ما يحققه المفهوم الاسلامي الصحيح للصوم من منافع وفوائد عاجلة وآجلة
أما الصوم هو جنة ووقاية لصاحبه من كل سوء و شر فلقد احتضنه العلى القدير و جعله له خالصا من دون الناس و أبى أن يتولى المجازاة عليه سواه بل و لم يسمح بأن يدفع مقابل تبعة أو مقابل أي شيء مما أقترفه الناس في هذه الدنيا من ذنوب فأكرم و أنعم من رب يتعهد عباد الرحمان في كل سنة ليصلح منهم ما أفسدته الشهور . و ليطهر أبدانهم و عقولهم و أرواحهم من جميع ما يرين عليها من شرور . إن الصيام بمفهومه الإسلامي الصحيح ليحقق للقائمين به إيمانا واحتسابا ما هم في حاجة إليه من تنقية للبواطن و تعميق للشعور و ترسيخ للإيمان و تقوية للأبدان . و منذ أن أصبح المسلمون يمارسون شعائر دينهم كحركات آلية ابتعد عنهم الرشد و السداد وانغمسوا إلى الأذقان في الشر و الفساد . بل و حاول المتفلسفون الفالسون أن يخلقوا الذرائع و التعلات من ممارسة تلك الشعائر و العبادات و هيهات أن يجد الإنسان منفذا للتخلص و التملص من أشياء جعلها الله سبحانه و تعالى الدواء الوحيد لجميع الأدواء التي تنتابنا و السلاح الوحيد لتحقيق الانتصار