تعريف موجز بالشيخ الاكبر محي الدين ابن عربي
محيي الدين بن عربي : هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم يليبابي
ولد في السابع عشر من رمضان سنة 560 هيب مدينة مرسية من بلاد الأندلس. كان أبوه من كبار الفقهاء والمحدثين له قدم راسخ في التصوف والزهد وتولى جده قضاء الأندس
بعث به والده عندما انتقل إلى اشبيلية إلى الفقيه أبي بكر بن خلف. وقبل أن يتم محيي الدين العاشرة حفظ القرآن الكريم ونبغ في قراءته وأصبحت له أفهام لمعانيه مما جعل والده يرسل به إلى طبقة من العلماء المبرزين في عهده والذين نذكر منهم: ابن زرقون والحافظ ابن الجد وأبا الواليد الحضري وأبا الحسن بن نصر وغيرهم. ولم يكتف ابن عربي بالتلقي على هؤلاء العلماء الأعلام بل تردد على المدارس الفلسفية التي وجدت بعض أرائها هوى في نفسه وكعادة أمثاله من النابغين النابهين قفل مسافرا إلى الشرق مارا بسبتة وتونس.
ابن عربي على شيوخها
التقى بعلمائها وناظر تونس وفي فقهاءها وتلقى عن كبار مشائخ الصوفية فيها وبالأخص سيدي عبد العزيز المهدوي الذي بنيت بينه وبين الشيخ محيي الدين بن ¯ علاقات ود وتشاور وتناصح وتبادل للرأي حتى بعد رحيل ابن ¯ إلى الشرق. وقد امتدت إقامة محيي الدين بن ¯ من سنة 590 ه إلى سنة 598 ه وهي السنة التي وصل فيها bergabung di مكة المكرمة أين التقى بشيخ فارسي جمع في توسعه العلمي بين المعقول والمنقول وبليغ العبارة ودقيق الإشارة والى هذا الشيخ وابنته التي تدعى نظام والتي فتن بها محيي الدين التصريح والتلميح الوارد في ديوان ترجمان الأشواق.
من مكة تبدو فتوحات ابن عربي
وفي مكة المكرمة ألف محيي الدين بن عربي كتابه الموسوعة "الفتوحات المكية" والذي ضمنه ابرز آرائه ومختلف أفكاره. ثم رحل إلى الموصل حيث تلقى تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد الله ابن جامع، ومن هناك رحل إلى القاهرة حيث اجتمع بكبار الصوفية وأعلن مبادئه التي أثارت بعضها حفيظة المشائخ والفقهاء الذين ألبوا عليه الناس ومن بأيديهم السلطة وكادت هذه الفتنة أن تذهب بحياته لولا أن تمكن من الفرار إلى مكة ومنها رحل إلى تركيا حيث أكرم وفادته أميرها السلجوقي وتزوج من والدة أحد تلاميذه: صدر الذين القينيوي ورحل بعد ذلك إلى أرمينية ثم إلى بغداد حيث التقى بالصوفي الكبير عمر السهروردي ويعود بعد ذلك إلى مكة حيث لم يطل مقامه فيها حيث استغل البعض أشعاره الرمزية وأقواله الفلسفية وإشاراته الروحية الباطنية ليظهروه في مظهر المتهتك المستهتر وتولى محيي الدين بن عربي الرد بنفسه على هذه التهم مما جعل الكثير من هؤلاء المتحاملين يتراجعون ويندمون ويعتذرون
وتنتهي سفرات محيي الدين بن عربي بالمقام في دمشق حيث أكرم من طرف أميرها وقضى بقية سنوات حياته يؤلف الكتب ويتلقى طلاب العلم وينشر أفكاره في امن وطمأنينة إلى أن وافته المنية في الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 638 هـ الموافق لسنة 1240م رحمه الله واسكنه فراديس جنانه.
أهم مؤلفات محيي الدين بن عربي: القليل منشور والكثير مخطوط
(الفتوحات المكية) و(فصوص الحكم) و(ترجمان الأشواق) و(الرسائل) و(محاضرات الأبرار...) و(مشاهد الأسرار القدسية) و(الأنوار) و(إنشاء الدوائر) و(تحفة المسافر) و(التجليات الإلهية) و(الرسائل الإلهية) و(مواقع النجوم) و(كتاب الأخلاق) وغير هذه الكتب والرسائل طبع القليل منها محققا ونشر البعض الآخر في حين ما يزال الأكثر من آثار محيي الدين بن عربي في المكتبات العامة والخاصة مخطوطا ينتظر الانكباب عليه من طرف الباحثين والدارسين سيرا على درب كبار المستشرقين والمعتنين بالثقافة الإسلامية من الغربيين الذين يرجع الفضل إليهم في التعرف على عطاءات وإبداعات محيي الدين بن عربي وأمثاله من عباقرة الثقافة الإسلامية الذين ما تزال إلى اليوم آراؤهم وأفكارهم تأخذ بألباب كبار الباحثين والدارسين والفلاسفة والمفكرين من خارج ديار العرب والإسلام, وكثيرا ما جرت إبداعات ابن عربي والغزالي والجيلاني والسهر وردي والشاذلي المفكرين الغربيين إلى تغيير آرائهم وحتى اعتناق الإسلام.