إلى السياسة في تونس بجميع اطيافهم اقرؤوا كتاب الأستاذ الشاذلي القليبي الجديد

إلى السياسة في تونس بجميع اطيافهم اقرؤوا كتاب الأستاذ الشاذلي القليبي الجديد


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

اجلت الكتابة عن كتاب الاستاذ الشاذلي القليبي (تونس وعوامل القلق العربي اصدار دار الجنوب ) إلى أن تمر ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وما صاحبها من تناظر ان صح التعبير لانه في نظري جدل لكل طرف فيه وجهة هو موليها لايكاد اي طرف يغير رايه ومااريد واتمنى (أن يشاركني في ذلك سواي) هو الوقوف عند كل مرحلة من مراحل تاريخنا القريب والبعيد نحافظ على ما ينبغي أن نحافظ عليه من مسيرة رجالات بلادنا نستفيد منه في تمش عقلاني متجرد يرنو الى استخلاص العبروالاستفادة من الايجابي فيه ولن نعدم الظفر بالكثير منه كتاب الاستاذ الشاذلي القليبي تونس وعوامل القلق العربي على الاقل في قسم كبير منه ( القسم الأول) جدير بأن يقراه كل المهتمين بالشان الوطني من التونسيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية الحداثية والاصالية لان ما تضمنه هذا الكتاب مفيد جدا ولا اخالهم ( المخلصين منهم ) إلا واجدين في الكتاب ما هم في امس الحاجة اليه من تعديل لمواقفهم في الكثير من القضايا ولمواقفهم من بعضهم البعض والتي هي منعكسة بالسلب ليس عليهم فقط ولكن على تونس وشعبها الذي لم يعد يتحمل الانقسام والاختلاف في قضايا هي إلى التنظير والمثالية اقرب منها إلى الواقع الذي توضحت اليوم معالمه بعد التحولات المتسارعة التي تعيشها البشرية كلها في هذا الكتاب شهادة من قرب وعن كثب من رجل في تجربة الاستاذ الشاذلي القليبي الطويلة المديدة (بارك الله في عمره).

وهي تجربة مثقف استطاع أن يزاوج بين الاصالة والمعاصرة في الفكر وفي السلوك مما يبدو لدى البغض متناقضا يستحيل اجتماعه وانصهاره الاستاذ الشاذلي القليبي بحكم تكوينه المتين المزدوج باعتباره مثل زملائه من الصادقيين تتلمذعلى المشيخة الزيتونية وواصل التحصيل في فرنسا في جامعتها العريقة السربون ليعود إلى تونس بحصيلة تفاعل فيها الاصيل الايجابي بالمستحدث المفيد و اندمج مبكرا في ماعاشته بعد احراز تونس على استقلالها وشروعها في بناء الدولة الوطنية العصرية وما راهنت عليه من اختيارات رائدة (الوحدة القومية( الوطنية) بما اقتضته من مقاومة للعروشية في معناها السلبي الذي الت اليه ونهوض بالمراة التي اعاقتها تقاليد واعراف بالية لاتمت إلى الدين الحنيف باية صلة انعكست سلبا عليها وعلى الاسرة وعلى المجتع ونشر وتعميم للتعليم والمرافق الصحية إلى غير ذلك من الاختيارات الحضارية الرائدة التي لا يزال الشعب التونسي يجني ثمارها. 

وكان مهندس هذا المشروع الزعيم الحبيب بورقيبة الذي ظل الاستاذ الشاذلي القليبي إلى جانبه متحملا ارفع المسؤوليات وهو بذلك الاعرف من سواه بدقائق هذا المشروع وتفاصيل وخلفيات ودوافع ما اتخذ من اجل تجسيمه من قرارات ومبادرات وهو بذلك الا قدر من سواه من اعضاد الزعيم الحبيب بورقيبة على بلورة مشروع الدولة العصرية في تونس وعرضه والدفاع عنه بما في ذلك بعض مايؤاخذ عليه مما يمكن اعتباره من قبيل الطفرة أو احداث الصدمة وقد يكون الزعيم الحبيب بورقيبة يقصده ويتعمده في كتاب تونس وعوامل القلق العربي للاستاذ الشاذلي القليبي عرض لمشروع الدولة العصرية دولة االاستقلال بمختلف ملامحه واختياراته الحضارية الرائدة وتاصيل لهذه الاختيارات نافيا عنها كل منزع تغريبي فيه المناقضة لجوهر الاسلام ولبه.

والعجيب أن كلمة جوهر الاسلام يكثر ترددها على صياغة الاستاذ الشاذلي القليبي في كتابه تونس وعوامل القلق العربي وهو العنوان ذاته الذي اختاره الشيخ الوالد الحبيب المستاوي لمجلته الإسلامية التي اسسها في ستينيات القرن الماضي وقد كانت تربطه بالاستاذ الشاذلي القليبي علاقات وطيدة زادتها متانة ما يجمع بينهما في ميدان العمل الوطني ان كتاب تونس وعوامل القلق العربي يكشف الكثير مما ظل مخفيا وغائبا على الاذهان لدى الكثيرين من أن الزعيم بورقيبة فيما دعا اليه واتخذه من قرارات جريئة في بعض الجوانب ذات الصلة بالدين ( الاحوال الشخصية وصيام شهر رمضان والمؤسسة الزيتونية وغيرها).

ولايعني انه كان مصيبا فيها الاصابة الكاملة كان في ذلك يستند إلى صفوة من علماءالزيتونة الاعلام في رؤاهم الاجتهادية التي تستند إلى التصوص الشرعية من قران وسنة وسيرة نبوية عطرة فيها مراعاة الواقع بكل تحدياته والرغبة الصادقة التي لايشك فيها احد في النهوض بالشعب لتتحقق له الخيرية الفعلية والعزة الحقيقية التي ندعو إلىها النصوص المحكمة من كتاب الله العزيز التي لم ينفك يستدل بها الزعيم الحبيب بورقيبة في خطبه وبياناته من مثل قوله جل من قائل( أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) وقوله ( وقل ا عملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ينفي الاستاذ الشاذلي القليبي في فصول كتابه تونس وعوامل القلق العربي عن الزعيم الحبيب بورقيبة اي نزعة لادينية كما ينفي عنه النسج على المنوال التركي الكمالي.

والاستاذ الشاذلي القليبي وهو يعرض ملامح مشروع الدولة الوطنية لايتاخر عن ابداء بعض الملاحظات التي كان يمكن أن تعدل بعض الاجراءات كما هو الحال بالنسبة للزيتونة التي قلص دورها في الجانب التعليمي العالي مما انعكست من اثارها السلبية التي تعاني تونس منها اليوم قرات كتاب الشاذلي القليبي تونس وعوامل القلق العربي وتوقفت مطولا عند الرسائل التي اراد الاستاذ الشاذلي القليبي أن يبلغها إلى مختلف الاطراف وبالخصوص إلى التيارين الحداثي بكل مكوناته وتياراته والتيار الاصالي بكل تفرعاته وتشعباته رسائل مفادها أن مشروع الدولة الوطنية دولة الاستقلال يمكن أن يكون الكلمة السواء ليس في تفاصيله وجزئياته فلا يقول بذلك احد ولكن في لبه وجوهره الكلمة السواء التي تجمع اليوم بين التونسيين والاخلاص لتونس وشعبها يقتضي أن يستنير الجميع بهذا المشروع الوسطي والشعب التونسي شعب وسطي وهو المشروع الذي يمكن أن يحظى بالقبول لدى اغلبية الشعب التونسي بالطبع مع مايقتضيه من اضافات وتعديلات ضرورية قد يكون ذلك لايزال مبكرا لان للزمن مفعوله الذي لايمكن تجاهله واخذه بعين الاعتبار بكل ما فيه من مد وجزر واخذ ورد ولكن هذا المشروع يبقى قائما إذا خلصت النوايا وصدق العزم العودة إلى الكتاب وقراءته بتمعن وتمل وتجرد لايغني عنها هذالعرض حسبي انني بما قمت به لفت انظار الجميع كل الاطراف اقرؤوا الكتاب ال لكي لاتكون صرخة الاستاذ الشاذلي حفظه الله ومد في انفاسه صرخة في واد تذهب ادراج الرياح



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.