغنى عن الاستفادة منه ومن صاحبه مما لم يرد في الكتاب وهو كثير وكثيرجدا وعميق وعميق جدا احسب انني ممن يتابعون الشأن المغربي والشان الديني بصفة خاصة بحكم الصلات التي ربطتني وربطت من قبلي الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله برجالات المغرب وعلمائه ومفكريه وهيئاته الدينية وزواياه فقد وجدت في كتاب صالح البكاري سفيرا بالمملكة المغربية لدى تعرضه لهذا الملف دراسة مستوعبة لمختلف جوانبه مضيفا إلى ذلك التنبيه إلى ما يشترك فيه المغرب مع بقية البلدان العربية والاسلامية من تحديات في الشأن الديني داعيا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني مواكبة للتحديات التي يعيشها المسلمون في كل بلدانهم بما اثاره من اشكاليات تحتاج من أهل الذكر الى اجابات مقنعة وواقعية.
وانا أقرأ كتاب صالح البكاري سفيرا بالمملكة المغربية شدني هذا الفصل فقد بدا لي فيه الاستاذ صالح البكاري مفكرا ودارسا أكثر مما بدا لي سفيرا ولاتضارب بينهما وصالح البكاري كان فيهما متميزا لقد شدني هذا الفصل من الكتاب الامر الذي جعلني استاذن من الاستاذ صالح البكاري في تعميم الافادة به بنشره في العدد 6/7 من السنة 19 من مجلة جوهر الاسلام وقد أذن لي بذلك مشكورا وليت الاخ صالح الحاجة يتحف بهذا الفصل قراء صالون الصريح اونلاين.