دعاء خطبة عيد (بجامع مقرين العليا) لفضيلة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله
الله أكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الحمد لله الذي وعد الصائمين بالدخول وحدهم من ذلك الباب الذي يقال له الريان. سبحانه وتعالى من اله حنان منان والصلاة والسلام على من بعثه بالقرآن وأعلى به شأن الانسان سيدنا ومولانا محمد خير ولد عدنان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أولي القدر والشأن. أيها الناس إن الأجير اذا استوفى شغله وأتقن عمله استحق من مستأجره الجزاء الأوفى ونحن قد وفقنا ربنا لصيام شهر رمضان ولقيام ليله فالآن تشرئب أعناقنا إلى تسلم الجزاء العاجل والآجل لأنه قد جاء في الحديث القدسي (الصوم لي وأنا أجزي به) وما ظنك بجزاء الغني الكريم انه بدون شك سيكون الجزاء العظيم لأن بوادر الخير قد ظهرت فها نحن قد أتممنا والحمد لله عملنا كما ابتدأناه لم ينقص من أبداننا ولا من عزائمنا قليل ولا كثير. فسبحانه من رب عظيم واله قوي انه ليستحق منا ان نقول عند ذكره وشكره وفضله الله أكبر وانه لمن بالغ عنايته بالمسلمين ان فرض عليهم جميعا في هذا اليوم أداء زكاة عن صومهم هي وإن كانت في حجمها صغيرة، إلا انها في أجرها ومعناها جليلة وكبيرة إنها صاغ مما يأكله أهل البلد تدفع عن كل شخص ولو من ولد فجر يوم العيد ويدفعها الغني والفقير ومن لم يجد ما زاد عن قوت يومه بقيت دينا في ذمته يدفعها متى سنحت له الفرص ويدفع كل شخص عن نفسه وعن جميع من تجب عليه نفقته وتعطى للمساكين الذين لا يملكون قوت العام والأصل فيها ما رواه البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه قال (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين.) وزاد في رواية ابن عباس رضي الله عنهما (طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) ومن هنا تظهر حكمة مشروعيتها فهي أولا لجبر ما قد يحصل من لغو وفحش وما إلى ذلك من الصائم وثانيا لجعل المجتمع المسلم يحس في ذلك اليوم بنوع من الراحة والمسرة الشاملين وليس هذا غريبا من الاسلام اذ انه لم يترك فرصة للتراحم والتواصل والتعاون الا استغلها حتى يصير المسلمون عائلة واحدة لأن ذلك هو سر نجاحهم وغلبتهم وما ضعفوا إلا يوم ان ضعفت بينهم الروابط الإسلامية فما أحرانا اليوم بتجديد روابطنا ولم شعثنا وتكتيل جهودنا لنكون كالبنيان يشد بعضه بعضا وما أجدرنا بنسيان ما بيننا من قطيعة لأن ذلك من نزغ الشيطان الذي هو للانسان عدو مبين. ألا فلنتضرع إلى رب العزة في هذا اليوم الذي هو يوم الرحمة ويوم عتق الرقاب طالبين ان يستجيب لنا وان يتجلى علينا برحمته التي ليس لها حدود ولنجعل وسيلتنا إليه رسولنا وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم يا كاشف الكروب ويا غافر الزلات ويا ساتر العيوب اكشف كروبنا واستر عيوبنا اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم انقطع الرجاء إلا منك فلا تخيب رجاءنا ولا تطردنا فليس لنا من يرحمنا سواك اللهم إن كانت ذنوبنا عظيمة فإن عفوك أعظم اللهم ضعف منا الصبر ووهن منا العزم وأصبحنا مضغة الماضغين وسخرية الساخرين فلا تشمت بنا الأعداء ولا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين اللهم انك قلت وقولك الحق (رحمتي وسعت كل شيء) فاجعلنا من ذلك الشيء لأننا من المنتسبين لحبيبك وحاشا لرحمتك ووجودك وغناك ان تقنط من رحمتك من عصاك، اللهم قد عجزنا عن نصرة دينك وإعلاء كلمتك ولقد قلت وقولك الحق (حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) فانصر اللهم دينك واهله واعزه وأعزهم فإنه لا يعجزك أعداء الحق والهدى فخذهم يا رب أخذ عزيز اللهم أقر عيون المؤمنين المستضعفين بإهلاك الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين. اللهم إن قتلة الأنبياء وأعداء الرسل الذين قلت فيهم (ضربت عليهم الذلة) انتشر بغيهم وفسادهم ولوثوا قبور أنبيائك وحرمة بيوتك اللهم فأرنا اليوم فيهم ما أريت نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم يوم بني النضير وخيبر اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم وطهر سرائرهم وصف قلوبهم وأيدهم بروح منك. اللهم ول علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا وارفع مقتك وغضبك عنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولوالدي ولوالديكم فاستغفروا الله انه هو الغفور الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
