فتاوى مختارة: التجنس بجنسية بلاد غير مسلمة
تعميما للفائدة نورد لقراء موقع: (الإسلام حقائق وأعلام ومعالم) أجوبة عن أسئلة تقدمت بها الهيآت والجمعيات الإسلامية في أروبا والأمريكيتين إلى أهل الذكر من العلماء والفقهاء والمفتين والمجامع والهيآت. وقد كنا أحلنا بعض هذه الأسئلة على فضيلة الشيخ كمال جعيط حفظه الله وسلمه مفتي الجمهورية السابق فبادر مشكورا بالإجابة عليها. وها نحن نبادر بنشرها تباعا وستتلوها بإذن الله اجابات أخرى تفضل بها بعض العلماء الأعلام إنارة للسبيل وقياما بالواجب. التجنس بجنسية بلاد غير مسلمة 14) السؤال الرابع عشر: المسائل المتعلقة بالتجنيس بجنسية بلاد من البلدان والعمل في إدارتها التي فيها حساسية كالشرطة والجند والمحاماة والقضاء؟ الجواب: لقد بينا في السؤال السابق ما به يتحقق الإسلام. ولذا إذا كان قانون الدولة التي تجنس بجنسيتها مسلم ما، يتماشى مع الإسلام وشروطه ومقاصده فذلك جائز لأن الإسلام لا يعتبر القومية وإنما يعتبر الشعوب الإسلامية كلها أمة واحدة تتحد في العقيدة وفي عبادة الله وبالإيمان بالقدر خيره وشره وبالحساب والعقاب وبوجود الجنة والنار. ولا يرضى من الأحكام لنفسه إلا بما ارتضاه الله له من دين الإسلام. أما إذا كان قانون البلد الذي يريد التجنس بجنسيتها غير إسلامي، فان كان ذلك منه عن اعتقاد إن هذه الأحكام الوضعية من اعدل ما قرر واصدق من الأحكام التي جاء بها القرآن، فهذا كفر. وإن كان يتجنس لكي يقضي أمرا كان ممنوعا منه لولا انه غير متجنس لما تمكن من حقه وهو قد تجنس لكي يصل إلى حقوقه، وهو إنما يتدين بدين الإسلام ويقف عند حدوده المرعية ويعمل وينتظم في سلك العاملين به ولا يرضون عنه حولا، فهذا مسلم. والله أعلم وأحكم. كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية سابقا