الأستاذ محمد الحبيب الهيلة يهدي مكتبة إلى المكتبة الوطنية
إضاءات في ورقات الأستاذ محمد الحبيب الهيلة يهدي مكتبة إلى المكتبة الوطنية بقلم الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي في مبادرة أصبحت والحمد لله سنّة حميدة أهدى الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة مكتبته الثريّة بالمطبوعات والمخطوطات ومنها ما تولى تحقيقه طيلة عقود من عمره المبارك وأثرى به المكتبة التونسية بأمّهات الكتب (البعض منها في مجلّدات) والتي ظلّت الإستفادة منها مقتصرة على قلّة قليلة ممن يصلون إلى هذه الذخائر مخطوطة إلى أن أخرجها الأستاذ محمد الحبيب الهيلة محققة في نشرات علمية متعدّدة منذ ستينات القرن الماضي عن طريق الدار التونسية للنشر (المأسوف عليها) وتواصلت عن طريق دار الغرب الإسلامي (رحم الله صاحبها الحاج الحبيب اللمسي) وبيت الحكمة بتونس ومراكز البحث بالجامعات السعودية في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة أين درّس الأستاذ محمد الحبيب الهيلة لسنوات عديدة وأشرف على عديد الأطروحات الجامعية مواصلة لما قام به طيلة سنوات بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين.
• مكتبة الدكتور محمد الحبيب الهيلة تشتمل على نفائس المطبوعات والمخطوطات الأصلية والمصوّرة وقد أقامت المكتبة الوطنية بهذه المناسبة تظاهرة وزعت فيها نشريتين أعدتا لهذا الغرض هما عبارة عن فهرس رصيد مكتبة الأستاذ الهيلة وفهرس المخطوطات المصوّرة والمهداة وسيرة الأستاذ الهيلة العلمية والعملية وما أعدّه من بحوث ودراسات علميّة (وقد تفضل مشكورا الأستاذ الطاهر بوسمة الذي حضر هذه التظاهرة بمدّنا بالنشرتين.
• وهذه المبادرات التي يقدم عليها بعض رجال الثقافة والفكر في بلادنا تستحق التنويه والتشجيع حتى ينسج على منوالها أصحاب المكتبات الخاصة من العلماء والأدباء والمثقفين.
• وتغطية مثل هذه التظاهرات عن طريق مختلف الوسائط وبالخصوص الإذاعات والمحطات التلفزية والصحافة المكتوبة من شأنه أن يشجّع على الإقدام على مثل هذه المبادرات ذات الأثر الكبير في تنمية الرصيد الثقافي للمكتبة الوطنية ومكتبات الجامعات والمكتبات العامة التي تهدى إليها هذه الذخائر التي هي ثمرة أعمار رجالات العلم والثقافة والفكر وهي أغلى ما اكتسبوه وأعزّ ما أنفقوا فيه أموالهم على قلتها.
• كما أن هذه التغطيات الإعلامية إذا ما تمّ القيام بها وتكثيفها من شأنه أن يلفت أنظار وإهتمام شبابنا وأجيالنا الصاعدة إلى ما لا تزال تشع به بلادنا عن طريق هؤلاء الأعلام لعلّ ذلك يحرّك عزائمهم ويدفعهم إلى النسج على منوالهم.
• ومن حق هؤلاء المتبرعين بمكتباتهم وهي أعزّ ما ملكوه إذ أفنوا أعمارهم في جمع واقتناء تلك الذخائر وأنفقوا فيها أموالهم وهاهم يهدون هذه المكتبات لتعم بها الفائدة ليس فقط الأجيـــــــال الحاضرة بل الأجيال القادمة أيضا، من حق هؤلاء المتبرعين أن يكرّموا ولو معنويّا على الأقل بتعريف الجماهير العريضة من أبناء الشعب بهم وبجهودهم العلمية المشكورة التي ستخلد ذكرهم ولا شك وقديما قــــــــــــال الإمام على رضى الله عنه :
• وفز بعلم تعش حيّا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء ومع ذلك فإن شكرهم وتكريمهم في قائم حياتهم هو بعض حقهم علينا جميعا وعلى الهيئات والمؤسسات والجامعات والكليات التي درّسوا فيها بالخصوص.
• إن إرساء تقاليد التكريم للعلماء والمفكرين والمثقفين هو أحد علامات ومظاهر التمدّن والتحضر الحقيقي وهو في هذا الزمان الذي أصبحت فيه المادّة هي أكبر الهمّ ومبلغ العلم نحن إليها أحوج وفي الحديث الشريف (من لم يشكر الناس لم يشكر الله).