في حمى المصطفى
الذي يخاطبه احد أبناء تونس وشيوخها وشعرائها المتيمين بحبه عليه الصلاة والسلام بقصيد يحمل عنوان في حمى المصطفى هو الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله والقصيد ضمه ديوانه مع الله نورد منه هذه الأبيات: يـا حبيبـي ويـا شفـاء فـؤادي ««»» يـا غيـاث الـورى وكنز العبـاد يـا مـلاذ العصاة في يوم هـول ««»» يـا شفيـع العبـاد يـوم التنـادي يـا رحيمـا بقومـه حين ضلـوا ««»» فـدعـا بالهـدى لهـم والسـداد جئـت أسعـى إلى لقـاك وقلبـي ««»» للقـاء الـحبيـب ضمـآن صـاد جئـت والشـوق يستحث ركابـي ««»» طامعـا بالرضـى ونيـل المـراد جئـت والدمع يجري مني هتونـا ««»» يغسـل الـروح من بقايـا فسـاد نـادمـا خـائفـا أومـل عفـوا ««»» مـن كـريـم الاؤه فـي ازديـاد خاشـع القلـب والجوارح تدعـو ««»» ولـسـانـي مـردد إنـشــادي والذهـول المريع يغمـر حسـي ««»» وكيـانـي فـلا أجيـب المنـادي سكـر الجسـم بالوصـال فانـي ««»» معرض عـن سواك يا خير هـاد والـذي نـال منك حبـا ووصـلا ««»» كيف يخشى من العدا والعـوادي؟ أنـت أمـن وأنـت أنـت سـلام ««»» أنـت للـخـائفيـن خيـر سنـاد أنـت نـور الإلـه أنـت خـليـل ««»» أنـت أصـل الإعطـاء والإمـداد منـك كانت أنـوار كـل رسـول ««»» ونـبـي ونـاطـق وجـمـــاد جمـع الفضـل كلـه فيـك حقـا ««»» مـن نـفـيـس وطـارف وتـلاد يـا إمـام الهـدى وخير رسـول ««»» يـا عـديـم الأشـبـاه والأنـداد يـا مشيع التوحيد يا هادم الشـرك ««»» بـحــق وقــائــد الــرواد جئـت للكـون وهو ظلم وجهـل ««»» فـاستحـال إلـى هـدى ورشـاد جئـت غيثـا ينهل من بعد محـل ««»» وشـقـاء وفـاقـة واكـمــداد عـم كـل الدنـا بسيـب هتـون ««»» مـن سهـول وسبسـب ووهـاد وفي قطعة شعرية أخرى نظمها الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله في الروضة النبوية في آخر زيارة لها أداها إلى المدينة المنورة قبل وفاته بقليل حيث قال: سيّـد الـرسـل والأنـام جميعـا ««»» كـن لصـب أتاـك يشكو شفيعـا كـن طبيبـا من عند ربـك تشفى ««»» عـلّـة أبـطـأت وداء وجيعــا جئـت للروضـة الشريفة أبكـي ««»» طـالبـا خـائفـا بصيرا سميعـا لـم أجـد غـيـره يفـرّج همّـا ««»» نـاشـرا رعبـه مخيفـا مريعـا قـد ضرعت الأيـام تلو الليـالي ««»» وسكبت الخشـوع منى دمـوعـا كـم جرعت الدواء يحشر حولـي ««»» لـم نغادر مجـربـا مسمـوعـا لـم يزدنـي الدواء شيئـا ولكـن ««»» صير العيش كلفـة وخنـوعــا فلـذيـذ الطعـام أصبـح عنـي ««»» حسـب أمـر محتّـم مقطـوعـا رب إنـي قد صـرت نضو هموم ««»» هـن ضعضعنني فعـدت هلـوع مسنـي الـضـر بكـرة وعشيـا ««»» ضاع صبري أصبحت حقا جزوعا غيـر إني لازلت فـي سمـط إلا ««»» إن تقبلـت مـا أتيت خشـوعـا لست -يا خالق الشفـاء- فقيـرا ««»» لا ولا كنـت أي يــوم منوعـا أمـرك الجـازم القـوي مطـاع ««»» مـن تحـداه نـال شـرا شنيعـا وعنيـف الأوصـاب إن قلت يكفي ««»» كـان مـن حينه سميعـا مطيعـا فبحـق الـرسـول احمـد هـذا ««»» اجعـل الـداء راحـلا مصفوعـا تلـوه الغـم والـهمـوم وكـرب ««»» لـن أرى تـابعـا ولا متبـوعـا قـد تعاصـت واتعبتنـي كثيـرا ««»» صيّرتني نضو الفـراش ضجيعـا يـا إلهـي إني ضعفت فهب لـي ««»» يـا مجيـري حصنا قـويا منيعـا يشهـد الخلـق والملائـك أنـي ««»» مذ دخلـت الحيـاة كنـت تبيعـا لنـبـي أتـى بـديـن حـنيـف ««»» لـم يـزل شامخـا قويا وسيعـا رب شفـع محمـدا فـي مـريـد ««»» لا تـذر ركـن عـزمه مصدوعـا أذهـب البـأس والشـدائد عنـه ««»» اجعـل الضـرّ إن عتا مصروعـا وارض عـنـا بحقـه يـا إلهـي ««»» كي تظـل القلوب دوما شمـوعـا وعليه السـلام فـي كـل حيـن ««»» فعلى حبّـه طـويـت الضلوعـا هكذا أيها القارئ ترى معي التعلق الشديد بالحرمين الشريفين قديما وحديثا في سند من المحبين المشتاقين الذين توحي لهم تلك المقامات والأماكن الطاهرة المقدسة بما يجري على ألسنتهم من غرر القصائد العصماء التي يتناقلها عنهم الناس يعطرون بها مجالسهم ويتغنى بها المنشدون والمغنون وهم يودعون أو يستقبلون حجيج بيت الله الحرام وزوار مدينة ومسجد سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، مشاهد لا تنسى ونفحات ربانية لا حد لحلاوتها وروعتها وجمالها نسال الله تبارك وتعالى أن لا يحرمنا منها انه سبحانه وتعالى سميع مجيب.