حوار نشرته مجلة منار الإسلام الصادرة عن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف العدد463 سنة 39 شعبان 1434 يوليو 2013 مع الشيخ محمد صلاح الدين
السؤال: ماذا قدمتم لـ “مجمع الفقه الإسلامي الدولي”، من خبرات؟ الجواب:منذ سنوات، تشرفت بالمشاركة في دورات “المجمع الفقهي الدولي” في الرياض ودبي والشارقة والجزائر، وقدمت بحوثا حول الأسرة المسلمة والمشاكل التي تواجهها في بلاد الغرب، وحول الإسلام والمستجدات العلمية (الجينوم البشري والخريطة الوراثية) والاستنساخ وزراعة الأعضاء، وأعمم الاستفادة من القرارات والتوصيات التي تصدر عن المجمع، بما أكتبه وأحرره من مقالات وأبحاث أنشرها في الصحف اليومية والأسبوعية، وفي المجلات الإسلامية، ومن خلال الموقع الذي أشرف عليه.الإسلام: حقائق وأعلام ومعالم www.mestaoui.com السؤال: ما مكانة جامع الزيتونة العلمية اليوم بين الجامعات؟ الجواب: جامع وجامعة الزيتونة من أعرق المعالم العلمية في بلدان الغرب الاسلامي، فمنذ بداية القرن الثاني للهجرة، انطلقت بين عرصاته وفي رحابه حلقات العلم التي تطورت وازدهرت عبر القرون وتخرج فيه عدد كبير من العلماء والفقهاء، نذكر منهم ابن خلدون وابن عرفة وبن عاشور وغيرهم من الأعلام الكبار، واعترت مسيرته بعد الاستقلال عثرات، حيث أصبح مجرد كلية في الجامعة التونسية، ومنذ سنوات أصبحت هذه الكلية جامعة مستقلة ولكنها لم تستطع ان تستعيد القيام برسالتها. فقد ظلت تفتقد إلى الروافد، أي المعاهد التي تهيئ لدخول الجامعة، ونأمل إن شاء الله، أن يستأنف جامع الزيتونة دوره كجامع وجامعة بفروعها وبمختلف الاختصاصات الشرعية، وهذا ما يبدو أن النية متجهة إليه. نسأل الله ان يحقق هذا الأمل العزيز على كل مسلم. السؤال:الإسلام اليوم الشغل الشاغل للعالم أجمع، كيف ترون انتشاره وتقبل العالم المعاصر مبادئه وخطابه؟ الجواب: الإسلام اليوم حديث الساعة ومحل اهتمام الجميع، تشهد على ذلك الإصدارات من الكتب والمجلات والحصص التي تبثها الفضائيات بمختلف اللغات، وكذلك ما هو موجود على صفحات “الانترنت” ومختلف الوسائل الاعلامية والمعلوماتية والكثير من ذلك يغلب عليه ما يسمى بـ “الاسلام فوبيا” Islamophobie ، وتشتد فيها الحملة الشرسة على الاسلام والمسلمين، بسبب تصرفات وتحركات بعضها تكون فردية وبعضها يكون وراءها مجموعات ترفع شعار الإسلام !! فيظهر من خلالها الإسلام والمسلمون في هيئة الشبح المرعب والخطر الداهم الذي سيأتي على الأخضر واليابس، وعلى كل ما حققته الانسانية بمختلف حضاراتها وشعوبها من مكاسب علمية وتقنية وانسانية واجتماعية!! وهذا الأمر يحمل المسلمين، وخصوصا أهل الذكر، مسؤولية كبرى تدعوهم إلى تقديم الإسلام على حقيقته، ليس فقط للمسلمين ولكن أيضا لغير المسلمين بمختلف لغاتهم، وهذه المهمة تحتاج إلى جهود ومزيد من التكافل والتعاون. والحمد لله، ان الأمة الإسلامية بخير وموجود فيها عدد كبير من الطاقات والقدرات المتوافرة بكثرة، التي لو أتيحت لها الفرصة ووضعت بين أيديها الامكانات المادية والبشرية المؤهلة، لأزالت عن الاسلام والمسلمين ما يلصق بهم من تهم وشبهات ومغالطات. فالإسلام اليوم هو في أمس الحاجة إلى الاهتمام به، حتى يقدم على حقيقته، فهو دين رحمة للناس أجمعين، ودين حضارة وتمدن، ودين تعايش وتعاون وأمن وسلام، ودين حرية واجتهاد من أجل إسعاد الانسان، الذي هو اليوم في أمس الحاجة إلى حسن تبليغ تعاليم الاسلام السمح.