في الردّ على المفترى على سيدنا محمّـد صلّى الله عليه وسلم المشكّك في نسبه: نعم محمّد هو ابن آمنة بنت وهب ولكنّ والده هو عبد الله بن عبد الم
لماذا هذا العنوان الذي اخترته لما أردت أن أتطرق إليه في هذا الحيّز من صالون الصريح؟ الجواب هو ما اطلعت عليه أخيرا على صفحات الانترنات والفايسبوك واليوتيب من تعمّد الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باختيار هذا المسمّى لرسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن آمنة هكذا !! ولا يخفى ما في ذلك من تعريض وتشكيك في النسب النبوي الشريف!! ممّا لم يتجاسر عليه أعتى وأشدّ المناوئين والمعاندين والمنكرين لنبوة سيّدنا محمّد عليه الصلاة والسلام فقد ظل ما يبدونه وتردده ألسنتهم لا يتجاوز حدّ تكذيبه واتهامه بالجنون!والسحر! والشعر!، أمّا التشكيك في نسبه ومكارم أخلاقه فلم يتجاسروا على ذلك فهو الملقب لديهم بالصادق الأمين، وهم يعرفون صدقه وعفافه وطهارة وعراقة ونقاوة نسبه الشريف: آباء وأمهات، في سلسلة لم تعرف السفاح وكان الترابط بين ذكورها وإناثها في إطار نكاح شرعي ركيزته الأساسية العفّة والطهارة والشفافية في العلاقات الزوجية وكان ذلك متعارفا عليه في الجاهلية فهو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وام رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف • روى القاضي عياض في الشفا عن محمد بن السائب الكلبي النسابة أنه قال: كتبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا ممّا كانت عليه الجاهلية ويعني النكاح هو العقد على المرأة عن رضى من أوليائها ورضا منها. • فآباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهاته كرام خلاصة من قومهم وأزمانهم وذلك قوام صفاء النسب وزكاته فقد جمع الله لرسوله في أصوله السؤدد والصيانة وأوفر له في نفسه الكرامة المستبانة (انظر الصفحة16 من قصة للمولد لسماحة الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور) • سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو ابن آمنة ولا ضير في ذلك فما من كائن بشري إلا هو ابن امرأة حملته ووضعته وأرضعته ورعته بكل مظاهر الحنوّ والرحمة والمحبة وبين كل والدة وولدها من الوشائج ما لا يمكن للألفاظ والعبارات أن تصفه وهي جبلية خلقية. • وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأنه كائن سوي ولذلك قال (إن أنا إلا ابن امرأة من قريش) فهو يفرح ويحزن تقول كتب السيرة أنه كان يرحم الصغير ويوقر الكبير، وتدمع عيناه ويحزن قلبه عندما يصاب بفقد فلذة كبده ابراهيم ولا يتأخر عن الوقوف على قبري أمّه وأبيه والاستغفار لهما. • إنه محمّد الانسان الذي يمثل الكمال الخَلقي و الخلُقي ولا يمكن أن يكون إلا كذلك باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين وحجّة الله على عباده وصفوته منهم، وهي منّة امتنّ بها الله على عباده حيث قال جلّ من قائل (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) • والنبوّة اصطفاء واجتباء لا يكون الاصطفاء إلا للكمّل الذين لا يتطرق إلى ذواتهم وأصولهم أدنى ريب أو شك، فكل دنيء من الصفات والسلوكيات والتصرفات محال في حقهم عليهم الصلاة والسلام، ولا يمكن أن يدعى الناس للاقتداء بمن هم دونهم: حسبا ونسبا وسيرة وسلوكا ومكارم أخلاق !! • وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشرف بأمه آمنة بنت وهب كما يشرف بأبيه عبد الله بن عبد المطلب ونسبته لأمه والقول هكذا محمّد بن آمنة فيه إلغاز وتعريض، لكأن في الأمر ريب! ولكأنه مجهول النسب!! ولكأنه ...و !يصح أن يقال: كبرت كلمة تخرج من فم من أقل ما يقال فيه أنه فاقد للمروءة فلا يتأخر عن الإساءة لمن لم يشهد لإنسان مثله منذ -ان خلق الله الانسان – بالكمال والجمال والعظمة في كل تجلياتها، شهد له بذلك القاصي والداني من آمن به ومن لم يؤمن على امتداد التاريخ الطويل • والمنصفون من الباحثين والدارسين لسير عظماء الانسانية وضعوا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في المرتبة الأولى حسب مقاييس موضوعية متجرّدة. • إن من لا يختار لسيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام من الأسماء إلا ما لا يخفى ما فيه من تعريض وإلغاز (محمد بن آمنة!!) لا يملك ذرّة من الحياء والاحترام لمشاعر الآخرين وهم بمئات الملايين الذين إذا ذكر اسم سيدنا محمّد بادروا بالتقرّب الى الله بالصلاة والسلام عليه امتثالا لما دعاهم إليه ربّهم حين قال (إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها اللذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) • لن تزيد هذه الترهات والأباطيل والافتراءات المحبّين لسيّدنا محمّد عليه الصلاة والسلام إلاّ تعلّقا به ولن تزيدهم (وحتّى غيرهم) إلا رغبة في التعرّف عليه والانكباب على ما لم يُدوّن ولم يُؤلّف في الكمّ والكيف مثله ممّا يتعلّق بسيرته وخَلقه وخُلُقه عليه الصلاة والسلام