الحريّة بيْن المرأة المسلمة و المرأة الغرْبية بقلم صالح العَوْد/ فرنسا
أُثِر عن الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولُه: « مَتَى اسْتَعْبَدتُم النَّاسَ وقَدْ وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا؟؟!». إن الحضارة المعاصرة استعبدت المرأةَ الغربية أَيَّمَا استعباد، في كل يوم من الصباح إلى المساء، وهي تَلْهَثُ وراء المادة، في مقابل عَمَلٍ بين الإدارة ومؤسسة الشغل، حتى أفْقَدَتْها الراحةَ البدنية، والصحةَ النفسية، وكذلك العلاقةَ الاجتماعية : بينها وبين زوجها، بينها وبين ابنائها، بينها وبين أقاربها، بينها وبين جيرانها.. إنه ضَجَرٌ فادح ما بعده ضجر؟ وهذا يُعَدُّ من نوع الكوارث في اوروبا؛ بمَعْنَى: إذا فاتَ المرأةَ العاملة « الاستيقاظُ باكرا» فتراها تُلَمِّع وجْهها بالمساحيق وسائر الألوان في عربة الميترو، بل وحتّى في السيارة وهي تقودُهَا، فكلما توقَّفَتْ عند الاشارة الحمراء في طريقها إلى العمل مَسْحَقَتْ وجْهَهَا شيئا فشيئا حتى تنتهي من كل التَّجْمِيل، بعد أن كَبُر عليْها أن تُصْبِحَ دون مساحيق وهي ذاهبة إلى العمل، فانظر كيف استعْبَدَتْها المادَّةُ، ولم تتورع عن التنازل ولو مرة على حين غفلة . المرأة الغربية اليوم، تقول بصريح العبارة – و من لم يصدّق فليرجع إلى كتاب السيدة كريستيان كُولَّانْج - التي خطَّتْهُ بيدها وقد كانت تعمل سنواتٍ طويلةً في الوظيفة العمومية، وسمته بـ ( أُريد الدّخول إلى المنزل ) وطبعته في فرنسا. وكذلك كانت المسرحية اللَّامِعة في الخمسينيات Valentine de St Point: فَالَنْتِين دُو سَانْبُوَان- من أرْقَى النساء مهارة، وأكثرُهن شهرة، وأعلاهُن قدْرا، كانت تُقَدِّم في صالونها الشهير بمنطقة لَانْفَلِيد (Les Invalides) في إحدى دوائر العاصمة باريس الشهيرة، ندوةً نسائية، يَحضُرُها الكبار من عِلْيةِ القوم، ومَنْ كان على شاكلتهم. وكانت من حين لآخر تسافر إلى بلاد المغرب الأقْصَى للترويح عن النفس والاستجمام؛ ولمّا سئِمَتْ من حياة اللَّهْو والبذَخ أسْلَمَتْ، لأنها لم تجد السكينة في كل ذلك، ولا الطمأنينة في كَيْنونتها إلا في الإسلام. وختاما، فإن المرأة الغربية اليوم، أصبحت تتمنى أن تحصل على حريتها الحقيقية، كحرية المرأة المسلمة، مُرَحِّبةً بِعَصْر الحريم، كما أنّ المرأة الغربية صارت تتمنى أن تحصل على حريتها الحقيقية، ولِسَانُ حَالِها يقول: - مَلِلْتُ المساواةَ مع الرجل... - مَلِلْتُ الاستيقاظ باكرا للجَرْيِ وراء الميترو... مَلِلْتُ العمل حتى الساعة السادسة مساء في المكتب، والادارة، والمؤسسة... - مَلِلْتُ الحياة الزوجية التي لا يرى فيها الزوج زوجته إلا عند النوم... مَلِلْتُ الحياة التي لا ترى فيها الأُمُّ طفلَها إلا حَوْل مائدة الطعام... وداعا يا عَصْر الحرية والمساواة، ومرحبا بعصر الحريم.