فتاوى مختارة: العمل في الأسواق والمتاجر التي يشكل الخمر جزءا منها
تعميما للفائدة نورد لقراء موقع: (الإسلام حقائق وأعلام ومعالم) أجوبة عن أسئلة تقدمت بها الهيآت والجمعيات الإسلامية في أروبا والأمريكيتين إلى أهل الذكر من العلماء والفقهاء والمفتين والمجامع والهيآت. وقد كنا أحلنا بعض هذه الأسئلة على فضيلة الشيخ كمال جعيط حفظه الله وسلمه مفتي الجمهورية السابق فبادر مشكورا بالإجابة عليها. وها نحن نبادر بنشرها تباعا وستتلوها بإذن الله اجابات أخرى تفضل بها بعض العلماء الأعلام إنارة للسبيل وقياما بالواجب. العمل في الأسواق والمتاجر التي يشكل الخمر جزءا منها 4) السؤال الرابع: مسألة العمل في الأسواق والمتاجر التي يشكل الخمر جزءا منها؟ الجواب: من المعلوم أن الخمر نجسة وقد لعن الله شاربها. وفي الحديث (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل أثمانها) رواه الترمذي وابن ماجة. وقال تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون). فقد جعلها الله رجسا ومن عمل الشيطان فلا يتأتى منها إلا الشر. وزاد فبين أن في اجتنابها الفلاح، وفي اقترابها الصد عن ذكر الله. وحيث بين الرسول أن مجالسة شاربها والأكل على مائدته وعلى مائدة فيها شيء من المسكرات ونهى عن ذلك وقال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر) كما أخرجه الدارمي عن جابر. فإذا جاء من يفتح دكانا يبيع فيه الخمر في حي من الأحياء أو في سوق من الأسواق، فان كان في بلد إسلامي فواجب على سكان الحي أو السوق أن يمانعوه في فتحها، فإن أمروه فلم يمتثل فلا يخلو الحال إما أن يكونوا في بلد إسلامي فيجب عليهم أن يعلموا السلطة حتى تمانعه من ذلك، وإما إن كانوا في بلد غير إسلامي ممن يبيح الخمر فليجادلوه بالتي هي أحسن فإن امتثل فبه ونعمت وإن امتنع فلا إثم عليهم بعد أن بذلوا مجهودا لممانعته. وإذا كان الأمر كذلك وأمكن للمسلم الذي هو من بلاد الكفر فلينتقل إلى مكان آخر وأرض الله واسعة. فإذا قام بكل ذلك فلا إثم عليه إذا لم يتمكن من ممانعته. وليعتبر أن هذا الجار هو جار خبيث فلا يخالطه ولا يمازحه وليبتعد عنه بقدر المستطاع. والله أعلم وأحكم. كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية سابقا
