فتاوى مختارة: الاشتراك في الاجتماعات متعددة المذاهب
تعميما للفائدة نورد لقراء موقع: (الإسلام حقائق وأعلام ومعالم) أجوبة عن أسئلة تقدمت بها الهيآت والجمعيات الإسلامية في أروبا والأمريكيتين إلى أهل الذكر من العلماء والفقهاء والمفتين والمجامع والهيآت. وقد كنا أحلنا بعض هذه الأسئلة على فضيلة الشيخ كمال جعيط حفظه الله وسلمه مفتي الجمهورية السابق فبادر مشكورا بالإجابة عليها. وها نحن نبادر بنشرها تباعا وستتلوها بإذن الله اجابات أخرى تفضل بها بعض العلماء الأعلام إنارة للسبيل وقياما بالواجب. الاشتراك في الاجتماعات متعددة المذاهب 10) السؤال العاشر: هل يجوز الاشتراك في الاجتماعات متعددة المذاهب التي تضم ضمن برامجها طقوس مذهبية من قبل أصحاب ديانات مختلفة؟ الجواب: يقول الله تعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). فقد تضمنت الآية تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعوة وأن لا يؤذيه قول المشركين له من انه مفتر، أو أن الذي يعلمه بشر. واعلمه ربه أن لا يصده ذلك عن الدعوة إنه سبحانه لا يهدي الذين لا يؤمنون بآيات الله. فإن المشركين لم يتركوا حيلة يحسبونها تثبط النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلا ألقوا بها إليه من تصريح بالتكذيب وسخرية وتهديد وبذاءة واختلاف وبهتان كما حكاه القرآن في كثير من الآيات. ذلك أن أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة يجهلون مراتب أهل الاصطفاء ويزنونهم بمعيار موازين نفوسهم ويحسبون أن ما يأتون به من الخزعبلات مثبطا له صلى الله عليه وسلم وموشكا لأن يصرفه عن دعوتهم لما يحييهم ويهديهم إلى الصراط السوي والى رضا الله. وقد أمر الله رسوله أن يجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة. والحكمة هي المعرفة المحكمة الصائبة المجردة عن الخطأ الخالصة من الخطأ في تعليم الناس وتهذيبهم بطريقة لا لبس فيها ببيان الحقائق المتشابهة بعضها ببعض. وبعبارة أخرى بمجادلة بما يصلح حال الناس في عقائدهم إصلاحا مستمرا لا يتغير. وبالموعظة الحسنة وهي القول الذي يلين نفس المقول له لعمل الخير وبمقولة لينة مقنعة، حيث الحضور والاشتراك في هذه المجالس وإبداء الآراء الصائبة المقنعة وإبلاغ ذلك من غير انفعال ولا غضاضة إذا ألجأت الدعوة إلى المحاججة. فالاجتماع والمشاركة في هذه الاجتماعات لازم والهروب منه والمقاطعة خطأ. وإنما يجب أن تكون الموعظة بإلانة القول وترغيب الموعوظ في الخير. وقد قال تعالى مخاطبا موسى وهارون (اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى). إن المجادلة بالحكمة هي تعليم لمتطلبي الكمال من معلم يهتم بتعليم طلابه، والمجادلة لما كانت محاججة في فعل أو رأي لقصد الإقناع بوجه الحق فهي لا تعدو أن تكون من الحكمة أو من الموعظة وقد جعلت قسيما لهما. والله أعلم وأحكم. كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية سابقا