نداء إلى وزارة الثقافة والهيآت المعنية واتباع الطريقة التجانية: لانقاذ معالم مدينة تستور مسقط راس الشيخ ابراهيم الرياحي (1180-1266هـ/1767-1850م)

نداء إلى وزارة الثقافة والهيآت المعنية واتباع الطريقة التجانية: لانقاذ معالم مدينة تستور مسقط راس الشيخ ابراهيم الرياحي (1180-1266هـ/1767-1850م)


في اطار الاحتفال بشهر التراث انتظمت بمدينة تستور ندوة علمية احتضنتها دار الثقافة “ابراهيم الرياحي” تناولت بالتعريف شخصية الشيخ االفقيه الاديب الشاعر والسالك العارف سيدي ابراهيم الرياحي رحمه الله. ففي تستور المدينة الاندلسية ولد هذا العالم الجليل وفي احضان اسرة عريقة تولت تحفيظ القرآن الكريم ترعرع فشب على حب تحصيل العلم والتبحر فيه وكان له ما اراد وابتغى حيث وجد في رحاب الجامع الاعظم بغيته، سكن تونس واستقر في مدارسها التي تاسست كروافد للزيتونة يتخرج منها طلاب العلم بمؤهلات تمكنهم من مواصلة تحصيل مختلف العلوم الشرعية في مستوياتها المتقدمة المنتهية بدرجة العالمية والمخولة لحامليها للمشاركة في مناظرات التدريس بطبقاتها وممارسة المهن القضائية. كان ذلك هو مسار الشيخ ابراهيم الرياحي الذي بلغ فيه منتهاه حيث توج بجدراة واستحقاق لتولي ارفع الخطط العلمية والقضائية والدينية فجمع بين الافتاء وامامة الجامع الاعظم وهي سابقة لم تتحقق لمن سبقوه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وكيف لا والشيخ ابراهيم الرياحي رحمه الله جمع بين ما اصطلح عليه بعلمي الشريعة والحقيقة والظاهر والباطن والنظري والعملي السلوكي. * أما الشريعة فهي ما اكتسب علوم وسائلها ومقاصدها بالتعلم عملا بالحديث الشريف (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما العلم بالتعلم) فقد كان رحمه الله عالما مبرزا شهد له شيوخه الذين تخرج على ايديهم وزملاؤه الذين عاصروه وتلاميذه الذين تلقوا عليه كما تشهد له بذلك آثاره التي دونها في امهات القضايا والنوازل والاستفتاءات التي كانت تعرض عليه والتي لا يزال الكثير منها في عداد المخطوط. * واما الحقيقة والباطن فهو ما حرص الشيخ ابراهيم الرياحي على أن يضيفه ويتدرج فيه سالكا مسلكه وباحثا عن اهله واصحابه في تجرد وتواضع وصدق واخلاص وكان الشيخ ابراهيم الرياحي مثله مثل كل شيوخ الزيتونة الاعلام الذين لا يستنكفون عن أن يضيفوا إلى علم الشريعة علوم الحقيقة التي هي علوم وهبية تحصل بالسلوك (لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه...) وبالمجاهدة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) صدق الله العظيم. وهكذا كانت بداية الشيخ ابراهيم الرياحي شاذلية لتنتهي تيجانية وليس بين الطرق إلى الله تعارض ولا تناقض إلا في اذهان الادعياء والسطحيين أما امثال الشيخ ابراهيم الرياحي من اهل الصفاء والمحبة والعلم والبصيرة فكل الطرق عندهم يؤدي إلى الله. اجتمع الشيخ الرياحي ابان سفارته الناجحة لدى سلطان المغرب بسيدي احمد التيجاني الذي اجازه واذن له بنشر الطريق (اي ذكر الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم) ففتح الله على يديه وانشرحت به الصدور واستنارت بعلمه القلوب التي كانت في امس الحاجة إلى من ياخذ بايديها في هذا السبيل، سبيل معرفة الله حق المعرفة. وكان لهذا المنعرج في حياة الشيخ ابراهيم الرياحي الاثر الكبير فيما حققه من نجاح وما تركه من اثر وآثار فكان التوفيق حليفه في بقية سفاراته ورحلاته إلى دار الخلافة العثمانية ومنزل سيد البرية عليه افضل الصلاة وازكى التسليم. وراى سيدي ابراهيم الرياحي رحمه الله في قائم حياته كل صنوف الاحترام والتكريم والتبجيل فذاع صيته وعم سائر بلاد تونس والجزائر وعبرت عن هذه الاحوال الصلة القوية بالله وبرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام القصائد الشعرية العصماء والصيغ البليغة في الصلاة على رسول الله مما لا تزال تحفظ عن ظهر قلب وترددها الالسنة في شهر ربيع الأول من كل عام في ذكرى المولد النبوي التي خصها بقصة خطها قلمه (اعادت نشرها مصحوبة بقصة للمولد كتبها سماحة الشيخ محمد الطاهر بم عاشور رحمه الله مؤسسة الحبيب المستاوي للبحوث والدراسات العلمية سنة 2013) تلك ايها القارئ الكريم نبذة موجزة عن مسيرة حياة العالم الاديب الشاعر مفتي تونس وشيخ الجامع الاعظم سيدي ابراهيم الرياحي رحمه الله واجزل مثوبته. أما ما نريد أن نختم به فهو نداء إلى وزارة الثقافة والى بقية الهياكل المعنية. انه نداء حار وعاجل نوجهه عبر الصريح اليها والى السادة الاحباب التجانية وهم في تونس بالآلاف وفي الجزائر والمغرب وما وراءهما بالملايين فنقول: * ايعقل أن يؤول المنزل الذي ولد فيه الشيخ ابراهيم الرياحي واول زاوية اسسها بعد عودته من المغرب وتلقيه للطريقة التجانية على يدي سيدي احمد التيجاني إلى ما آلت إليه من هجران وتداع للسقوط؟ * وهل يعقل ان تؤول معالم دينية اصيلة رائعة اخرى في مدينة تستور إلى ما آلت اليه!؟ * انها تحف معمارية رائعة وفضاءات واسعة تضم: المسجد والكتاب وسكن الطلبة؟ * ايعقل أن يهمل هذا الارث الحضاري الاصيل والمتميز!؟ * ايعقل أن لا يستغل اوسع استغلال هذا المسلك الثقافي والسياحي والروحي الديني وطنيا واقليميا!؟ فاخواننا التجانية هم في الجزائر والمغرب ووموريتانيا والسنغال بل وابعد من ذلك اذ التجانية يتجاوز تعدادهم اليوم الثلاثمائة مليون ينتشرون في كل القارات من آسيا إلى اروبا وافريقيا (التي انتشر فيها الاسلام على ايدي السادة التجانية) وصولا إلى الامريكيتين انه مجال رحب لجعل مدينة تستور قبلة لسياحة ثقافية حضارية اندلسية وروحية تجانية وقبلة للذين ينشدون العيش في سلام وتسامح فتستور سكنها اليهود الذين فروا مع المسلمين من الاندلس ولليهود إلى اليوم لهم في تستور معالم ومعابد ومقابر.

الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.