الردّ على الصحفي الأمريكي الساخر بيل ماهر الذي قال: الإسلام هو أمّ الأفكار السيئة !! وغالبية المسلمين يؤيدون أفكار “منشقو القاعدة” !!
إن الإعلامي الأمريكي الساخر بيل ماهر ما هو إلا نموذج ومثل لعشرات إن لم نقل مئات من الإعلاميين والمثقفين والمفكرين العنصريين الذين لا يعترفون بالموضوعية والتجرد عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، إنها حملة منظمة ومدروسة تسعى إلى تشويه الإسلام والتخويف منه باعتباره الخطر الداهم الذي سيأتي على الأخضر واليابس وسيقوض كل ما تحقق للمجتمعات الانسانية من تمدّن وتحضّر ومكاسب حقوقية مثل الحرية والمساواة والعدالة والحق في الحياة. إن الإعلامي الأمريكي الساخر بيل ماهر لا يستند إلى الحقيقة والواقع فأي أفكار سيئة الإسلام أمّها؟ ! أليس الإسلام هو الداعي إلى كرامة الانسان أيّا كان دينه أو جنسه أو لونه (ولقد كرمنا بني آدم)؟ أليس الإسلام هو المعلن للمساواة الكاملة بين الناس (يا أيها الناس كلكم من آدم وآدم من تراب)؟ أليس الإسلام هو المعلي لقيمة النفس البشرية (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)؟ أليس نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام هو من قال فيما يروي عن ربه (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حراما)؟ أليس الاسلام هو من قال نبيه عليه الصلاة والسلام (النساء شقائق الرجال) وقال كتابه العزيز (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)؟ أليس رسول الاسلام هو من قال (استوصوا بالنساء خيرا) أليس كتاب الاسلام هو المندد بالوأد (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت)؟ ان أصول الاسلام من قرآن كريم وسنة نبوية وسيرة محمدية زكية مليئة بالنصوص المكرمة للانسان المحافظة على حقوقه المنددة بكل انتهاك لها؟ ! وعلى هذا النهج القويم السليم المكرس لكل ما من شأنه أن يجعل من الانسان خليفة لربه جديرا بهذه الخلافة والتي تأبى الظلم والفساد والشر والضرر بكل الكائنات: إنسانا أو حيوانا أو نباتا وحتى جمادا؟ ! إن الله كتب على المسلمين الإحسان في كل شيء وبتلك المثل والقيم النبيلة أوصى أمراء المسلمين وولاة أمورهم وهذا الصدّيق وهو يودع جيشه الخارج للفتح (لا تقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ لا تقتلوا الحيوان لا تحرقوا الأشجار ستجدون أناسا نذروا أنفسهم في صوامع لعبادة الله فأتركوهم وما نذروا أنفسهم إليه) وهذا عمر بن الخطاب يناول قبطيا الدرة ليقتص من ابن واليه عمرو ابن العاص ويقول (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)؟ عشرات الأمثلة الدالة على أن المسلمين كانوا دائما أهل رحمة ورفق ولين وانسانية مع غيرهم من غير المسلمين من يهود ونصارى. كيف يكون الاسلام أمّ الأفكار السيئة؟ وما هي الحجة على ذلك؟ فليأتي هذا الإعلامي المتحامل ببرهان وحجة واقعية!! لن يجد هو وأمثاله ولو واقعة واحدة أو برهانا ودليلا ولكنه التحامل المستند إلى بعض التصرفات الشاذة التي لا تلزم إلا القائمين بها ومن يأتونها من أفراد وجماعات تبقى دائما وأبدا قليلة العدد لولا التضخيم الإعلامي، ونحن لا نبرر ما تأتيه من تصرفات منحرفة متوحشة يأباها الاسلام وترفضها تعاليمه في نصوصه المحكمة وتطبيقاتها من طرف المسلمين عبر تاريخهم الطويل إن غالبية الاسلام العظمى ينددون بهذه التصرفات ويستنكرونها ويرفضونها قبل سواهم، غالبية المسلمين يؤمنون الإيمان الراسخ بالقيم الانسانية الخالدة التي جاء الاسلام ليحسمها في حيز الواقع ويعتبرها هي الاسلام إذ الدين المعاملة، (والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده) (والمؤمن هو من يأمنه الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم)، فحريّة التعبير وصيانة حقوق المرأة وغيرهما من القيم التي يصبو إلى تحقيقها وتجسيمها في حيز الواقع الجميع هي مطامح كل المسلمين إلا من شذّ (والشاذّ يحفظ ولا يقاس عليه) وهؤلاء الخارجون بسلوكهم وممارساتهم المشينة عن الاسلام لا يمثلون الاسلام ولا يمثلون غالبية المسلمين. المسلمون في غالبيتهم العظمى دعاة وسطية واعتدال وتسامح وتعايش وسلام وليس بالتشويه للاسلام والتحامل عليه والتخويف منه تحاصر الظواهر المنحرفة المتلبّسة بالدين والدين منها براء إن التعميم والحكم على المسلمين بأنهم يؤيدون الأفكار السيئة المنشقة عن القاعدة ظلم وتحامل وهو يزيد الطين بلة ويجعل حجة أصحاب الأفكار السيئة تقوى في إن الغرب لا يفرق بين المسلم الحقيقي المسلم المتسامح المؤمن بالتعايش و غيره ممن هم بكل المقاييس لا يمثلون الاسلام على حقيقته.