عبد الحميد القسنطيني صاحب مجلة (عرفان)
عبد الحميد القسنطيني صاحب مجلة (عرفان) يغادرنا الى دار البقاء
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
تلقيت بشديد الاسى والحسرة خبر وفاة المربي الفاضل والاعلامي القدير الاستاذ عبد الحميد القسنطيني رحمه الله واسكنه فراديس جنانه
عرفته في مقرين مقرسكناه وسكناي في ستينات القرن الماضي وكان انذاك في اوج العطاء التربوي والثقافي والاجتماعي والكشفي والحزبي الدستوري يضاف الى ذلك اشرافه على اعرق مجلات الاطفال في تونس وفي كل العلم العربي اعني بذلك مجلة (عرفان )وما ادراك
ومن منا في مرحلة التعليم الابتدائي من لم يشترك اويقتني هذه المجلة الرائدة ومن منا معاشر الاباء والامهات من لم يحرص على ان يزود ابناءه وبناته بمجلة(عرفان) حرصا منا على ان يتزودوا بما يحتويه كل عدد جديد منها على زاد معرفي متنوع يتناسب مع مستويات الاطفال في تلك المرحلة المبكرة من اعمارهم
كان المربي الفاضل عبد الحميد القسنطيني رحمه الله من اولئك الصفوة من الزيتونيين العصاميين الذين جمعوا الى تكوينهم الشرعي واللغوي الشامل والعميق تكوينا عصريا بيداغوجيا يتناسب مع حاجيات المتعلمين ولم يكتف عبد الحميد القسنطيني بالتعليم والتلقين بل اضاف اليه هذا النشاط الثقافي والتربوي الموجه للاطفال والمتمثل في اصدار مجلة (عرفان) التي اقنع الاستاذ عبد الحميد القسنطيني باصدارها المسؤولين في الحزب والدولة فاذنوا له بخوض هذه المغامرة ونجح فيها ايما نجاح شكلا ومضمونا واتاحوا له الفرصة ليكشف عن ابداعه فاذا ب(عرفان) تتلقفها الايدي ويوصي بها المربون في كل المدارس الابتدائية في كامل تراب الجمهورية بل ويتجاوز الطلب عليها حدود البلاد الى خارجها في البلاد المغاربية والعربية وما ذلك الالتنوع مادتها وخفتها واعطائها الصورة والرسم وغيرهما نصيبهما في مادة مجلة (عرفان)المتنوعة الجامعة بين الاصالة بما تعنيه من تمسك بمبادئء وقيم الدين والتعلق بالوطن وبكل مايتصل به والمعاصرة في مواكبة لكل جديد مفيد
اضافة الى ذلك وهو في حد ذاته شيء عظيم فان الاستاذ عبد الحميد القسنطيني رحمه الله كانت له انشطة عديدة اخرى مارسها بشغف وهمةعالية فكان عضوا لسنوات طويلة ودورات عديدة للشعبة الدستورية في مقرين وكان عضوا في عديد الهيئات المحلية كجمعية المحافظة على القران الكريم ومنظمة التربية والاسرة والكشافة التونسية وفي كل هذه المواقع والمسؤوليات التي تحملها كان مثالا للاخلاص والتجرد والتواضع والخلق الرضي والتدين الصادق الخالص الذي لاتشوبه اية شائبة من رياء وهو تدين موروث فوالده الحاج عبد السلام رحمه الله كان جارا للمسجد الكبير بمقرين الذي باشرفيه خطة الاذان وكا ن الوالد الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله الامام الخطيب والاب الروحي لكل ابناء مقرين الذين يحفظون له ولمن كانوا معه من تلك الصفوة والنخبة من ابناء مقرين ومنهم الفقيد العزيز عبد الحميد القسنطيني ماانجزوه لمنطقة مقرين مما لايزال شاهدا على صدق تدينهم واخلاصهم في اعمالهم وتعلقهم الشديد بوطنهم تونس العزيزة فلاتعارض لديهم بين رسوخ ايمانهم وحبهم لوطنهم وهي خصوصية اغلب الزيتونيين والذين يرجع ا ليهم الفضل بعد الله في بقاء بلادنا الى عهد قريب في منائ مما نراه ونشاهده من تشرذم
لقد ربطت بيني وبين اخي العزيز فقيد مقرين وصفاقس(وهومن ابنائها البررة)وتونس علاقات اخوة وتعاون لم تزدها الايام الامتانة لانها كانت خالصة لوجه الله
تعاونا كل من موقعه في خدمة مقرين بكل الوسائل المتاحة وانجزنا بفضل الله الكثير(مساجد وكتاتيب عصرية واملاءات قرانية وانشطة تربوية وثقافية متنوعة ومساعدات اجتماعية للعائلات المعوزة )وساعدتنا على ذلك الهياكل الحزبية والبلدية والسلطات المحلية والجهوية والمركزية فلقد رائ فيها جميعهم التجرد والاخلاص وكان منطلقها وهدفها حب الخيرللغير واسدائه فلم يتاخروا عن دعمها ومساندتها
كانت صفوة من ابناء مقرين التفت حول الشيخ الوالد رحمه الله اغلبهم انتقلوا الى دار البقاء راضين مرضيين ولم تبق منهم الاقلة قليلة لم تبدل ولم تغير قيد انملة في رغبة صادقة مصحوبة بعمل خالص لم يبتغوا من ورائه جزاء ولاشكورا محتسبين ذلك عند من لايضيع اجر المحسنين
رحم الله الاستاذالمربي الفاضل عبد الحميد القسنطيني رحمة واسعة واسكنه فراديس جنانه وانا لله وانا اليه راجعون