القرآن وما يفكّر فيه الغربيّون
المحتويات القرآن وما يفكّر فيه الغربيّون القرآن لا يمكن أن يكون إلا من (...) محمد الأمين لا يمكن أن يكون (...) “أعتقد أن هذا لا يمكن أن يأتي (...) وحي جلي منزل مع حقائقه هذا الكاتب غريب يصف لنا الماضي “إن الأمر يتعلق بوصف لأصل (...) القرآن وما يفكّر فيه الغربيّون في غمرة الاهتمام الكبير بالإسلام عموما والقرآن الكريم ورسول الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خصوصا تصدر بنسق متسارع بمختلف اللغات كتب ودراسات متفاوتة الأحجام من كتاب الجيب والكتاب المؤلف للأطفال إلى الأطروحات وأعمال الندوات بلوغا إلى الموسوعات المختصة. إنها مادة فكرية تتفاعل معها الساحة الثقافية رغم أن المواكبة لها من قبل المسلمين: أفرادا وهيآت لا تزال متواضعة ومحدودة ومع ذلك فإن بعض الكتاب المسلمين يحاولون في وسط هذا الخضم أن يدلوا بدلوهم وأن يصوبوا ما يمكن تصويبه وأن يزيلوا ما يمكن إزالته من الشبهات والأخطاء، ذلك ما قام به الدكتور حبري بوسروال في كتابين أصدرهما ضم فيهما ما يفكر فيه الغربيون في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي القرآن الكريم. Mouhammed et ce que pensent les occidentaux Le coran et ce que pensent les occidentauxكتابان حشر فيهما الدكتور حبري بوسروال شهادات موثقة لفئات عديدة في الغرب: مؤرخين وأدباء وشعراء ورجال سياسة وعلماء ورجال إعلام وغيرهم، إنها شهادات إنصاف ونتائج بحث وتمحيص متجرد انتهى إلى الإصداع بالحقيقة وسط حملة تشويه متعمد وغير متعمد للإسلام ولرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام وللقرآن، مثل هذه الكتابات والشهادات المنصفة تمضي دون أن تجد من يشيعها ويذيعها وينشرها بين الناس حتى يتبين الحق من الباطل والصواب من الخطأ. في الغرب عقلاء ومنصفون وباحثون عن الحقيقة ومن الخطأ التعميم والقول بأن كل الغرب معاد للإسلام متحامل على المسلمين!! بل لا نجازف ولا نبالغ إذا قلنا أن الغالب على الناس في الغرب هو البحث الدائب والذاتي الشخصي عن الحقيقة وكثيرا ما يصل هؤلاء الباحثون عن الحقيقة إلى مبتغاهم ومرادهم بل الكثير منهم ينتهي به الأمر إلى اعتناق الإسلام وإعلانه وتحمل التبعات على هذا الموقف وهؤلاء بالآلاف وكل يوم وفي كل بلدان الغرب دون استثناء لم يدفعهم إلى ذلك إلا اقتناعهم الذي لا إكراه فيه ومن أين يأتي الإكراه والحرية في الغرب ليس لها حد؟ وهنا نتساءل بكل مرارة وأسف ماذا فعل المسلمون من أجل أن يعرفوا بحقائق دينهم ونبيهم وكتابهم؟! قليل وقليل جدا والأنكى والأمر تلك الصورة السيئة الباهتة القاتمة لتصرفات المسلمين في ديار الإسلام وخارجها والتي تكاد تتعارض كليا مع ما يدعو إليه الإسلام ويرشد إليه يهديه القويم سيد الأنام عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك فإن مجهودات بعض المخلصين وهم قلة تأبى إلا أن تشق طريقها وتجد موقعها والتي منها الكتابان اللذان أصدرهما الدكتور حبري بوسروال: ما يفكر فيه الغربيون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم. وكتاب “Le coran : et ce que pensent les occidentaux” ضم بين دفتيه مقدمة ومقتطفات لآيات من القرآن الكريم حول كتاب الله ثم نقرا العناوين التالية : القرآن ورجال الكنيسة ص25 القرآن والمترجمون ص31 القرآن ورجال العلم (العلوم الصحيحة) ص49 القرآن والكتاب ص69 القرآن والمؤرخون ص113 القرآن ورجال الإعلام ص143 القرآن في المعاجم ص147بالإضافة إلى خاتمة كل ذلك في مائة وسبعين صفحة من الحجم العادي واستعراض كل مضامين هذا الكتاب لا يسعه حيز مقال ولذلك نكتفي بإيراد بعض شهادات رجال العلم (العلوم الصحيحة أو الدقيقة). القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند الله * يقول الأستاذ تاجاتا تاجاسون Tajata Tajasson وهو رئيس قسم الجراحة الجينية في جامعة شونق ماي في تايلاندا وعميد كلية الطب في نفس الجامعة. ... لقد قدمت في بحوثي وأنا مقتنع بها أن كل ما قيل في القرآن منذ 1400 سنة لا يمكن أن يكون إلا صحيحا ويمكن إثباته بالوسائل العلمية ذلك أن النبي محمد لا يعرف القراءة ولا الكتابة. إننا إذن في محضر رسول جاء بهذه الحقيقة، جاءته بواسطة وحي الهي من الخالق العالم بكل شيء وهذا الخالق ليس إلا الله لأجل ذلك فقد حان الوقت بالنسبة إلى الإعلان أنه لا اله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسوله. (الصفحة 51) * الأستاذ ألفرد كرونر Alfred Croner وهو من كبار العلماء في الجيولوجيا ومعروف في الأوساط العلمية بمواقفه النقدية للنظريات المتقدمة جدا لكبار الجيولوجيين يقول: "لقد كان رسول الله من أهلا البادية (وهو الغالب على أهل الجزيرة) أعتقد أنه كان بالنسبة إليه مستحيلا أن تكون لديه معلومات حول بداية التكون للطبيعة فالعلماء لم يتوصلوا إلى هذه الاكتشافات إلا في السنوات الأخيرة وبوسائل في غاية الدقة وبتقنية متطورة. وبعد بحث جدي ومعمق حول العلم والقرآن فإن ألفرد كرونر اختار راضيا الاعتراف بأن محمدا صلى الله عليه وسلم النبي الأمي لا يمكن أن يكون مؤلف القرآن ولا هو المصور لما جاء في القرآن حول الأصل الوحيد لهذا العالم وبالأسلوب الآتي (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) سورة الأنبياء الآية30. محمد الأمين لا يمكن أن يكون إلا نبيا إن الأستاذ كرونر احتفظ بهذا المثال لهذه الآية المدققة ليؤكد أن هذه الدقة لا يمكن أن يأتي بها محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يأتي بها من معارف الإنسانية في عصره وقال (إن إنسانا لا علم له كليا بالفيزياء النووية قبل ألف وأربعمائة سنة ليس في مستطاعه في نظري أن يكتشف بمنطقه أن الأرض والسماوات لها نفس الأصل وكذلك قضايا أخرى يمكن أن نبحثها) الصفحة 53. ويقول جيلي سمسون (USA) Jely Sumson (إن الوحي يمكنه أن يقود مسيرة العلم) ويقول يوشودي كوزان Youchdi Kozane (japon) (إن قراءتي للقرآن تمكنني من أن أجد في أبحاثي حول العالم طريقا نحو المستقبل). يقول الأستاذ يوشودي مدير المرصد طوكيو العلمي يقول (إن القرآن يتطرق لكل العالم لا يخرج عن نطاقة شيء، لا يمكن، إنه مستحيل أن يكون القرآن من صياغة محمد الأمي كما كان والذي ليس له لا الوسائل المادية ولا أي من المعارف العلمية الحالية... قبلنا بحث علماء الفضاء المعاصرون الجزئيات السماوية، لقد ركزنا كل جهودنا من أجل ملامسة لغز الجزئيات الصغيرة جدا. استعمال المراصد مكننا من مشاهدة ومتابعة الجزئيات السماوية الصغيرة، لأجل ذلك فإن قراءة القرآن تقدم إجابات عن الأسئلة تمكنني من أن أجد لأبحاثي حول العالم طريقا نحو المستقبل) ص54. يقول الله تبارك وتعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) الآية 53 سورة فصلت. “أعتقد أن هذا لا يمكن أن يأتي إلا من عند الله” الأستاذ هاي Heiye (USA) الأستاذ هاي HEIYE هو أحد علماء المحيط المشهورين في الولايات المتحدة لننظر ماذا سيقول بعد قراءة هذه الآيات بسم الله الرحمان الرحيم (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) الآيتان 19 و20 سورة الرحمان أجاب: أرى ملفتا للانتباه أن تكون هناك آيات في القرآن فيها مثل هذه المعطيات، ليس لدي أية طريقة تمكنني من معرفة أسسها ولكنني أعلم أنه حقيقة من الملفت للانتباه أن نجد مثل هذه المعلومات وينبغي أن يتواصل البحث لاكتشاف ما تعنيه مثل هذه المقاطع. وأضاف “نعم إنه العلم الإلهي المنزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم”. * “نعم الأمر يعني أنه وحي” * مارشال جونسون MARCHAL JOHNSON (USA) الأستاذ مارشال جونسون رئيس قسم الجراحة ومدير معهد دنيال في جامعة توماس جفرسون فيلادلفيا بالولايات المتحدة بسم الله الرحمان الرحيم (ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا) الآيتان 13 و14 سورة نوح وبعد قراءة الآية الأخرى بسم الله الرحمان الرحيم (...يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) سورة الزمر الآية 6 نعم! نستطيع أن نقول إن : لمحمد صلى الله عليه وسلم مجاهر عظيمة! يضيف : سنحت لي فرصة لحضور معرض للمجهر الأول المتكشف في العالم أنه لا يكبر أكثر من عشر مرات والصورة لا ترى بوضوح. لا، محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن له آلات ولا مجاهر فلا يبقى لنا إلا أن نقول أنه رسول من عند الله لنستنتج ما يلي: "نعم، إن الأمر يتعلق بوحي ولا أجد أية صعوبة وبتطابق مع منطقي لأقول إننا في حضور وحي إلهي. وحي جلي منزل مع حقائقه الأستاذ فان برسود كندا VAN BERSOUD CANADA هو رئيس قسم الجراحة في كلية الطب في مالهاوتن كندا “كما وصف لي أن محمدا كان رجلا تلقائيا لا يحسن القراءة ولا الكتابة لقد كان أميا ذلك الرجل الذي نتحدث عنه قبل ألف وأربعمائة سنة كان أميا ولكنه يورد أوصافا دقيقة وفي عمق لا يمكن تصوره وبدقة علمية. شخصيا لا أستطيع أن اعتقد أن الأمر هو مجرد صدفة (ذلك لا يكون علميا) هناك معطيات دقيقة ومثل الأستاذ”مور“. لا أجد أية صعوبة ولا تناقضا عقليا لأثبت أننا أمام وحي إلهي واضح وجلي منزل بحقائقه”. هذا الكاتب غريب يصف لنا الماضي والحاضر المستقبل الأستاذ بلمار أمريكا PR. PALMAIRE USA يصرح أحد كبار المختصين في الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية وكان رئيسا للجنة المكلفة بالاحتفال بمائوية الجمعية الأمريكية للجيولوجيين. “لقد قمت بأبحاث تهم تاريخ الحضارات القديمة في الشرق الأوسط لا أعلم أن هناك معلومات مثل هذه (التي في القرآن) إذ لم يكن هناك توثيق فإن ذلك يؤكد إيماني بأن الله أرسل عن طريق محمد مجموعة كبيرة من المعارف والعلوم التي لم نكتشفها إلا في العصر الحديث... وأننا نأمل في حوار متواصل فيما يتعلق بالعلم وفي القرآن في مجال الجيولوجيا”. * الأستاذ سياويدا Pr Siaouda (JAPON) مختص مشهور في الجيولوجيا البحرية فيسس اليابان إجابة على سؤال "القرآن والسنة يكتشفان سر الوجود الذي لم يتوصل إليه العلم ولم يكتشف إلا البعض منه في العصور المتأخرة وبأجهزة متطورة؟ قال: “هذا الأمر غامض جدا وفي حدود المعقول أعتقد أنكم على صواب هذا الكتاب الذي هو القرآن يستحق منا الاهتمام في هذه النقطة أنا اوافقكم” يقول الأستاذ اسمترونق : أحد رواد الفضاء الكبار في الولايات المتحدة وأحد كبار علماء النازاNASA “بكل مصداقية أنا مبهور كيف لأن بعض الكتب القديمة (القرآن) تبدو متطابقة مع علوم الفضاء العصرية”. “إن الأمر يتعلق بوصف لأصل الإنسان” قال الأستاذ قورونجر واشنطن Pr Goronger (Washington) أستاذ في كلية الطب جراح في جامعة جورج تاون في واشنطن بالولايات المتحدة. “إن الأمر يتمثل في وصف للنشأة البشرية منذ تكون الإختلاطات إلى أن تصبح مجموعة من الأعضاء. وهذا الوصف ودقائقه الواضحة والكلية في كل مرحلة من تكون الجنين كل ذلك وقبل 14 قرنا قبل أن تكتشف مختلف مراحل التكون البشري وينتهي إليها بواسطة المعارف العلمية”. تلك شهادات علماء أعلام من مختلف الأجناس والأديان ومن مختلف القارات (أوروبا وأمريكا وآسيا) من رجالات العلم في الطب والجيولوجيا وعلوم البحار والبيولوجيا وعلوم الفضاء من الأسماء اللامعة في العصر الحديث بل في السنوات ممن لا يزال البعض منهم على قيد الحياة، شهادات علمية منصفة لا يمكن اتهام أصحابها لا بالجهل والتمحل ولا بالتعصب والتزمت وإنما هي شهادات إنصاف واعتراف بالحقيقة، حقيقة أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. موريس بوكاي Maurice Bucaille طبيب فرنسي La bible, Le Coran et la science (Seghers) انكب الدكتور موريس بوكاي على الإسلام في محاولة لفهم الأسرار والخفايا من أجل إبلاغها لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة يورد إلينا ما يلي : (هنا أيضا عندما نواجه النص القرآني والمعطيات الجديدة كيف لا تلفت انتباهنا الدقة والتي لا يمكن أن نتوقع صدورها عن فكر إنسان عاش قبل ما يقارب الأربعة عشرة قرنا. إن المسلمين لا يعرفون ولا يدركون القيمة الحقيقية التي وضعها الله بين أيديهم والتي هي القرآن مصدر المعرفة التي لا حد لها. إن علماء الشرق وكذلك علماء الغرب ينحنون إجلالا أمام عظمة وعمق هذا الكتاب المقدس (القرآن) كلام الله سبحانه وتعالى المعجزة التي لا شبيه لها ولا يمكن مقارنتها بغيرها والخالدة المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم التي لا تنتهي ولا تنقضي، المعجزة الحية التي تأخذ بالباب المسلمين وغير المسلمين من كل الأجيال ومن كل الجنسيات وذلك إلى يوم القيامة بسم الله الرحمان الرحيم (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) آية 8 سورة الصف في كتابه “آراء حول القرآن” نشر Seghers سنة 1989 صفحة/6/ يقول الدكتور موريس بوكاي “على خلاف العهد القديم كما سنرى، نجد نداءات عديدة لاستعمال العقل من طرف الإنسان وكل ملكات الملاحظة والتحليل لظواهر الطبيعة وذلك في هدف ديني للإرادة الإلهية”. في الصفحة 169 "الأستاذ لاووست نبهني أولا إلى أن المترجمين للقرآن يجدون أنفسهم في وضعيات صعبة أن يبلغوا في لغة فرنسية معبرة بالنسبة إليهم وبالنسبة لقراءتهم جزئيات في مسائل معانيها العميقة لا يمكن التوصل إليها عندما لا تكون لدينا ثقافة علمية. وللنجاح في مثل هذا العمل لا بد أن يكون إلى جانبهم فيه معاونون قادرين على أن يوضحوا لهم المسائل العلمية التي يجهلونها. سأقدم مثالا لما كان يقول الأستاذ لاووست بآيات من القرآن الكريم. بسم الله الرحمان الرحيم (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) الآية 43 سورة العنكبوت وفي آية أخرى يعطينا مثالا يتعلق بالعلماء: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) الآية 9 سورة الزمر مثال آخر يفضل فيه الله سبحانه وتعالى العلماء: بسم الله الرحمان الرحيم (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) الآية 35 من سورة فاطر يقول موريس بوكاي Maurice Bucaille في كتاب أفكار حول القرآن Reflexions sur le Coran منشورات سقاس Edition Seghers 1989. (لا يفوتني أن انتبه أن نشرية تنتهي بالنتيجة الآتية : بالاعتماد على معارفنا حول تاريخ العلوم لا يمكن بشريا أن نتقبل أن رجلا في الزمن الذي كان يحكم فيه فرنسا الملك داقوبار (توفي سنة 629 بينما توفي محمد سنة 632) يمكن أن يأتي بمثل القرآن بالخصوص في مجال الطبيعة ويكون اعلم أهل الأرض). وفي الصفحة 173 وهكذا فقد نالني الشرف أن أتلقى دعوة من رئيس الأكاديمية الوطنية للطب (في فرنسا) يطلب مني أن أقدم قراءة أمام هذا الجمع الكبير وكان ذلك في 9 نوفمبر سنة 1976. كان عنوان محاضرتي “المعطيات الفيزيولوجية والجنينية في القرآن” (مجلة الأكاديمية الوطنية للطب مجلد 160 العدد 7 سنة 1976 الصفحات من 734 إلى 739) لم يرتفع أي صوت ليقدم أي اعتراض على ما قلت لقد اثبت أنه توجد في القرآن معطيات متطابقة مع ما انتهى إليه العلماء بعد ألف سنة من مجيء القرآن". وفي كتاب: التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء العلم لموريس بوكاي La bible le Coran et la science Maurice Bucaille منشورات سقاس 1976 Edition Seghers جاء في الصفحات 122 و123 و124 و125 (هذه الأوجه العلمية الخاصة بالقرآن فاجأتني في البداية لأنني لم أكن أعتقد إلى ذلك التاريخ أننا نستطيع أن نجد في كتاب حرر قبل أكثر من ثلاثة عشرة قرنا هذا العدد الكبير من الاستنتاجات التي تتعلق بمواضيع متنوعة تنوعا كبيرا ومتطابقة كليا مع المعارف العلمية العصرية. لم يكن لدي في البداية أي تصديق بالإسلام. لقد عالجت البحث في النصوص بعقلية متحررة من كل الأحكام المسبقة وإذا كان هناك من أثر علي إنما هو ما تلقيته في شبابي حين كنا لا نتحدث عن المسلمين وإنما عن المحمديين كل ذلك في إشارة إلى أن الأمر يتعلق بدين أسسه رجل ولا يمكنه حينئذ أن تكون له قيمة بالنسبة لله! ومثل كثير من الغربيين كان يمكنني أن أحتفظ عن الإسلام بنفس الأفكار المغلوطة والتي لا تزال منتشرة إلى وقتنا الحاضر بحيث أباغت بملاقاة-في خارج أوساط المختصين- أطراف متنبهين حول هذه النقاط. إني اعترف بأنه قبل أن احصل على صورة للإسلام تخالف تلك التي تلقيتها في الغرب كنت أنا أيضا في جهل كبير إن ما يشد الانتباه في نص يلامس لأول مرة (يقصد القرآن) هو كثافة وتنوع المواضيع التي يتطرق إليها (الخلق، الفلك، عرض مواضيع تتعلق بالأرض، بمملكة الحيوان والنبات والتوالد البشري بينما نجد في العهد القديم العديد من الأخطاء العلمية، هنا (يعني في القرآن) لا أجد ولو خطا واحدا الأمر الذي فرض علي التساؤل : هل أن إنسانا يمكن أن يكون مؤلفا للقرآن؟ كيف يستطيع في القرن السابع للميلاد أن يكتب ما يبدو اليوم متطابقا مع المعارف العلمية العصرية!؟ إذن لا شك أن ذلك مستحيل. إن النص الذي بين أيدينا اليوم للقرآن هو النص الذي كان في ذلك الزمان. أي تفسير إنساني يمكن إعطاؤه لهذه الملاحظة؟ في وجهة نظري الخاصة لا يوجد أي تفسير لذلك لأنه لا يعقل أن نتصور أن أحد أبناء الجزيرة العربية يستطيع في الوقت الذي كانت فيه فرنسا يحكمها الملك داقبار Dagobert يملك ثقافة علمية يمكن في بعض المواضيع أن تكون سابقة بعشرة قرون على ثقافتنا (الفرنسية) إنه من البين أنه في زمن تنزل القرآن الممتدة لحوالي عشرين سنة قبل الهجرة وبعدها (622 بعد الميلاد) إن المعارف العلمية لذلك العصر كانت في مرحلة جمود لعدة قرون وأن المرحلة المتطورة للحضارة الإسلامية بتقدمها العلمي الذي كان تابعا لها وجاء نتيجة لها وبعد نزول القرآن. ينبغي أن نترك جانبا المسائل الدينية لنكتشف ما يلي إذا كان يوجد في القرآن معطيات ذات صبغة علمية تلفت الانتباه إنما هو في سبقها على المستوى الزمني للعلوم العربية... تلك أيها القارئ شهادات إنصاف من عالم جليل وباحث جاد وطبيب جراح أوصله سعيه للوصول إلى الحقيقة للإدلاء بهذه الشهادات التي ضمنها في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء العلم) وفي كتابه (الإنسان من أين جاء؟) والذي رد فيه على نظرية النشوة والارتقاء، وكتاب (أفكار حول القرآن) وغير ذلك من الأبحاث والمحاضرات العلمية التي ألقاها في فرنسا وفي الولايات المتحدة والدول الأوروبية وفي البلدان العربية التي زارها ومنها بلدان المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس) والتي ألقى فيها محاضرات على منبر اللجنة الثقافية الوطنية وعلى منبر الكلية الزيتونية، فقد دعي بصفة رسمية من طرف وزارة الثقافة والتقى بأساتذة الجامعة التونسية وبالخصوص أساتذة وشيوخ الزيتونة في رحاب الكلية وقد كان عميدا لها آنذاك فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله، كما كان ضيفا في لقاء خاص في منزل الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله بمقرين فزاد ما قدمه في المحاضرات التي ألقاها بتونس إثراء وأجاب على أسئلة من كانوا مشدودين إليه من الشيوخ والأساتذة والأصدقاء، ويومها سئل هل اعتنق الإسلام؟ فأجاب بأنه مقتنع "تمام الاقتناع بأن القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله وأن سيدنا محمدا لا يمكن أن يكون إلا نبيا وقد تحقق بهذا الجواب المقصود من السؤال وبعد سنوات من هذه الزيارة ومن هذا العطاء العلمي الجاد والمنصف توفي الدكتور موريس بوكاي رحمه الله وأجزل مثوبته ونفع المسلمين والناس أجمعين بما تركه من بعده من آثار علمية تشهد له بالتجرد والموضوعية والإخلاص وهي أمور تسببت له في بعش الأوساط في متاعب وصعوبات تحملها بكل صبر وتفان جازاه الله خيرا.