ذكرى مرور45 سنة على وفاة سماحةالشيخ ابن عاشور
عندما سئلت في برنامج تلفزي ماذا اعددتم في تونس لذكرى مرور45 سنة على وفاة سماحةالشيخ ابن عاشور
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
بعد ايام قليلة و بالضبط يوم 12 اوت تكون قد مرت 45 سنة على وفاة شيخ الاسلام سماحة الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله (توفي يوم 12ااوت 1973) ثلاث سنوات بعد وفاة ابنه العلامة البحر محمد الفاضل الذي يعتبرترجمان علم والده وناشرفكره بما اوتيه من فصاحة وبلاغة جعلت منه زينة المحافل العلمية مشرقا ومغربا
هذان العلمان العاشوريان محمدالطاهر ومحمد الفاضل هما عنوان زيتونة التحرير والتنويروالاصالة والمعاصرة والاجتهاد والتجديد وهي خصوصيات اشعت بها هذه الربوع على محيطها القريب والبعيد و يكفي الا جيال الجديدة ان تنهل من هذا ا لمعين العذب وتسير في هذا ا لدرب السالك لتكون في ما من من غوائل هذا الزمان وفتنه
ذكرى مرور45 سنة على رحيل سماحة الشيخ الامام محمد الطاهرا بن عاشور رحمه الله مناسبة لاستعراض بعض ما قدمه للامة ودينها فيما يسره الله له( وكل ميسر لما خلق له) وقد يسر الله سماحة الشيخ ابن عاشور لخدمة العلم وهي اشرف ما ييسر له الانسان فبالعلم تورث النبوة التي ختمت بمن كان اول ما انزل عليه من ربه قوله جل من قائل ( اقرا باسم ربك)
واذا كانت الاجيال المتعاقبة من طلبة الجامع الاعظم الزيتونة المعمور( بالعلم) قد تهيات لها فرصة التلقي المباشر والتتلمذ لسماحة الشيخ الامام الى منتصف القرن الماضي في مختلف العلوم الشرعية التي كانت تدرس بالجامع الاعظم فان الاجيال التي جاءت من بعدهم لم تحرم من الاستفادة مما تركه سماحته مما عكف عليه سماحته تاليفا وتحقيقا طيلة عقود متوالية لم تمنعه من ذلك المهام والمسؤوليات الرفيعة التي تولاها والتي لم تكن بعيدةعن المجال العلمي الذي لم يشغله عليه شاغل
وقد ترك سماحة الشيخ الامام من بعده ثروة علمية لايزال الباحثون والدارسون الجادون يجدون فيها بغيتهم وضالتهم يصدق ذلك على كل مؤلفات سماحة الشيخ الامام وبالخصوص على تفسيره الجليل للقران الكريم (التحرير والتنوير) والذي هوبحق معلمة قرانية لم يستفد منها الى حد الان الاستفادة الكاملة رغم مااعد عن هذا التفسير من اطروحات جامعية وماعقد من ملتقيات وندوات علمية هنا وهناك على امتداد الساحة العربية والاسلامية وخارجهما ويكفي للتدليل على مااقول ان الطبعة المتداولة تعتمد الى حد الان في نشراتها المختلفة على الطبعة الاولى غيرا لمحققة تحقيقا ييسر سبل الاستفادة منها من اخصر طريق بمعنى ابراز مختلف مسائلها وكل ما بذل في هذا الاطارهي اعمال متواضعة اولية لم يكتب لها ان تنطلق على اسس متينة تؤتي الغاية المرجوة منها الا وهي ابراز ما في هذه المعلمة القرانية من اضافات وابداعات
وقل نفس الشيء بالنسبة لبقية مؤلفات سماحة الشيخ الامام ككتاب(مقاصد الشريعة)الذي لم يؤلف مثله في العصر الحديث في هذا الفن العزيزالذي تشتد الحاجة اليه في هذا الزمان الذي طغت فيه النزعة الحرفية النصوصية وما انجر عنها ممانراه ونشاهده من ارتداد الى قرون خوال طغى فيها التعصب والتزمت الذيم انجرعنهما التخلف والتقهقر وكان ماكان
و سماحة الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور هو فارس علم المقاصد في هذا العصر بلا منازع والكل مشرقا ومغربا عالة عليه وعلى كتابه الفريد (مقاصد الشريعة )الذي عكف على تحقيقه علميا فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله واستحق بهذا العمل التكريم من طرف اكثر من مؤسسة في خارج تونس وداخلها
ويمكن ان نقول نفس الشيء بالنسبة لكتاب (اصول النظام الاجتماعي في الاسلام) وكتاب(اليس الصبح بقريب) وبقية ما نشر لسماحة ا لشيخ الامام في حياته وبعد وفاته من كتب ودراسات وابحاث وفتاوى وغيرها في مختلف المجالات العلمية واللغوية والادبية
وقد بادرت اخيرا دارنشر البراق ومقرها في العاصمة الفرنسية باريس الى نشر ترجمة الى اللغة الفرنسية لكتا ب(مقاصد الشريعة) تولاها باحث جزائري هوالاستاذ حسن بوطالب وقد سبق ان نشرت له دارالبراق ترجمة لقصيدة البردة للامام البوصيري وترجمة لكتاب الشفا للقاضي عياض
ورغم ان ترجمة كتاب (' مقاصد الشريعة) الى اللغة الفرنسية ليس بالامر السهل باعتبار دقة هذا العلم من حيث المصطلحات القريبة من بعضها البعض بحيث يصعب التفريق بينها في اللغة العربية فما بالك بالنسبة للغة الفرنسية
على كل حال لقد اجتهد المترجم واعتقد انه وفق الى حد بعيد وماهي الاترجمة اولى قابلة للمراجعة في النشرات القادمة والاستعداد للمراجعةعبرت عنه على لسان المترجم دار البراق وهي تتوق الى مد جسورا لتعاون معها لكل راغب في ذلك واغتنام هذه المبادرةالمتمثلة في ترجمة كتاب(مقاصد الشريعة) ضروري وذلك بجعلها تتوسع لتشمل بقية كتب سماحة الشيخ الامام لتعم بها الفائدة جمهورا عريضا من مسلمي فرنسا الذين تعرض عليهم مادةلاتزيد نظرتهم للاسلام الا تقوقعا وانغلاقا
ذكرى مرور45سنة على وفاة سماحة الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله مناسبة جديرة بالاغتنام للاستفادة الاوسع مما تركه من اعمال علمية متميزةهي خير ماتقدمه تونس لاجيالها الصاعدة وللامة الاسلامية في هذ ا الظرف الصعب الذي تمربه وتتقاذفها فيه اراء واهواء لم تزدها الا تشرذما وتمزقا
قال لي معد ومقدم حصة( ا ل م) للقناة الفضائية( الميادين )الاستاذ يحي ابو زكرياء - ماذا اعددتم في تونس لذكرى مرور 45سنة على وفاة هذا العالم الجليل'(سماحة السيخ محمد الطاهرابن عاشور ) فلم اجد جوابا اجيب به على سؤاله
