من وحي ذكرى مرور75 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيرو شيما اين السلام في ديار الإسلام؟

من وحي ذكرى مرور75 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيرو شيما اين السلام في ديار الإسلام؟


تحل هذه الأيام ذكرى مرور75 سنة على تفجير القنبلة الذرية في هيروشيما باليابان والتي ذهب ضحيتها الاف الانفس البشرية في حين ظل يعاني اثار هذا التفجير النووي عشرات الالاف ممن كتب لهم ان يظلوا على قيد الحياة وان يظلوا يعانون الاعاقات الجسدية والتشوهات الخلقية فضلا عن الامراض النفسية والعقلية التي جعلتهم وجعلت كل من يعيشون حولهم من أهلهم واقاربهم في ماس واحزان لم تزدها الأيام الا شدة وحدة ولم تنحصر اثار التفجير النووي في هيروشيما على ذلك بل اثرت في كل الكائنات من نبات وحيوان وبقية مكونات البيئة من هواء وماء وتراب. انها جريمة شنيعة لم تشهد لها الإنسانية لها نظيرا ولا مثيلا في الضراوة والبشاعة والوحشية.

كلما حلت هذه الذكرى الأليمة ذكرى تفجير القنبلة النووية في هيروشيما في السادس من شهر اوت من سنة1945 الا وتجددت الاحزان خصوصا وان اثارها لم تمح رغم الجهود التي بذلت من طرف السلطات اليابانية على كل الأصعدة وفي كل المجالات والميادين ومع ذلك فان اثار الدمار لاتزال بادية يزيدها تشخيصا من لايزال على قيد الحياة من أولئك الذين شهدوا تلك الماساة او قل تلك الجريمة التي لاتغتفر في حق الإنسانية.

مرور75 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيروشيما اعادتني الى30 سنة مضت في سنة1990 فقد دعيت لحضور فعاليات احياء ذكرى مرور45 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيروشيما باقتراح من صديق الوالد الدكتور عبد الكريم سايتو رحمهما الله( وهو أستاذ جامعي ياباني اعتنق الإسلام وارتبط بعلاقة اخوة وصداقة تعود الى سنة1970 عند اجتماعهما في مؤتمر الدعوة الإسلامية الأول الذي دعا اليه الزعيم الليبي معمر القذافي رحمه الله و الذي تمخض عنه تأسيس جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي كانت لها طيلة العقود الماضية اليد الطولى في خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف ارجاء العالم افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية بالخصوص واروبا بما شيدته من مساجد ومدارس ومستشفيات ومعاهد وكليات ومراكز تكوين استفاد منها المسلمون وقد أنجزت كل ذلك بفضل رجلين امنا بأهمية خدمة الإسلام الخدمة الإيجابية التي تنفع العباد والبلاد وهما الزعيم معمر القذافي رحمه الله والأمين العام للجمعية العالمية للدعوة الإسلامية الدكتور محمد احمد الشريف ذلك الرجل الاستراتيجي المستنير حفظه الله وجازاه الله عن الامة ودينها).

بترشيح من الدكتور عبد الكريم سايتو رحمه الله دعيت لحضور تظاهرة احياء ذكرى مرور45 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيروشيما وقد ارسل الي برنامج هذه التظاهرة قبل اكثر من شهرين مدققا باليوم والساعة من الانطلاق من تونس الى العودة اليها بكل ما تضمنته هذه الرحلة من لقاءات وندوات وتنقل بين مختلف المدن المنكوبة والمعالم التي برمجت اللجنة المنظمة زيارتها وهي جامعات ومتاحف ومعابد دينية وكان الحاضرون والمشاركون من اتباع مختلف الديانات السماوية والوضعية وكنت مع مجموعة من الأساتذة من اندونيسيا وماليزيا وباكستان والعراق وغيرها نمثل الجانب الإسلامي وكان محور اللقاءات الحديث عن دور الأديان في نشر السلام في العالم والتعايش بين كل بني الانسان مهما اختلفت اديانهم في وئام والحيلولة دون نشوب الحروب المدمرة والتي تقف برهنة على وحشيتها هيروشيما التي وان اعيد اعمارها ولكن اثار هذا التفجير لاتزال بادية يروي ماسيها احياء رووا هول ما عاشوه وعاينوه وعرضوا ما لايزالون يعانونه من اثار التفجير النووي للمشاركين في تظاهرة احياء الذكرى45 لتفجير القنبلة النووية .

رغم مرور 30 سنة( اوت1990) فا نني في كل سنة وفي مثل هذه الأيام من شهر اوت تعود بي الذاكرة الى هيروشيما والتفجير النووي الرهيب والذي تمر عليه75 سنة ومع ذلك فان ذلك التفجير لم تنسيني السنوات الطوال ما شاهدته من اهواله الامر الذي رسخ القناعة والو عي لدي بأهمية السلام ومسؤؤلية كل الأطراف في الحفاظ عليه فا ما السلام واما الدمار والخراب والفساد في الأرض.

والانحياز الى السلام والوئام والتعايش بين كل بني الانسان واجب على كل من يحب الخير لنفسه ولغيره ودفعتني هذه القناعة الى ان ابحث بكل ما اوتيت من جهد في الموروث الثقافي والديني لكي ادلل على ان السلام هو قدر الانسان وان تجسيم السلام وتكريسه في واقع حياة الناس ينبغي ان يكون مهمة كل من يريدون الخير للجميع وان مسؤولية رجال السياسة والمفكرين والفنانين واهل الدين علماء من كهنة ورهبان واحبار وشيوخ أساسية واي استهانة بمخاطر تهديد السلم والامن عواقبها وخيمة ومخاطر ذلك ان الحرب ومايترتب عنها من ماس لاتفرق بين انسان واخر بسبب الفروق الدينية او العرقية او الاجتماعية فاما السلام واما الدمار والخراب.

ولقد رسخت هذه القناعة لدي بأهمية السلام ما شهد ته في العقود الثلاثة الماضية( من1990الى 2020) البلاد العربية والإسلامية من احداث إرهابية دموية وحشية سقط ولايزال ضحية لها الالاف من الانفس البشرية ولم يكن ذلك بتفجير قنبلة نووية كتلك التي القيت في هيرو شيما اليابانية بل باعتداءات إرهابية اقدم عليها اشخاص جندوا من طرف جهات مشبوهة للقيام بهذه العمليات الا جرا مية في المساجد والأماكن المقدسة والمدارس والساحات والا سواق واماكن تجمع الناس هكذا في إصرار على ان يكون ضحايا هذه الاعتداءات أكبر عدد ممكن لا يهم ان يكون من بينهم النساء والأطفال والشيوخ فالمهم هو لفت الأنظار و زعزعة الامن والاستقرار وجعل كال الجهود والإمكانات تسخر لمواجهة مخاطر الإرهاب عوض ان توجه الى التنمية والارتقاء بمستوى معيشة الناس بتوفير مختلف اسباب العيش الكريم.( مواطن شغل وسكن لائق وتعليم وخدمات صحية كشفت محدودية ما بذل فيها جائحة الكورونا).

ا ننا معاشر المسلمين بمثل ما نعبر في هذه المناسبة والذكرى الأليمة ذكر ى مرور75 سنة على تفجير القنبلة النووية في هيروشيما عن ادانتنا لكل ما يهدد السلام العالمي فا ننا مدعوون جميعا ساسة ومفكرين وبالخصوص اهل ذكر من شيوخ وفقهاء بالخصوص الى إعطاء قيمة السلام ما تستحق من العناية والاهتمام لتترسخ القناعة بها لدى كل فئات المجتمع وبالخصوص فئة الشباب التي استهدفت في السنوات الأخيرة وجندت لتكون وقود هذ المعركة الوهمية الملبسة بالدين والدين منها براء والتي نفذت ولاتزال اجندات مشبوهة تحت شعار الربيع العربي وما هو بربيع وكيف يكون ربيعا ما يجري في الساحة العربية على امتدادها وكل يوم تقض مضا جعنا اخبار القتلى والجرحى من ضحايا العمليات الإرهابية الوحشية التي يضرب عرض الحائط من يخططون لها ومن ينفذونها عن غير وعي بعشرات النصوص المحكمة من الكتاب العزيز والسنة النبوية الداعية الى الدخول في السلم( يا ايها الذين امنو ا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) و التي تعتبر قتل نفس واحدة هو كقتل الناس جميعا( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكا نما قتل الناس جميعا) .

فالسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى والسلام هو تحية المسلمين والسلام هو احد أسماء الجنة التي هي دار السلام ودعاء المسلم الما ثور هو ما يردده لسانه( اللهم انت السلام ومنك السلام فادخلنا الجنة دار السلام). *افبعد هذا البيان يجوز للمسلم ان لا ينحاز الى السلام يمارسه في حيز الواقع مع اخوانه في الدين وفي الوطن وفي الإنسانية بكل مكوناتها العرقية والدينية امتثالا لقوله جل من قائل( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم).



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.