الشاذلية يودّعون شيخ الحزابة الطيّب بن عثمان الوداع الأخير
- ودّع الجمع الشاذلي ممثلا في الشيخ سيدي حسن بن حسن شيخ المقام الشاذلي وسائر الشاذلية شيخ الحزّابة الشيخ الطيّب بن عثمان إلى مثواه الأخير بمقبرة الزلاج بأسى وحسرة ولوعة عمت كل من عرفوه وعاشروه وردّدوا من ورائه الأحزاب في المغارة الشاذلية كل يوم سبت وفي المقام الشاذلي طيلة موسم الزيارة الصيفي وعند الانتقال إلى سيدي الشريف بحلق الوادي وسيدي ابي سعيد في ختام الموسم.
- إنه الشيخ الطيب بن عثمان –رحمه الله- ومن لا يعرفه من الأجيال المتعاقبة على مر عشرات السنوات فقد التحق بالمغارة والمقام في زمن مبكر وتدرج في العمل الشاذلي إلى أن أصبح شيخ الحزّابة وقد عايش كبار شيوخ الشاذلية وكانت له عشرة طويلة مع الشيخ سيدي الهادي بلحسن –رحمه الله- وتوطّدت علاقته مع الشيخ سيدي حسن بن حسن الشيخ الحالي للمقام الشاذلي أمدّ الله في أنفاسه وأعانه كما عايش المشائخ محمد المهيري ومحمد الهادي بلحاج صلاح بالأصفر عليهم رحمة الله.
- وظلّ الشيخ الطيب بن عثمان -رحمه الله- لا يغيب على المغارة والمقام حيث احتل الصدارة بين الحزّابة الذين كان يقود إنشادهم فيما يرددونه عن ظهر قلب من أحزاب سيدي أبي الحسن الشاذلي التي هي آية في البلاغة والرّوعة والعمق الروحي والتجلّي الالهي الرباني تتعالى بها أصوات رواد المغارة والمقام فتخشع لها القلوب وتذرف بها الدموع في لحظات لا يمكن وصف سكينتها وروحانيتها.
- ظلّ الشيخ الطيب بن عثمان – رحمه الله- يقوم بهذه المهمة على أحسن الوجوه وأتمّها في تجرّد وتواضع وحبّ شديد لكل رواد المغارة والمقام بمختلف فئاتهم وقد بادلوه بذلك مودّة ومحبّة.
- وكان الشيخ الطيب بن عثمان –رحمه الله- على خلق رضي لا تغادر الإبتسامة محيّاه ولا ينفك يمازح الجميع ببراءة تدخل على الجميع المسرّة والحبور وتقوّي لحمة المحبة والأخوّة في الله.
- باشر الشيخ الطيب بن عثمان –رحمه الله- الخطابة الجمعية في عدّة مساجد لا سيما في جامع سيدي البشير وهو الجامع الذي تداول على إمامته مشائخ الشاذلية عليهم رحمة الله كما تولى إلقاء دروس وعظية في رحاب المقام في أمسيات يوم الخميس في موسم الزيارة وكان رحمه الله يكرّر الحج والعمرة ويطيل الزيارة إلى المدينة المنورة حيث يتنعم بجوار جبيبه وحبيب الأمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكانت الأيام التي يقضيها في ذلك الجوار الكريم من أجمل أيّام حياته لا ينفك يصف المتعة التي يجدها فيها لكل أحبابه وأصدقائه الذين لم يتأخروا على تكرار عيادته وزيارته وإقامة الأختام القرآنية في منزله إيناسا له وتخفيفا عليه ممّا ألم به من أمراض كابدها بصبر جميل إلى أن لاقى وجه ربّه راضيا مرضيّا فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فراديس جنانه وأجزل مثوبته وجازاه خير الجزاء عن المقام الشاذلي وشيخه وسدنته ورواده وكل من عرفوه وعاشروه وإنّا لله وإنّ إليه راجعون./.