على درب جهاد الشيخين من اجل النهوض بالاوطان
على درب جهاد الشيخين من اجل النهوض بالاوطان الذي هو من صميم الايمان
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
انجبت تونس عبر تاريخها الطويل علماء اعلاما وشيوخا كبارا تجاوز اشعاعهم حدود البلاد التونسية الى افاق بعيدة انطلاقا من مصر الازهر الى فلسطين في القدس الشريف وفي بلاد الشام والعراق وفي بلاد الحجاز في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي دار الخلافة العثمانية و في بلاد الهند وصولا الى جنوبي شرق اسيا هناك في جاوة باندونيسيا
من هؤلاء الشيخ البررة الشيخ الزعيم الكبير عبد العزيز الثعالبي والعلامة الشيخ محمد الخضر حسين رحمهما الله واجزل مثوبتهما على جهدهما وجهادهما العلمي الديني والسياسي الوطني الذي بدا تونسيا وانتهى عروبيا اسلاميا
يجمع بين الشيخين عبد العزيز الثعالبي ومحمد الخضر حسين انهما من اصول جزائرية ولدا وترعرعا في تونس ورضعا من لبان الزيتونة وكرعا من معينها العذب وتتلمذا على علمائها الاعلام وتخرجا من الجامع المعمور علماء اعلاما شهد لهم بذلك شيوخهم ومن عاصروهم من زملائهم ومن تتلمذوا على ايديهم كما تشهد على ذلك اثارهم من خلال ماخطته اقلامهم من بحوث علمية تميزت بالجدة وتشهد على ذلك مواقفهم الشجاعة من قضايا الوطن والامة الذين كانا في وضع مترد مما دفعهما الى ان يصدعا بكلمة الحق لايخشون في ذلك لومة لائم متحملين من اجل ذلك المضايقات التي انتهت بهما الى الهجرة في ارض الله الواسعة ليس طلبا للسلامة ولكن بحثا عن افاق جديدة لخدمة قضية تونس والامة العربية و الاسلامية فهي في رايهما السديد الرشيد قضية واحدة وذلك ما لاتزال تشهد عليه الاحداث المتلاحقة
كانت وجهة الشيخين نحو الشرق وهما وان لم يرحلا الى في نفس الفترة ولكنهما لقيا تقريبا نفس القدر من الترحيب والقبول والتفاعل مع ارائهما الاصلاحية التي كانت ركيزتها العلمية متينة متانة العلم الزيتوني الذي يجمع بين النظري المثالي والواقعي التطبيقي في تلازم شد يد فالعمل على ا لنهوض با لاوطان هو من صميم الايمان
احتفت النخبة العلمية والفكرية والدينية والسياسية في بلاد الشرق بالشيخين الزعيم عبد العزيز الثعالبي و العلامةمحمد الخضر حسين ايما حفاوة واستقبلتهما اروع استقبال وبواتهما ارفع المواقع فاذا بهما نجمي النوادي وخطبيهما الذين يشدان الحضورويحرزان الاعجاب وتفسح لهما الجرائد والمجلات الفكرية والعلمية والسياسية المجال فيحملانها خلاصة ارائهما الاصلاحية التي مالبثت ان اصبحت برامج لتحرك واسع امتد الى كل قضايا الامة الاسلامية
واذا كان الغالب على الزعيم عبد العزيز الثعالبي هو الجانب السياسي الذي كان الدافع الاول لهجرته الى الشرق دفاعا عن القضية الوطنية التونسية من اجل التحرر من ربقة الاستعمار الفرنسي الذي شدد عليه وعلى بقية زملائه في الحزب الدستوري الخناق لاجل ذلك كان الغالب على تحركاته والشغل الشاغل له في كل اتصالاته مضيفا اليه بقية قضايا الامة العربية والاسلامية لم يشغله هذا عن ذاك وهو ما جلب له الاعجاب والتقدير والتفاعل تشهد على ذلك حفلات التكريم التي اقيمت على شرفه حيثما حل وارتحل والتي تبارى فيها الخطباء والشعراء مما تحفظه الدوريات والمجلات يجد فيها الراغب في معرفة قيمة الثعالبي الدليل والبرهان على زعامته الكبرى من ذلك مانشرته مجلة المورد العراقية في احد اعدادها الخاصة واصدرته في كتاب في اوائل التسعينات دار المعارف في سوسة
اما العلامة الشيخ محمد الخضرحسين فقد بادر الى تاسيس الجمعيات الدينية والمجلات العلمية التي واصل بها مابداه قبل هجرته من تونس ونشر فيها مقالاته العلمية والادبية كما نشر فيها مقالات عن تونس وعلمائها التي ظل موصولا بها وقد جمع اعماله العلمية ابن اخته الاستاذ علي الرضا واصدرتها في مجلدات مجلة الوعي الاسلامي الكويتية قبل فترة وباشر الشيخ محمد الخضر حسين التدريس في الجامع الازهر واختير عضوا بهيئة كبار العلماء وعضوا بمجمع اللغة العربية وبعد ثورة1952تولى مشيخة الازهر وهو بذلك اول شيخ للازهرغير مصري ولم تدم فترة مشيخته طويلا توفي رحمه الله سنة1958 وتصادف هذه السنة2018ذكرى مرورستين سنة على وفاته رحمه الله واسكنه فراديس جنانه
فتحية زكية الى روحي الشيخين العالمين الزيتونيين عبد العزيزالثعالبي ومحمد الخضرحسين وجازاهما الله عن جهادهماالعلمي والوطني خير الجزاء