فضيلة الشيخ علي النيفر رحمه الله حياته وآثاره (1901-1985)

فضيلة الشيخ علي النيفر رحمه الله حياته وآثاره (1901-1985)


الكتاب الذي نقدمه للقراء يحمل عنوان (الشيخ علي النيفر حياته وآثاره) ومؤلفه وجامع مادته هو الأستاذ محمد المختار النيفر أما كاتب مقدمة الكتاب فهو فضيلة الشيخ كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية السابق جاء هذا الكتاب في أربعمائة صفحة من الحجم المتوسط ولكن بالخط الصغير الواضح بحيث تضمن إضافة إلى الإهداء والمقدمة تعريفا بالأسرة النيفرية وتاريخ توطن هذه الأسرة بمدينة تونس والجد الذي تجتمع فيه العائلة ومبدأ اشتغال هذه الأسرة بالعلم واثر دعاء جدهم في بقاء العلم في عقبهم ثم التعريف ببعض أعلام هذا البيت “محمد النيفر الأكبر، محمد الطيب النيفر وابنه محمد ثم المترجم له الشيخ علي النيفر” حيث أورد المؤلف نسبه وولادته وتربيته ونشأته العلمية وأخلاقه... وأورد بعد ذلك قصائد التهنئة بمناسبات عائلية واجتماعية منها تهنئته للشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله... وتضمن الكتاب ما قدم به فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله الطبعة الثانية من كتاب “عنوان الأريب عما نشأ بالبلاد التونسية من عالم وأديب” حيث قال “نعد دروسه من الدروس التي يقبل عليها الطلبة لاعتنائه بتحريرها حتى أخرج بعضها مؤلفات مع سعة اطلاع وحسن إلقاء. ومما امتاز به أنه يفتح درسه بإلقاء الأسئلة على الطلبة. وقد أسعدني الحظ بانخراطي في سلك طلبته فقد قرأت عليه”شرح المكودي على الخلاصة“وشرح الحطاب على ورقات الجويني والجزء الأول من الدردير والثاني منه... وقد استفاد الطلبة من دروسه ومن التزامه بالمواظبة عليها وتعمير الوقت بما هو بصدد تدريسه” الصفحة 32. وقد تمادى في التدريس إلى إن عين نائبا لشيخ الجامع الأعظم “جامع الزيتونة” وفروعه في 19 سبتمبر 1942 وتولى الخطابة بجامع سيدي يحي المعروف بجامع البرج في 21 ديسمبر 1939 وسمي نائبا أولا لشيخ الجامع الأعظم وفروعه في 19 سبتمبر 1948. وعين مدرسا بجامع صاحب الطابع وراويا لصحيح البخاري بالمدرسة المرجانية وكلف بإدارة الجامع الأعظم سنة 1951 وولي التدريس ضمن مدرسي الطبقة الأولى سنة 1953 وانتخب عضوا بمجلس المدارس وانتخب عضوا بلجنة وضع مجلة الأحوال الشخصية وأحيل على المعاش في شهر أكتوبر 1960. واستعرض المؤلف مراحل حياة الشيخ علي النيفر رحمه الله “مسيرته بإدارة المشيخة الزيتونية وجهوده في إصلاح التعليم الزيتوني” وأورد الخطاب الذي ألقاه عند وضع الحجر الأساسي لبناء الجامعة الزيتونية بمحضر الباي محمد الأمين في 18 أكتوبر 1954. وتحدث المؤلف عن النشاطات الاجتماعية والإنسانية للشيخ علي النيفر رحمه الله “مكتبة التلميذ الزيتوني، جمعية إعانة الضعفاء من تلامذة الجامع الأعظم وفروعه، مشاركته في الحفلات الخيرية ومشاركته في المهرجانات” وقد اتسمت هذه المشاركات بالتنوع والثراء حيث واكب بشعره كل هذه المناسبات الخاصة والعامة. وفي الكتاب قطع شعرية رائعة تكتسي صبغة تاريخية توثيقية تصور ما كانت تعيشه تونس من حركية ثقافية وبالخصوص ما كان حول المؤسسة الزيتونية من جمعيات ونواد تنتظم فيها الحفلات وتقام فيها الذكريات وكان الشيخ علي النيفر رحمه الله أحد فرسان ونجوم هذه الجمعيات والنوادي وجاء هذا الكتاب التوثيقي ليحفظ للشيخ علي النيفر رحمه الله ما ساهم به مما كان سيتلاشى ويذهب أدراج الرياح لولا ما قام به نجله برا به. ولولا أن المجال يضيق لأوردت للقارئ قطعا من الشعر الملتزم المملوء عاطفة واعتزازا بتونس وتاريخها وأمجادها وأعلامها. لقد كان الشيخ علي النيفر رحمه الله يستجيب لدعوات كل النوادي والجمعيات للمساهمة في ما تقيمه من ذكريات واحتفالات. واستعرض الأستاذ محمد المختار النيفر أسفار الشيخ علي النيفر رحمه الله إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج مرورا بالديار المصرية وسفره إلى الجزائر لتفقد فروع الزيتونة ولا يتأخر الشعر والنثر عن تسجيل مشاعره وآماله معبرا في ثنايا ذلك عن اعتزازه الشديد ببلاده العزيزة تونس: بلاد العلم والحضارة والثقافة واعتزازه بالزيتونة المباركة، الزيتونة أقدم وأعرق جامعة إسلامية في العالم. وهذا الكتاب “الشيخ علي النيفر حياته وآثاره” يسجل عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين التونسي والجزائري ودور الزيتونة وعلمائها في تونس والجزائر في تمتين أواصر الأخوة والتعاون والتكامل في كل ما من شأنه أن يحقق الوفاء والتجسيم لما تدعو إليه قيم الدين الحنيف من وحدة وأخذ بأسباب التقدم والتمكين. وتضمن الكتاب مجموعة من القطع الشعرية التي صاغها الشيخ علي النيفر رحمه الله في بعض المدن التونسية التي زارها “صفاقس، عين دراهم، توزر، نابل، سوسة، باجة، حمام الأنف،قرطاج، الكرم، منوبة، المرسى وحلق الوادي....”. وتضمن الكتاب مجموعة من الأجازات التي حصل عليها الشيخ علي النيفر رحمه الله كإجازة الشيخ عبد الحي الكتاني وإجازة جده الشيخ محمد الطيب النيفر وإجازة الشيخ عمر حمدان المحيرسي بمنزله بالمدينة المنورة. والمضي في استعراض المناسبات التي شارك فيها الشيخ علي النيفر رحمه الله بواسطة شعره لا يسمح به المجال إذ يبدو أن الشيخ رحمه الله لا يتأخر عن المجاملة والمبادرة إلى التهنئة بكل ما يجد لأصدقائه و زملائه وشيوخه وفي هذا القسم من كتاب “الشيخ علي النيفر حياته وآثاره” مادة ثرية تبين مدى عمق العلاقة بين رموز العلم والثقافة في تلك الحقبة من تاريخ تونس. وفي قسم صحف مختارة من شعر الشيخ علي النيفر نقرأ : الابتهالات والنبويات ونقرأ شعرا في ذكرى الهجرة وفي حجة العمر ويورد المؤلف مقتطفات من دواوين الصبر والفتوة والشباب وفيه مادة ثرية جديرة بالتحليل والتعريف بها وهي تصور أدق تصوير وأصدقه سماحة شيوخ الزيتونة وواقعيتهم وبعدهم كل البعد عن التزمت والتضييق على النفس وعلى الناس كل ذلك في أدب رفيع وخلق رضي وتقيد بهدي الشرع الحنيف. وفي الكتاب بعض من المحاضرات الدينية والعلمية والأدبية وقد وثق المؤلف مصادرها “أنظر الصفحة 212 و 213 و 214 من الكتاب” وأورد المؤلف بعضا من خطب الشيخ علي النيفر الجمعية وقد جاءت هذه الخطب في مواضيع شتى : الدينية والاجتماعية ويبدو فيها بجلاء المجهود الكبير المبذول من قبل الشيخ علي النيفر رحمه الله في اختيار المواضيع- المناسبات - و تدقيق النصوص من كتاب الله العزيز ومن السنة النبوية الطاهرة التي دعم بها ما أراد تبليغه وإرشاد جماهير المصلين إليه. وهي خطب جد مفيدة يمكن أن يستأنس بها و يستفيد من مادتها خطباؤنا وأئمتنا الأفاضل. لقد خطب الشيخ علي النيفر رحمه اله في مواضيع “محاسن الإسلام، البر بالآباء والبنين والتطير والتجارة وإمساك الغيث وثمرة إتباع السلف والجود في رمضان والجار وصلاة الجماعة والعمل والخوف والرجاء والوفاء بالعهد” واشتمل كتاب “الشيخ علي النيفر حياته وآثاره” على مجموعة من الفتاوي وهي فتاوي متنوعة في العبادات والمعاملات والمستجدات “فتوى أولى وثانية في الاحتقان بالزريقة في رمضان”. واشتمل الكتاب على مجموعة من المقالات التي نشرها الشيخ علي النيفر في المجلات التونسية وغير التونسية منها “دراسة في إعجاز القرآن، ودراسة في الأعلام بفضل العرب في الجاهلية والإسلام ومقال في التضحية ومقال في أسرار الحج ومقال حول ما يصلح به آخر هذه الأمة ومقال حول الصراحة ومقال حول اجتماع القلوب والأجسام ودراستين نقديتين لكتابي الإيجاز في الأدب العربي وتونس في القرن السابع كما وصفها العبدري في رحلته”. وتضمن الكتاب مجموعة من الصور النادرة ذات الأهمية التوثيقية التي تعكس ما كانت عليه الجوامع في بلادنا الزيتونة وغيرها من حضور مكثف للشيوخ الأعلام الذين كانوا نجوما في سماء تونس يرشدون الناس إلى الخير والصلاح والفلاح رحمهم الله رحمة واسعة ورحم الشيخ علي النيفر نائب شيخ الجامع الأعظم وجازاه على ما قدم لدينه وللعلم من خدمة جليلة وشكر الله للأستاذ محمد المختار النيفر على بره وخدمته للعلم بإصداره لهذا الكتاب النفيس الجامع لكل جوانب مساهمات الشيخ علي النيفر رحمه الله الثرية والمتنوعة ونداء نوجهه لأبناء شيوخ الزيتونة أن يبادروا بإخراج أو المساعدة على الأقل في إخراج آثار آبائهم العلماء الأعلام.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.