تقديم الاسلام على حقيقته مشروع طموح يروم انجازه المفكر الجزائري مصطفى الشريف
• توصلت في الايام القريبة الماضية بورقة تتضمن عرضا لمشروع طموح يهدف الى تقديم الاسلام على صورته الصحيحة أعدها الصديق الأستاذ مصطفى الشريف المفكر الجزائري وصاحب المؤلفات العديدة باللغة الفرنسية والتي عرضنا البعض منها وقد بحث فيها قضايا ومشاغل هامة مثل: التسامح والتعايش والقرآن والرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام وغير ذلك.
• والأستاذ مصطفى الشريف له نشاط متواصل في مجالات الحوار بين الديانات وكانت له مع البابا في روما أكثر من لقاء على انفراد لبحث تكامل الجهود بين المؤمنين من اتباع الدينات السماوية في الدفاع عن القيم الأخلاقية ومواجهة التعصب والتطرف والارهاب والكراهية والعنصرية.
هذه الورقة التي وجهها الي والى العديد من أهل الذكر والفكر الأستاذ مصطفى الشريف هي عبارة عن مشروع فكري متكامل لتقديم الصورة الصحيحة للاسلام كدين للوسطية والاعتدال باعتبار ان الساحة تفتقر الى مثل هذا الطرح المتوازن الذي يأبى الجمود والتحجر والتعصب والتزمت والحرفية الضيقة التي ترتبت عنها ممارسات لم تبق من الاسلام الا اسمه وهي تصرفات يأتيها بعض المنتسبين للاسلام ولا تمت الى الاسلام بأية صلة تكرس الشبهات الملصقة بالاسلام والمسلمين وينشأ عنها تبعا لذلك خوف من الاسلام والمسلمين وهو ما اصطلح عليه بالاسلاموفوبيا ووجدت فيه بعض الاطراف الفرصة مواتية لتظهر الاسلام والمسلمين في مظهر الخطر الذي سيأتي على الأخضر واليابس وعلى كل ما تحقق للانسانية من مكاسب في مجالات حقوق الانسان الاساسية ومن ذلك تشبيه المسلمين بالنازيين الجدد والعنصريين الذين ذهب ضحية لحركاتهم الآلاف من الأنفس البشرية !!
• الأستاذ مصطفى الشريف يخوض غمار مواجهة هذه الموجة العاتية ولو كان ذلك بمفرده كان الله في عونه وذلك من خلال مؤلفات ومقالات ولقاءات اعلامية مختلفة الوسائط الحديث ومن خلال مشاركته في المنتديات الفكرية في مواسمها على مدار السنة هنا وهناك.
• والأستاذ مصطفى الشريف في المشروع الذي يعرضه يريد ان يتلقى ردود افعال ووجهات نظر أهل الذكر حول كيفية التصدي للحملات المغرضة والشبهات والافتراءات مضافا اليها بيان حقيقة من أطلقوا على أنفسهم ويقدمون على انهم: المفكرون المسلمون الجدد !! Les nouveaux penseurs de l’Islam)) وكشف الخيط الرابط الجامع لهؤلاء فأكثرهم وغالبيتهم العظمى أبعد ما يكونون عن معرفة أبسط المعلومات عن الاسلام- الخيط الرابط الجامع بين هؤلاء المفكرين المسلمين الجدد !! هو زعزعة الثوابت فيما يتعلق بالقرآن الذي أخضعوه لانتقادات الهدف منها التشكيك في انه وحي من الله تكفل الله بحفظه (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) !! و كذلك نفس المنهج توخوه فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا هو معصوم ولا هو يوحى اليه!! كل ذلك يطرحونه جانبا ليلفقوا من خيالهم ما تختزله عقولهم من أفكار مسبقة مغلوطة يظهرون بها القرآن كنص مليء بالتناقض والاختلاف والرسول صلى الله عليه وسلم في اسوأ مظهر مما لا يليق بمن هم دونه من الرجال العاديين فضلا عمن أدبه ربه فأحسن تأديبه وعصمه من كل زلل واوحى اليه بما جعله لا ينطق عن الهوى!!
• مشروع الأستاذ مصطفى الشريف في هذا العمل العلمي الذي يروم انجازه باللغة الفرنسية تشتد اليه الحاجة فالسيل الجارف من المادة المكتوبة باللغة الفرنسية: كتبا ومجلات وجرائد فضلا عن الوسائط الجديدة حول الاسلام أغلبه لا يعطي الصورة الحقيقية للاسلام، دين التسامح والتعايش، دين الوسطية والاعتدال، دين الأصالة والتفتح، دين الواقعية والشمول، دين المراعاة والاعتبار لعاجل حياة المسلم والجماعة، دين الامن والسلام والمحبة لكل بني الانسان مهما اختلفت أصولهم وأجناسهم وألوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم، دين الناس أجمعين (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم)
• مشروع الأستاذ مصطفى الشريف الذي مهد له بمؤلفات أنجزها في السنوات الماضية باللغة الفرنسية التي يمتلك ناصيتها سدت فراغا وقدمت إجابات ضافية على عديد التساؤلات والانشغالات مشروع جدير بأن تتظافر الجهود من اجل انجازه وإبرازه في حيز الواقع ففي ذلك خدمة جليلة للاسلام والمسلمين في هذا الظرف الذي يمر به المسلمون في ديار الاسلام وخارج ديارالاسلام