فضيلة الشيخ محمد الغرياني 1941/2020 نموذج الواعظ والمرشد الديني الناجح

فضيلة الشيخ محمد الغرياني 1941/2020 نموذج الواعظ والمرشد الديني الناجح


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

كانت العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك موعد ا لرحيل عدد من السادة الافاضل إلى دار البقاء وهوما نحسبه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله والادلة على تفاضل بين الناس و الأزمنة والامكنة عديدة والله يختص برحمته من يشاء. وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويختار نساله تبارك وتعالى ان يختار لنا الخير ويرضينا به. في العشر الاواخر من شهر رمضان انتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا فضيلة الشيخ محمد الغرياني رحمه الله احد ابناء الجنوب الشرقي( الرقبة تطاوين) فيها نشا وترعرع وعلى ايدي شيوخها تتلمذ في الفرع الزيتوني الذي كان يديره فضيلة الشيخ عمر الواعر رحمه الله وهو احد اعلام الزيتونة في الجنوب الشرقي.

وقد تولى التدريس في الفرع الزيتوني شيوخ اعلام لم يبق منهم على قيد الحياة الا الشيخ العلامة الحافظ الثبت محمد الحبيب النفطي حفظه الله وامد في انفاسه (عمره الفعلي هو 100سنة اويزيد قليلا) نذكر من غادرونا إلى دار البقاء من اساتذة الفرع الزيتوني الشيوخ ( الحبيب المستاوي وعمر بوفلغة والبشير البركاوي والشيخ اسماعيل الهادفي (اصيل توزر) وغيرهم رحمهم الله وهم من ابناء تطاوين من ا لزيتونيين الذين مارسوا التدريس في الفرع الزيتوني وفي التعليم الثانوي أما من مارسوا القضاء فاننا نذكر منهم الشيوخ (التهامي شنينة واحمد بوطبة والطاهر بوطبة والشافعي الدكالي وهؤلاء تدرجوا في سلك القضاء إلى ان بلغوا اعلى درجاته وعملوا في مختلف مدن البلاد)كمانذكر منهم الاستاذين المدني بالهاشمي وقد تتلمذت عليه لماكان مديرا للمدرسة الابتدائية بالرقبة ومحمد اللقاني رحمهم الله جميعا.

فقد كانوا نجوما مضيئة في سماء الجنوب الشرقي ممن رغم قلة ذات اليد وبعد المسافة رحلوا في اربعينيات القرن إلى إلى العاصمة والتحقوا بجامع الزيتونة وكان من انجب طلبة الجامع الاعظم ثم رجعوا إلى الجنوب ومارسوا لالتدريس والتوجيه وتفقيه الناس استفادت منهم اجيال متعاقبة. درس في الفرع الزيتوني بتطاوين ثلة من الوعاظ والكثير من رجال التعليم الابتدائي وممن عملوا في الادارة وبقية الاسلاك الامنية والعسكرية و في المجالات الصحية والاجتماعية والثقافية ونجحوا في عملهم ايما نجاح. على ايدي تلك الصفوة من الشيوخ البررة عليه من الله الرحمة والرضوان تتلمذ الشيخ محمد الغرياني رحمه الله وتدرج في مراحل التعليم الزيتوني ليتخرج حاملا لشهادة الاجازة من الكلية الزيتونية للشريعة واصول الدين التي فتح الشيخ محمد الفاضل بن عاشورا رحمه الله ابوابها ( لماكان عميدا للكلية ومفتيا للجمهورية في ستينيات القرن الماضي).

فقد اسس قسم الو عظ والارشاد في الكلية الزيتونية وكان من اركانه وممن اعتمد عليهم الشيخ الفاضل في انجاح هذه التجربة الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله بعد عودته من طرابلس ليبيا وكان ضمن بعثة تعليمية زيتونية متميزة رحل اغلب افرادها إلى دار البقاء وتركت في البلد الشقيق اثرا لايزال بكل خير التحق بمعهد الوعظ والارشاد كل من لم يتمكنوا من اتمام تعليمهم الزيتوني بعد تطبيق قانون توحيد التعليم على اثر الاستقلال ولم يبق من التعليم الزيتوني الا المستوى العالي الذي اختزل في كلية ضمن كليات الجامعة التونسية في خطا لم يلبث ان راى الجميع نتائجها السلبية التي تفاقمت وازدادت على مر السنوات وذلك حديث يطول.

وجد الشيخ محمد الغرياني رحمه الله واخوان له اخرون من تطاوين ومن بقية مناطق الجمهورية في قسم الوعظ والارشاد بالكلية الزيتونية افقا فتح لهم فسارعوا إلى الالتحاق به وقد شجعهم بل واعدهم لدخوله بما كان يتعهدهم به من دروس ومراجعة فضيلة الشيخ الوالد رحمه الله ( وكنت وانا تلميذ في اخر المرحلة الابتدائية احضر معهم تلك الدروس في اللغة العربية ( نحوا وصرفا ورسما) في رحبة مسجد الرحمة بالرقبة. ذكريات لاتنسى). اذكر من زملاء الشيخ محمد الغرياني رحمه الله في قسم الوعظ والارشاد كلا من (الشيخ الفاتح بن عبد الصمد والاستاذ الشريف العويني والاستاذ الزين الضويلع والاستاذ محمد بوليفة والشيخ الهادي التونكتي والشيخ محمد العذلاني رحمهم االله والشيخ البشير جابر والشيخ الحسين بن حامد والا ستاذ نصر بوشهوة والاستاذ الهادي زروق ). 

وهؤلا ء كلهم من تلاميذ الفرع الزيتوني بتطاوين وممن تخرجوا من قسم الوعظ والارشاد والبعض منهم مع اخوان لهم من باجة وسيدي بوزيد وقفصة وبتوجيه وتشجيع من الشيخ الوالد رحمه الله واصلو ا دراستهم الجامعية في الجامعة الاسلامية البيضاء بليبيا و جامعةعين شمس بالقاهرة وجامعة دمشق وجامعة بغداد والجامعة الاسلامية بالمدينة المنورةوتخرجوا منها اساتذة في اللغة العربيةوالتاريخ والدعوة نذكر منهم الاساتذة (الزين الضويلع ومحمد بوليفة وعبد الله الكوكي واحمد قواسمية وعبد الفيظ رحومة. والبشير سراب وغيرهم...)

والشيخ محمد الغرياني رحمه الله هو من خريجي قسم الوعظ والارشاد الذين ولظروفهم الخاصة بقوا في تونس بعد التخرج وباشروا خطة واعظ وعملوا في مختلف مناطق الجمهورية وتدرجوا في هذه الخطة ومارسوها بكل مسؤولية وبروح وطنية فكانوا مثالا للاستقامة والتحصيل العلمي الضروري واستفادت كل فئات المجتمع وكانوا مثالا للوسطية والاعتدال والتسامح والفهم الصحيح لهدي الاسلام في مختلف مناحي الحياة وقد نالوامن الجميع الا حترام والتقدير ولم نسمع عن احد منهم رحم الله من غادرنا منهم إلى دار البقاء وحفظ من لايزالون على قيد الحياة لم نسمع عن احد منهم انحرافا أو رايا شاذا وكانوا مثالا للوفاء لمشائخهم والسير على نهجهم الزيتوني القويم جازاهم عن تونس وشعبها خير الجزاء فقد حملوا مشعل التوجيه السليم وادوا رسالتهم على احسن الوجوه واتمها.

ويعد الشيخ محمد الغرياني رحمه الله واسكنه فراديس جنانه نموذجا للوعاظ والمرشدين الناجحين كما يعتبر هو ومن ذكرت البعض منهم الحلقة الوسطى التي امتد بها السند الزيتوني في الارشاد الديني . تفانى الشيخ محمد الغرياني رحمه الله في عمله وتدرج من واعظ معتمدية إلى واعظ ولاية إلى متفقد للشؤون الدينية وكان ناجحا في كل المسؤوليات الدينية التي تحملها وقد نا ءى بنفسه عن كل التجاذبات فنال احترام الجميع رحمه الله واسكنه فراديس جنانه ورزق اهله وزملاءه واصدقاءه وكل من عرفوه جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا إليه راجعون.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.