نداء عاجل إلى قادة وعلماء الأمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز فهل من مجيب؟
بثت وكالات الأنباء مساء يوم الجمعــة 01 أوت 2014 كلمــــــة توجــــه بهــــا العاهـل السعـــودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الأمتين العربية والاسلامية تضمنت نداء عاجلا إلى قادة وعلماء الأمة الاسلامية دعاهم فيه إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية أمام الله وأمام الأمة للوقوف في وجه من يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بانه دين التطرف والكراهية والارهاب ودعا خادم الحرمين الشريفين قادة وعلماء الأمة الى ان يقولوا كلمة الحق وان لا يخشوا في الله لومة لائم. ويأتي هذا النداء الحار والعاجل والذي هو أشبه ما يكون بتبرئة الذمة واقامة الشهادة فقد ختم الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا البيان بما ختم به رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته في حجة الوداع (اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد) ولا شك ان توقيت هذا البيان والجهة التي صدر عنها يلفت الانتباه أما التوقيت فهو الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة، انها فترة من أحلك الفترات أكاد أجزم ان الأمة الإسلامية لم تمر بها عبر تاريخها محنة أشد من هذه المحنة فلقد اتسعت وامتدت ساحة الاقتتال بين المسلمين فلم يعد بلد واحد من البلدان العربية والاسلامية في مأمن من هذه الفتنة العمياء التي أتت على الأخضر واليابس ودمرت كل منشأ وبنيان فضلا - وهذا هو الأفضع والأشد وقعا على الأنفس- ما نراه من تساقط لمئات الأنفس البشرية من الاطفال والنساء والشيوخ من المدنيين العزل مضرجين في برك من الدماء على امتداد الساحة العربية والاسلامية: في باكستان وافغانستان والعراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس والجزائر ومالي والصومال معارك لا تهدأ وتقاتل لا تخمد له نار حتى تشتعل أخرى، انه حريق يشب في الجسد الاسلامي الذي جعلت منه الفتنة الارهابية أشلاء متناثرة يجري كل ذلك على مرأى ومسمع من قادة الأمة وعلماء الأمة !!وعلى مرأى ومسمع من الهيآت العالمية والمنظمات الانسانية!! الأمر الذي استغرب وتعجب له الملك عبد الله في كلمته وندائه العاجل والحار والذي نرجو ان لا يذهب ادراج الرياح، فصاحب النداء هو خادم الحرمين الشريفين الذين لهما في وجدان الامة مكانة متميزة فإليهما يتوجه المسلمون في صلواتهم خمس مرات في اليوم والليلة، واليهما يشدون الرحال لأداء خامس أركان الاسلام الحج إلى بيت الله الحرام وبجوارهما هيآت اسلامية عالمية عتيدة: منظمة التعاون الاسلامي التي تضم في عضويتها كل الدول العربية والاسلامية ورابطة العالم الاسلامي أقدم منظمة اسلامية شعبية تتخذ من مكة المكرمة مقرا لها وضمت منذ نشأتها وتأسيسها على يدي الملك فيصل رحمه الله في الستينات من القرن الماضي خيرة علماء الامة الاسلامية الذين لا يتسع المجال لذكر حتى البعض منهم. يضاف الى كل ذلك الثقل الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي الذي يتوفر للمملكة العربية السعودية فصدور هذا البيان العاجل إلى قادة الأمة وعلمائها عن قائدها الملك عبد الله فضلا عما فيه من مكاشفة ومصارحة وتحمل للمسؤولية (وهو ما يحمد لصاحبه) فانه ولا شك الموقف الذي لم تعد الأمة بكل فئاتها وعلى امتداد ساحتها تقبل ان يتأخر أكثر بعد ان سالت بالدم الأودية وازهقت الاف الارواح البشرية والامر يستفحل كل يوم جديد، كل ذلك بسبب الارهاب المتقمص لثوب الدين والدين براء منه هذا الارهاب المتلبس بأقدس المقدسات في تلبيس ابليسي لعين يجعل من القتل للانفس البشرية قربة وطاعة وعملا صالحا يزج فيه بالاغرار في بطولات وهمية ما أنزل الله بها من سلطان. إن نداء الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى قادة وعلماء الأمة فيه تحميل للمسؤولية أما القادة فبما يتولونه من مسؤولية القيام على شؤون المسلمين فلا أقل من ان يتنادوا عاجلا للقاء هناك بجوار الحرمين الشريفين من اجل ايقاف نزيف الدماء الجارية سواقي وانهارا والزام الجميع بنزع السلاح والاجتماع على كلمة سواء يدخلون بها جميعا في السلم استجابة لنداء ربهم القائل (أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)، أما العلماء الموقعون عن رب العالمين ورثة الانبياء والمرسلين فهم من ينبغي عليهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى- أن يتصدروا الامة ويتصدوا لدعاة الفتنة والارهاب والذين هم ليسوا من أهل الذكر ولا ممن ينتسبون إلى العلوم الشرعية والذين يلبسون ما يأتونه من تقتيل وظلم وفتنة وعدوان بكساء الدين!! والذي هو رحمة ورأفة وسماحة واحسان ولا شك ان موقفا حازما صريحا واضحا وموحدا غير مزدوج ولا لبس فيه يصدره علماء الامة بمختلف هيآتهم ومذاهبهم وفرقهم توضع فيه النقاط على الأحرف ويحمل فيه كل طرف مسؤوليته أمام الله وأمام الأمة وأمام التاريخ وتتولى تعميمه كل وسائل الاتصال والإعلام تكرره وتردده وتندد بكل من يخالف مضامينه، وتتقيد به وتتخذه وثيقة عمل وخارطة طريق جميع الأطراف الفاعلة والموجهة في مختلف المنابر الدينية والاعلامية والتوجيهية، ذلك هو ما تنتظره الأمة من علمائها ومن قادتها وذلك هو المطلوب بالحاح اليوم فلا شيء يمكن ان تأمل الامة في تحقيقه اذا استمرت هذه الفتنة، فتنة الارهاب الاعمى الذي يتهدد ليس فقط الاجيال الحاضرة ولكن الاجيال القادمة من فلذات أكباد الامة الذين تفتحت اعينهم على الاقتتال وعلى الدماء وعلى الرعب والخوف والتنازع والتناحر لغير سبب معقول ومشروع !! وفي غياب من وحدة الصف والموقف واجتماع الكلمة واصلاح ذات البين يستفرد الصهاينة بأبناء غزة العزل منذ ما يقارب الشهر والامة مشغولة بالاقتتال هنا وهناك في فتنة ارهابية تتمدد كل يوم وتهدد كل دول العالم العربي والاسلامي بلا استثناء! إن كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجهة الى قادة الأمة وعلماء الامة هي صرخة صادقة من قائد عربي مسلم يدرك الجميع ثقل مكانته وسعة تجربته وصادق رغبته في اصلاح ذات البين وجمع كلمة الأمة نرجو صادقين مخلصين ان يستجيب لها ويتجاوب معها كل مخلص لأمته ودينه (ويومئذ يفرح المؤمنون) ولله الأمر من قبل ومن بعد.