انطلاق موسم الزيارات للمقام الشاذلي بتونس
مساء الخميس 29 ماي2014 تنطلق فعاليات موسم الزيارات السنوية للمقام الشاذلي بتونس وهو موعد سنوي يمتد طيلة أربعة عشر أسبوعا متتاليا يكون هذا المعلم الديني والروحي المطل على العاصمة وأحوازها الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية مقصدا للزوار من مختلف الفئات والجهات وحتى البلدان الأخرى لا يزال عدد كبير من المهتدين إلى الإسلام من الأروبيين والأمريكان كما لا تزال وفود من بلدان شقيقة وبالخصوص البلدان المغاربية ( المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا) وما وراءها، لا يزال هؤلاء وأولئك يتقاطرون على تونس من أجل حضور فعاليات الموسم الشاذلي التي لم تنقطع على مر العقود، تلتئم هذه الفعاليات في كنف النظام والانضباط وفي أجواء من السكينة والخشوع والانقطاع لذكر الله أفضل ما يتقرب به المسلم إلى ربه بعد إتيان الفرائض واجتناب النواهي فبذكر الله تطمئن القلوب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والذاكر لله مذكور (أذكروني أذكركم) فما يدور في المقام الشاذلي هو ذكر لله يعقب آداء فريضتي المغرب والعشاء. *يبدأ العمل الشاذلي بقراءة جماعية للقرآن الكريم لمقدار ست أحزاب من القرآن الكريم يتولى قيادة هذه القراءة المتأنية الشيخ محمد الكرماوي ومعه شيوخ مهرة حفاظ يجمعون في هذه القراءة بين التكرار لما حفظوه تعهدا له من التلف والتعبد بالتقرب إلى الله بتلاوة كلامه ويتابعهم في هذه القراءة جمهور من المتعلقين بالقرآن في مجلس هو بحق روضة من رياض الجنة، مجلس لا يشقى به جليسه. *ثم تلي فقرة القرآن الكريم قراءة لحزب البحر وحزب آخر معه يقود هذه القراءة شيخ المقام والمغارة الشيخ سيدي حسن بن حسن حفظه الله ومن حوله شيخ الحزابة الشيخ الطيب بن عثمان ومجموعة من حفاظ الأحزاب (الحزابة) في انتظام محكم بحيث يلزم كل واحد مكانه المخصص له ومن حول هؤلاء جمهور كبير ممن يتابعونهم في تلك القراءة ذات النبرات المخصوصة التي يبدو فيها التفاعل مع مختلف الأدعية والتوجهات والضراعات الواردة في أحزاب الإمام الشاذلي والتي أوتي فيها بلاغة ونورانية وإشراقا لم يدانيه فيها غيره ممن جاؤوا بعده وهي بحق إلهام إلهي خص الله به الإمام الشاذلي بحيث عمت وانتشرت مشرقا ومغربا في بلاد العرب والعجم واتخذها الشيوخ المربون أورادا أشاروا بها على مريديهم. *وينتهي العمل الشاذلي بفقرة أخيرة هي دخول الخلوة للذكر باسم الله الأعظم الله جل جلاله ولكل هذه المراحل المتلاحقة أركانها الذين يقومون بها أحسن قيام، هذه الفقرة الأخيرة هي فقرة التتويج حيث تتعالى الأصوات في انتظام محكم بحيث لا يتداخل الذكر ولا يتقاطع يتواصل الذكر بقيادة شيخ ذكارة في نسق تصاعدي وتدرج روحي وانجذاب في أجواء من الهدوء والسكينة في الثلث الأخير من الليل يزيد الذاكرين خشوعا وحضورا وتفاعلا خصوصيات الليلة المباركة التي هي ليلة الجمعة سيد الأيام. هكذا وفي كل عام ومن أعلى جبل النور وفي قلب مقبرة الزلاج المحتوية على قبور مئات بل آلاف العلماء والصلحاء. *يجري هذا العمل الشاذلي التونسي المتصل السند إلى مئات السنين بدون انقطاع وفي انتظام لا نكاد نجد له نظيرا في كل أنحاء العالم الاسلامي وفي انضباط شرعي وتطابق فعلي مع الكتاب والسنة وفي بعد عن كل شبهة وبدعة وفي إخلاص كامل لله (والله لا يقبل من العمل إلا أخلصه وأصوبه) و(ما كان لله دام واتصل) يتشرف بإحكام التنظيم للعمل جنود خفاء يقودهم الشيخ فتحي دغفوس أعانهم الله ونفع بعملهم المسلمين.