فتاوى مختارة :حكم تشريح الموتى
هل يجوز تشريح الموتى لتعليم الطب والجراحة، وهل يجوز تشريح ميت لاكتشاف مرضه إذا لم نتوصل إليه بالتحليل الكيمياوي والكهربائي وغيرهما؟ وهل يجوز شرعا تعويض عضو مريض عند رجل بعضو ميت؟ وقد أجاب على هذه الأسئلة التي ألقاها الحكيم احمد بن ميلاد على الشيخ الحطاب بوشناق رحمه الله. فأجاب: بعد الإطلاع على الأسئلة المذكور أقول ما يلي: للشارع عنايته بمصالح البشر بالمحافظة على النفس حتى احل أكل الميتة للمضطر المتوقع للخطر. ومن لوازم ذلك معرفة الطب المقتضي للمعالجة وقد عني به السلف من الأمة وتوغلوا فيه وألفوا فيه التآليف المفيدة ثم وقف من بعدهم بسبب توالي الفتن والحروب كزحف الهلاليين على القيروان وزحف التتار على الشرق وتوالي الحروب في الأندلس مما قعد بهم عن التوغل في العلوم والفنون ولكن الأروبيين لم يألوا جهدا في التوسع في البحوث في هذا الفن حتى وصلوا إلى تشريح الموتى للإطلاع على أسرار البدن واخذ بعض الأعضاء منهم ونقلها إلى الأحياء لدفع ما عرض لهم من الخطر كما نقلوا الدماء من الأحياء إلى الأصحاء. كل ذلك للمحافظة على الصحة التي أوجبها الشارع وبالجملة فان ذلك لا يتعارض مع مبادئ الدين والله ولي المتقين والحمد لله رب العالمين.