علماء افريقيا يدرسون في نواق الشط كيفية التصدي لحركات التطرف والارهاب
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
في اطار سلسلة المؤتمرات التي درج على تنظيمها منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ( مقره في أبو ظبي) والذي يراسه فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بية احتضنت العاصمة الموريتانية نواق الشط ايام 22 و23 و24 جانفي 2020 فعاليات مؤتمر (علماء افريقيا التسامح والاعتدال ضد الارهاب والاقتتال) بحضور مالا يقل عن 500 مشارك (علماء ومفتون وشيوخ زوايا ورؤساء هيئات علمية ) جاؤوا من مختلف البلدان الافريقية لبحث ما تشهده بعض بلدان القارة الافريقية من تنام لحركات التطرف والارهاب وماترتب عن ذلك من زعزعة للامن والاستقرار تسقط ضحايا له عشرات الانفس البشرية ولم يعد اي بلد من بلدان منطقة الساحل والصحراء الواسعة الارجاء في مامن ومناى عنه (نيجيريا.مالي. بوركينا فاسو. النيجر الكاميرون..) وكيفية التصدي للتطرف والارهاب من طرف العلماء باعتبارهم أهل الذكر والامناء على الدين ينفون عنه كل غلو وانحراف به عن منهجه القويم وخاصيته الاساسية دين الرحمة بالناس كافة مصداقا لقوله جل من قائل( وماارسلناك إلا رحمة للعالمين).
وباعتباره دين امن وسلام ( ادخلوا في السلم كافة) انعقد هذا المؤتمر الكبير تحت مظلة (منتدى تعزيزالسلم في المجتمعات المسلمة) وبشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية في موريتانيا وبرعاية واشراف شخصي من الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي تولى افتتاح المؤتمر ونوه بالدورالذي يقوم به منتدى تعزيز السلم برئاسة العلامة الشيخ العلامة عبد الله بن بية مستعرضاما قام به علماء شنقيط عبر تاريخهم المديد في خدمة الاسلام ونشره في ربوع افريقيا وماتتطلع اليه موريتانيا من استئناف لهذا الدور الذي تزداد اليه الحاجة اليوم أكثر من اي وقت مضى نظرا لدقة المرحلة التي تمربها بلدان افريقيا جنوب الصحراء مما يستوجب على العلماء أن يتصدوا لما تلبس بالاسلام ظلما وبهتانا من تطرف وارهاب.
وتداول على اخذ الكلمة في الجلسة الرسمية مسؤولون كبارعن وزارات الشؤون الدينية والاوقاف والهيئات الاسلامية الذين نوهوا جميعا بهذه المبادرة المتمثلة في جمع هذا العدد الكبير من العلماء والمفكرين والدعاة وشيوخ الزوايا والتي تاتي في وقتها لجمع الكلمة ووحدة الصف للتصدي لزحف التطرف والارهاب والعودة بابناء الشعوب الافريقية الى اسلام الوسطية والاعتدال والتسامح وهو الاسلام الذي توارثه الافارقة والذي وصل إلى تلك الربوع الافريقية على ايدي التجاروالرحالة وشيوخ الزوايا والطرق الصوفية وكان لعلماءشنقيط ( بلاد موريتانيا) الدور الكبير فيه من خلال ما اسسوه من محاضر وما الفوه من كتب ومتون في مختلف فروع الثقافة الإسلامية حفظها عن ظهر قلب ابناء البلاد الافريقيىة.
هذه المعاني وسواها جاء ت مفصلة في الكلمة التاطيرية التي القاها فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بية حفظه الله وافتتح هذا اللقاء الكبير وعلى امتداد ثلاثة ايام وفي جلسات متتابعة القى علماء ودعاة وشيوخ ا افريقيا اجمعت كلماتهم على مباركة هذا المؤتمر الجامع بكل ما في الكلمة من معنى داعين إلى نبذ الاختلافات والنزاعات والنفاذ إلى حقيقة الاسلام الذي يابى الفرقة والفتنة ويدعو إلى وحدة الصف ووحدة الكلمةو يحرم القتل وسفك الدماء والظلم والعدوان والافساد ويدعو إلى التعايش في سلام مع المسلمين وغير المسلمين ولدى تناولي الكلمة في الجلسة العلمية نوهت بهذا اللقاء الكبير وقلت انه من يمن الطالع انني شخصيا كان لي شرف الحضور سنة 1976 اي قبل حوالي 44 سنة المؤتمر الاسلامي الافريقي الاول الذي دعت اليها رابطة العالم الاسلامي وشارك فيه عدد كبير من العلماء والمفكرين.
وكان فضيلة العلامة عبد الله بن بية يشغل انذاك وزيرا للتوجيه الاسلامي والتعليم الاصلي وهو الذي افتتح ذلك المؤتمر ( وقد تضمن انذاك وقائع اعماله عدد خاص من مجلة جوهر الاسلام التي تحتفل بمرور 50 سنة على تاسيسها) وها انا بفضل الله احضر مؤتمر علماء افريقيا الذي ينظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بمبادرة من العلامة الشيخ عبد الله بن بية الذي تابى الاقدار الإلهية إلا أن تهياه للقيام بمهمة تصحيح مسار الاسلام في ربوع افريقيا ونبهت المشاركين إلى أن التصدى للارهاب وما يرتكبه في حق البلدان الافريقية من تقتيل وتخريب وزعزعة للاستقرار والامن ينبغي أن يكون وفق رؤية شمولية لاتهمل اي جانب من الجوانب المتصلة بالمسلمين الافارقة.
وان هذه المعالجة ينبغي أن تتكامل فيهاجهود جميع الاطراف ونبهت إلى انه حيث يوجد التهميش من بطالة وفاقة فثمة وهناك يجند التطرف والارهاب اتباعه الذين يغرر بهم ويدفعهم إلى ارتكاب ما ياتونه من جرائم يلبسونها بمفاهيم دينية يحرفونها عن حقيقتها ويخرجونها من سياقها وما يحتاجه الافارقة اليوم ليس المزيد من المدارس العربية الإسلامية ولديهم منها الكفاية والعدد الاكبر من خريجي هذه المدارس و كذلك من يعودون بشهادات عالية من الجامعات الإسلامية الزيتونة والقرويين والازهر وغيرها يكون مالهم البطالة والفراغ والفرغ مفسدة للمرء اي مفسدة وقلت ان ما يحتاج اليه الشباب الافريقي المسلم هو التكوين في مختلف مجالات العلوم والمعرفة التي تجعلهم يفيدون مجتمعاتهم بها ولايكونون عالة على غيرهم ممن يتكونون في هذه المجالات العملية الحياتية في حين يبقى ابناء المسلمين على الهامش.
وقدمت على ذلك امثلة من صميم الواقع وفقت فيها إلى اسداء بعض ما يجب علينا نحو الشباب الافريقي المسلم الذي يستهدف في هذه المرحلة من تاريخ الامة ويزج به في المحارق يقتل ويقتل ويغرق في اعماق البحار فقد ان الاوان لكي تفتح إمام شباب افريقياابواب الكليات العلمية والعملية في البلاد العربية والاسلامية ليتخرجوا منها باعلى الشهادات وارفع الخبرات فبمثل هذا التوجه نحميهم ونحصنهم من الوقوع ضحية لحركات الارهاب والتطرف ودعوات التفسخ والتحلل وكان لهذا التدخل الصدى الكبير في اوساط المشاركين من العلماء والدعاة الافارقة و في اليوم الاخير للمؤتمر صدر عن علماء افريقيا بيان نواقشط اعتبر خريطة طريق للمشاركين والقائمين على العمل الاسلامي في افريقيا وهو وثيقة هامة تضاف إلى ما اصدره منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في دورات انعقاده الماضية مما يعتبر مادة ثرية لبيا ن مقاصد الاسلام التي هي رحمة كلها وخير كلها للمسلمين خاصة وللناس كافة تنويه الورقة التاطيرية للعلامةعبد الله بن بية للمؤتمر اضافة إلى البيان الختامي سيتضمنهما العدد 5/6 من السنة 19 من مجلة جوهر الاسلام