نداء شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب: الحوار هو وحده طريق المسلمين لحقن دمائهم ووحدة كلمتهم

نداء شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب: الحوار هو وحده طريق المسلمين لحقن دمائهم ووحدة كلمتهم


من المنامة عاصمة البحرين ولدى افتتاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات دعا الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر العرب والمسلمين إلى حوار بين اتباع المذاهب الإسلامية يقودهم إلى طريق الوحدة الوطنية والاسلامية ونبذ الخلافات المذهبية وذلك قبل اجراء حوار بين أبناء الاديان السماوية واتباع الحضارات. صاحب هذا النداء هو الإمام الاكبر شيخ اكبر جامعة اسلامية: الجامع الازهر رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس مجمع البحوث الإسلامية وهي الجامعة التي قرر شيخها في بداية النصف الثاني من القرن الماضي الشيخ محمود شلتوت اضافة تدريس فقه المذاهب الاربعة: الزيدية والجعفرية والامامية والاباضية لتصبح المذاهب المقررة في المناهج الازهرية ثمانية باضافة فقه المذاهب المذكورة سلفا إلى فقه المذاهب الاربعة السنية (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي) في خطوة علمية جسورة ورائدة للتقريب بين اتباع المذاهب التي تتكون منها جماهير الامة الإسلامية الواحدة. وواكب هذه المبادرة العلمية الجسورة والرائدة انشاء دار للتقريب بين المذاهب الإسلامية (بالخصوص بين السنة والشيعة) التي اصدرت عدة منشورات بين دوريات وكتيبات. وفي هذا الاطار تضمنت موسوعة الفقه الاسلامي التي تصدرها وزارة الاوقاف المصرية (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية) وكانت هذه الموسوعة تحمل اسم الرئيس جمال عبد الناصر فقد بدا اصدارها في عهده وصدر منها إلى حد الآن اكثر من عشرين مجلدا وقد تضمنت اقوال المذاهب الثمانية في مختلف المسائل الفقهية: عبادات ومعاملات ومضامين مواد هذه الموسوعة اصدق دليل وبرهان على أن الاختلافات في المجالات العملية الفعلية من الدين (وهي اللب) بسيطة وضئيلة واذا كان هناك اختلاف فهو اختلاف محمود فيه تيسير ورحمة بالامة، وقد قيل: اختلاف الائمة (العلماء) رحمة بالامة. * فالاختلاف بين جمهور المسلمين قليل جدا منه ما هو ديني يمكن تحديده وتطويقه، وهو اختلاف خاصة الخاصة من اهل الذكر واسلوب التناظر والمجادلة بين هؤلاء ينبغي أن يظل متسما بالموضوعية والمنهجية للوصول إلى كلمة سواء واضعين في الاعتبار كل ما يقتضيه الامر من اولويات ومراقبة لله في الامة ودينها حتى لا يكون اختلافهم سببا في فرقة الامة وتنازعها وتقاتلها واستباحة دماء واعراض مختلف مكوناتها!! * نداء الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر المنطلق من المنامة عاصمة البحرين وهي من خطوط التماس بين مكوني الامة الإسلامية: السنة والشيعة، فبالحوار يأتي في ابانه ينبذ المسلمون الخلافات المذهبية وذلك هو ما يقودهم إلى طريق الوحد الوطنية. * إن نداء شيخ الازهر لا ينبغي أن يذهب سدى ولا يكون له صدى فها نحن نعيش كل يوم مآسي يدمى لها القلب وتدمع لمشاهدتها العين يذهب ضحيتها العشرات بل المئات من الانفس البريئة: نساء واطفالا وشيوخا منصرفين إلى العبادة في مساجد وزوايا أو منهمكين في اعمالهم لسد حاجاتهم وحاجات عائلاتهم فاذا بهم يسقطون مضرجين في دمائهم!! ضحية لتعصب اعمى وحقد دفين ولا يقدم على اتيان جرم بهذه الوحشية من في قلبه ذرة من ايمان واسلام، انه خلل في البنية العقلية انعدم وذهب كليا معه الرشد والصواب وجاء نتيجة لعملية غسل ادمغة لا يمكن أن يكون واقفا وراءها من عنده ولو قليلا جدا من العلم الشرعي المستند إلى الاصلين الثابتين من قرآن وسنة في نصوصهما المحكمة. * نداء الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر يأتي بعد أن خفتت وضعفت اصوات هيئات ومنظمات وشخصيات نشطت في السنوات الماضية في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي تاسست من اجله مجامع ومراكز ووضعت لتفعيله استراتيجيات فضلا عن اصدار عشرات البيانات والتوصيات والقرارات التي كانت ثمرة لبحوث ودراسات علمية جدية وجادة اعدها علماء مختصون من مختلف المذاهب ولكنها اليوم موضوعة في رفوف المكتبات الخاصة والعامة قد نكاد لا نجد لها اثرا في المادة الاعلامية: مسموعة ومقروءة ومرئية أو في مضامين الخطب التوجيهية: دينية وسياسية وكنا نتمنى ونود أن تتضمنها المناهج الدراسية من التحضيري إلى الاساسي والثانوي إلى الجامعة على امتداد البلاد الإسلامية. * لقد غلب على تظاهرات التقريب بين المذاهب الاستعراض والدعاية ولم ينفذ خطاب التقريب إلى اتباع المذاهب ونكاد نصدق أن الازدواج في المواقف كان هو السائد ولاجل ذلك كاد أن ينعدم الاثر الايجابي المرجو منه إلا في اقل القليل. * إن الامة في هذه المرحلة من تاريخها تشهد فتنة عمياء تستشري وتزداد مخاطرها كل يوم ولم يعد اي جزء من اجزاء هذه الامة بمنآى من هذه الفتنة المستبيحة لدماء الانفس البشرية المسلمة، فالقتلة مسلمون والمقتولون مسلمون ولا حول ولا قوة إلا بالله!! * إن نداء الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر لحقن دماء المسلمين واصلاح ذات بينهم وجمع كلمتهم ينبغي أن يتنادى كل المخلصين من علماء وساسة ورجال فكر ومربين واعلاميين لمعاضدته ومؤازرته وجعله اولوية الاولويات.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.