حول الإفطار في رمضان عمدا لغير الضرورة
س: يقول السائل الكريم ع.ط. حدث أن أفطرت يوما في شهر رمضان المعظم قبل الماضي عمدا وندمت على ذلك أشد الندم ثم قضيت هذا اليوم الذي أفطرته عمدا بعد انتهاء شهر رمضان المعظم الذي أفطرته فيه مباشرة. لكن ولظروف خاصة لم أتمكن من دفع الكفارة المترتبة عن ذلك حتى حل شهر رمضان الماضي والآن أتساءل هل صيامي صحيح في شهر رمضان الماضي بما أنني لم أدفع الكفارة في الإبان؟ ثم ماذا أفعل الآن وما هو مقدار الكفارة نقدا؟ وهل هناك طريقة معينة في دفع الكفارة أم يمكنني دفعها لشخصين أو ثلاثة أشخاص فقط؟ ولكم جزيل الشكر. ع.ط (تونس العاصمة).
ج: اعلم أيها السائل الكريم أن صومك لرمضان المعظم الذي أفطرت فيه يوما عمدا هو صوم صحيح شرعا هذا مع ندمك وتوبتك وقضائك لليوم الذي أفطرته بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة مما يدل على صدق ندمك في تعمد الإفطار في رمضان المعظم لكن كان عليك أن تقوم بدفع الكفارة على كل حال (لم يفت من لم يمت) كما قيل في المثل والكفارة أيها السائل الكريم يجوز أن تدفع نقودا فتعطي لستين مسكينا (فقيرا) ليس فيهم من يتغذى بالرضاعة أي كلهم يتغذون بالطعام لكل شخص ويمكنك أن تحصل على هؤلاء الستين مسكينا وذلك بأن تأتي لكل عائلة من العائلات الفقيرة التي تسكن بجواركم فتعد أفراد كل عائلة من العائلات الفقيرة التي بجواركم ثم تعطي لكل فرد من أفراد العائلة قيمة الكفارة وهكذا حتى يتم عدد الستين مسكينا. قال ابن عاشر الفقيه المالكي في نظمه المسمى بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين:
من أفطر الفرض قضاه وليزد كفارة في رمضان أن عمد
لأكل أو شرب فم أو المني ولو بفكر أو برفض ما بنى
شرح البيتين أن من أفطر في صوم هو صوم فرض كرمضان أو غيره من الصوم المفروض، لكن إن أفطر الشخص في شهر رمضان عمدا لغير ضرورة شرعية فإنه يجب عليه قضاء ذلك اليوم الذي أفطره من رمضان بأكل أو شرب أو الاحتلام يقظة لا مناما بسبب الجماع أو العادة السرية أو بسبب التفكير في الجماع مع الاستدامة في التفكير فيه أو يكون الإفطار عمدا بسبب رفض نية الصوم وطرحها من البال قصدا فيهذه الأمور التي ذكرتها لك أيها السائل الكريم يفسد الصوم في رمضان فيجب القضاء على من أفسد صومه عمدا ويجب القضاء مع الكفارة والكفارة هي أحد نوعين في هذا الزمن. اما صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين فقيرا مع قضاء اليوم الذي وفع إفطاره من رمضان. قال ابن عاشر –رحمه الله-:
وكفرن بصوم شهرين ولا أو عتق مملوك بالإسلام حلا
فضلوا إطعام ستين فقير مدا لكل مسكين من العيش الكثير
معنى البيتين ان من أفطر في نهار رمضان عمدا لغير ضرورة شرعية تترتب في حقه كفارة زيادة قضاء اليوم الذي أفطره وهذه الكفارة هي أحد ثلاثة أنواع على التخيير. اما صيام شهرين متتابعين لا أي تتابعا في صيام شهرين أو عتق مملوك متحل بالإسلام أي مسلم وذلك يوم إن كان في العالم الإسلامي مماليك أو إطعام ستين مسكينا وهو الأفضل قال ابن عاشر –رحمه الله- وفضلوا أي فضل العلماء إطعام ستين فقيرا على بقية أنواع الكفارة لما في الإطعام من تعدي النفع إلى عدد من الفقراء بخلاف الصوم وإن كان فيه زجر وردع للنفوس فليس فيه نفع متعد للغير. وأنت أيها السائل الكريم لا يجوز لك أن تعطي الكفارة لفقير أو اثنين أو ثلاثة بل لا بد من إعطائها لستين مسكينا كما ذكرت لك سابقا فردا فردا. والله الموفق.