في ستينيات القرن الماضي الحزب الاشتراكي الدستوري يبحث طيلة عام كامل موضوع الاسلام وتحديات العصر

في ستينيات القرن الماضي الحزب الاشتراكي الدستوري يبحث طيلة عام كامل موضوع الاسلام وتحديات العصر


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

في منتصف ستينيات القرن الماضي و تونس لم يمض على نيلها للاستقلال الا عشر سنوات ارسيت فيها الاختيارات الاساسية للدولة الوطنية العصرية و حسم الدستور مسالة الهوية (دين الدولة ولغتها) وتتمثل اهم اختيارات دولة الاستقلال في سياسة الوحدة القومية (الوطنية) وتعميم التعليم والصحة ومجانيتهما وحرية المرأة وما تبع ذلك وترتب عنه من برامج وضعت لها مخططات مضبوطة مضت الدولة في تنفيذها اشواطا لاباس بها.

ومع ما اعترى مسيرة التنمية في مختلف مجالاتها من عثرات وحتى كبوات الا ان الجميع يسلم بان المكاسب عديدة وان ثمرتها لم تلبث ان اصبحت ترى وتلمس على مختلف الاصعدة ودائما نقول إن تونس وشعبها كانا قادرين على ما هو افضل واحسن ولو هذه لسيت التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو من الشيطان) لاننا لسنا بصدد الخوض في مسائل القدر العويصة والتي بالتطرق إليها والخوض يحضر الشيطان فهي احدى مصائده.

ما أردت أن أتطرق إليه في هذه الورقة هو ما تميزت به بلادنا ونخبتنا التونسية من سبق وريادة في البحث بكل جراة وجسارة في ادق القضايا واكثرها تاثيرا في مسيرة الامة بمعناها الشامل الواسع فتونس لايمكن ان تنعزل عن محيطها الجغرافي ومسار تاريخها في منتصف ستينيات القرن الماضي وطيلة سنة كاملة وفي مساء كل يوم ثلاثاء وفي مقر الحزب الاشتراكي الدستوري بنهج روما بتونس العاصمة (وريث الحزب الحر الدستوري).

والذي اصبح التجمع الدستوري بعد تحول87وباشراف الامين العام المساعد للحزب الوزير احمد بن صالح ظلت لجنة الدراسات الاشتراكية تعقد جلساتها الاسبوعية المنتظمة والتي تمتد في بعض الاحيان إلى ساعات طويلة لبحث موضوع (الاسلام وتحديات العصر) بحضور نخبة الجامعة التونسية والساحة الفكرية والثقافية بكل مكوناتها وكان الحزب الاشتراكي الدستوري يكاد يستقطبها جميعها الا اقل القليل منها هذا الموضوع القديم المتجدد '(الاسلام وتحديات العصر).

والذي لم يحسم بعد فيه القول إلى اليوم بصفة نهائية وباتة و لايزال يتجاذبه طرفا الافراط والتفريط بحث موضوع الاسلام وتحديات العصر في لجنة للدراسات في ارفع مستوى في ستينيات القرن الماضي من طرف الحزب الاشتراكي الدستوري الذي قاد معركة التحرير ونالت البلاد على ايدي مقاوميه ومناضليه الاستقلال وانطلق في بناء الدولة العصرية دولة الشعب التونسي الذي دين شعبه الاسلام ولغته العربية بحث هذا الموضوع في ذلك الزمن المبكر(ستينيات القرن الماضي) وفي ذلك الدليل القاطع على ان التجذر في الاسلام في هذه الربوع لايختلف حوله اثنان لا أمس ولا اليوم ولاغدا.

فالاسلام والعربية قاسم مشترك بين كل التونسيين لايمكن إن يزايد فيهما أي طرف عن الاخر كما ان مسلمة اخرى بنبغي ان توضع في الاعتبار وهي ان هذه الربوع لعوامل تاريخية وجغرافية ولمعالم لايمكن تجاهل دورها في الرسوخ وفضل السبق (الزيتونة الجامع والجامعة) ولاعلام كبار كانوا رمزا للتحرير والتنوير والتميز لكل ذلك فان هذه الربوع كانت عبرتاريخها وكذلك ينبغي ان تبقى مصدر اشعاع لاتحتاج إلى ان تستورد الا ما هو غير متوفر عندها مما يتعلق بما استجد في حياة التاس.

أما رؤيتها وتمثلها لتعاليم دينها ومقومات هويتها فهو من استنباط واستلهام ابناء شعبها من نخبة علمائها ومفكريها والتاريخ على ذلك شاهد بحث الحزب الاشتراكي الدستوري طيلة سنة كاملة لمسالة ( الاسلام وتحديات العصر هو ) نهوض بدوره كحزب عريق اصيل متبن لكل امال وتطلعات افراد شعبه والعائد إلى توثيق الحزب الاشتراكي الدستوري ونرجو ان لايكون ناله الاتلاف ممن لايقدرون اهمية الموروث الثقافى والفكري للشعوب بقطع النظر عن الاشخاص الذين هم عابرو سبيل العائد لمحاضر جلسات لجنة الدراسات الاشتراكية يشد انتباهه العدد الكبير والرفيع لاسماء المشاركين باوراق وفي المداولات انهم نخبة النخبة الجميع شدهم الموضوع وراوا انفسهم معنيين بالخوض فيه والمشاركة فيه ولم يكن هناك محضورا ولاممنوعا طالما ان رغبة الجميع هي الوصول إلى كلمة سواء وانارة الراي العام بدون وصاية ولاتحجر ولاانغلاق وايضا بدون عدمية ورفض وتنكر للواقع وحقائق التاريخ.

كان رئيس اللجنة الاستاذ احمد بن صالح الامين العام المساعد للحزب والوزير المتعدد الوزارات يدير اشغال اللجنة بصفة المثقف والسياسي وصاحب العلاقات المتميزة والواسعة بالحاضرين والمشاركين ولعله هو من دعا الكثير منهم واختارهم على مختلف مشاربهم لذلك كان فيهم ومن بينهم العصراني الحداثي صاحب الاراء الجديدة وكان فيهم العالم والشيخ الزيتوني فقد دعي لالقاء المحاضرة الافتتاحية العلامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور مفتي الجمهورية وعميد الكلية الزيتونية رحمه الله الذي جاء مرفوقا بالشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله (كان مبعوثا للملك فيصل رحمه الله الى رؤساء البلدان الاسلامية) وحضرها كذلك فضيلة الشيخ محمد الحيبب بلخوجة رحمه الله (كان انذاك استاذا بالكلية الزيتونية ومدير لدار النشر).

وكان مشاركا قارا في اشغال هذه اللجنة وفي موضوعها هذا الهام الا ان يكون خارج البلاد فضيلة الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله وكانت مشاركاته تتسم بالجسارة والوضوح وتقديم الاسلام في اجمل صوره باسلوب جذاب اوتيه الشيخ رحمه الله وهو ما لفت إليه الانظار وكان به محل اعجاب وتقدير المشاركين وكانت تربط ا لشيخ الحبيب رحمه الله بالسيد احمد بن صالح علاقات صداقة متينة و يحضى لديه بتقدير كبير وكان يفسح له المجال باعتبار صفتيه الدينية والدستورية بل كان يمازحه عند ما يتناول الكلمة خصوصا عند رده على ما يحتاج إلى الرد من مداخلات بقية المشاركين (و ذات مرة وكان الشيخ الحبيب في البقاع المقدسة وتناول الكلمة احد الحاضرين وابدى بعض الاراء الغريبة بعض الشيء نظر السيد احمد بن صالح إلى من في القاعة وقال في مزح وهو معروف بذلك ( اين محامي ربي).

ويقصد الشيخ الحبيب فقيل انه في البقاع المقدسة قال السيد احمد بن صالح للمتدخل صح ليك ) حضر اشغال لجنة الدراسات الاشتراكية ممن اتذكرهم الاساتذة المنجي الشملي ومحمد الطا لبي واحمد عبد السلام وعبد الكريم المراق وعبد الوهاب بوحديبة وغيرهم وغيرهم. وغيرهم فضلا عن الاطارات الحزبية من مختلف التشكيلات (الشعب والدوائر ولجان التنسيق واللجنة المركزية وسامي اطارات الحزب والدولة...) فالامر ماخوذ ماخذ الجد والاهتمام بالموضوع على ارفع مستوى و البحث عميق والحرية كاملة. وتحمل المسؤولية واضح ولباقة وكفاءة المسؤول على ادارة الحوار رجل في المكانة الرفيعة التي كانت للسيد احمد بن صالح في الحزب والدولة).

كل ذلك يصدق ماقلت و هوما يشاطرني فيه كل منصف يؤمن بالتواصل ويسلم بان هذه البلاد ولادة وان اجيالها ومختلف مكونات شعبها ينبغي ان تظل متواصلة متكاملة متفاعلة لاتلعن من سبقها بل تتبنى ايجابياته واضافاته وهي كثيرة ولاتترك جانبا الاسلبياته وهي قليلة بحث لجنة الدراسات الاشتراكية في الحزب الاشتراكي الدستوري لموضوع ( الاسلام وتحديات العصر) فيه الكثير الكثير من السبق والا جتهاد والتجد يد الذي لايزال مفيدا و قد لايرتقي الكثير مما يطرح اليوم على الساحة في موضو ع الاسلام وتحديات العصر إلى مستواه لذلك اقول وساظل متمسكا براي ان ماكل مافي الماضي عدم و ظلام وسواد بل في الماضي الكثير الكثير مما هو مشرف مما يقتضي ا لاستفادة منه والنسج على منواله والاضافة اليه



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.