فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون:الأجوبة التونسية على الأسئلة الباريسية القسم الأول: من فقه الصلاة
حكم مسّ المصحف * السؤال الأول:هل ينبغي لقارئ القرآن الكريم من المصحف الشريف أن يجدد وضوءه عندما ينتقض حتى يتمكن من مواصلة القراءة من المصحف الشريف؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم إن قراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف لا تجوز إلا بطهارة صغرى وهي الوضوء الاصغر فإذا انتقض وضوء القارئ من المصحف الشريف واراد أن يواصل القراءة من المصحف فانه يجب عليه أن يتوضا من جديد وذلك لقوله تعالى (انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الآيات 77، 78، 79 من سورة الواقعة ولما في صحيفة عمرو ابن حزم أي الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم المذكور (لا يمس القرآن إلا طاهر) رواه الامام مالك رحمه الله في موطئه. السن التي تجب فيه الصلاة السؤال الثاني:بداية من أي سن تجب الصلاة على الابن والبنت؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن السن التي تجب فيها الصلاة على الابن والبنت هي غير محددة بالسنوات بل تعرف هذه السن بظهور علامات على الابن أو البنت وهذه العلامات هي انبات الشعر الاسود الخشن حول فرجي الولد والبنت ومنها الاحتلام وتزيد الفتاة بجريان العادة الشهرية أو الحمل فان لم تظهر على الولد أو البنت علامة من هذه العلامات التي ذكرتها وقد بلغ عمر الفتى أو الفتاة ثماني عشرة سنة فانها تجب عليهما الصلاة والصوم وكل التكاليف الشرعية. والخلاصة إن الابن أو البنت إذا ظهرت عليهما علامة من علامات البلوغ التي تقدم ذكرها عندما لم تظهر على الابن أو البنت علامة من علامات البلوغ المبكر من شعر اسود خشن واحتلام وعادة شهرية فهذه هي السن التي ذكرها الفقهاء الدالة على بلوغ الابن أو البنت والتي يجب على الابن أو البنت عند بلوغها القيام بالصلاة والصوم وغيرهما من التكاليف الشرعية. والله الموفق. حكم طهارة مكان الصلاة * السؤال الثالث: كيف تتصور طهارة المكان بالنسبة للمصلي في مكان العمل؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم ان المطلوب من المصلي في مكان العمل أن يكون محل وقوفه في القيام للصلاة وسجوده فيها طاهرين من البول والعذرة أي فضلة الإنسان والقط والكلاب والخمور المراقة على الأرض ولا يضر تلوث المكان بالزيوت الطاهرة والبنزين إلا إذا كان الإنسان مضطرا إلى القيام بالصلاة في مكان العمل وليس لديه ثوب طاهر يفرشه فيصلي عليه. حكم تاخير صلاتي الظهر والعصر * السؤال الرابع: هل يجوز للعامل تاخير صلاتي الظهر والعصر إلى وقت عودته إلى محل سكناه علما بان طبيعة العمل وتواصله وعدم وجود اماكن مخصصة للوضوء والصلاة تجعل اداء صلاتي الظهر والعصر كلا منهما في وقتها المحدد شرعا امرا غير ميسور؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم إن صلاتي الظهر والعصر هما من الصلوات المشتركات الوقت وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فالظهر والعصر هما مشتركا الوقت فإذا لم يتمكن الإنسان من أداء صلاة من هاتين الصلاتين في وقتها المحدد لها شرعا إلا في وقت احداهما المحدد لها شرعا فانه يجوز له إن يجمع بينهما تقديما أو تاخيرا فيصليهما في وقت واحداهما المحدد لها شرعا فيصلي العصر على اثر صلاة الظهر ويجوز للانسان أيضا أن يؤخر صلاة الظهر فيصليها في وقت العصر لكن يقدم صلاة الظهر على صلاة العصر لان الترتيب بين الصلاتين المشتركتي الوقت واجب شرط بحيث لا تصح الثانية إلا بتقديم الأولى عليها وكذلك الحكم في صلاتي المغرب والعشاء انه يجوز للانسان إن يجمع بينهما في وقت احداهما المحدد لها شرعا تقديما أو تاخيرا كما تقدم في صلاتتي الظهر والعصر وجمع التقديم والتاخير هذا في صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء إنما هو قياس على المسافر سفرا تقصر فيه الصلاة وقد جد به السير أي السفر وهذا في حق العامل وغيره وكل من لم يتمكن من أداء كل صلاة من هذه الصلوات الاربع في وقتها المحدد لها شرعا. والله الموفق. حكم تقديم صلاة الصبح * السؤال الخامس: هل يجوز تقديم صلاة الصبح عن وقتها لمن يخرج من بيته للعمل قبل حلول وقت صلاة الصبح وكيف يفعل؟ الجواب: لا يجوز تقديم صلاة الصبح عن وقتها المحدد شرعا وهو طلوع الفجر الصادق الذي ينتشر في الافق يمينا وشمالا للناظر فصلاة الصبح قبل وقتها المحدد لها شرعا هي صلاة باطلة لا تقبل من صاحبها وأما تاخير صلاة الصبح عن وقتها المحدد لها شرعا فالصلاة صحيحة غير أن مؤخرها عن وقتها المحدد لها شرعا هو آثم ثم إلا إذا كان تاخيرها لضرورة شرعية من نوم أو نسيان ونحوهما. والله الموفق. حكم تقديم صلاة العشاء * السؤال السادس: صلاة العشاء في الصيف تصل إلى حدود منتصف الليل الأمر الذي يتسبب في مشقة كبيرة خصوصا للاطفال الصغار والعاملين في الصباح الباكر فهل يجوز تقديم صلاة العشاء إلى وقت المغرب أو انتشار الظلام؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم إن لصلاة العشاء وقتين اختياري وضروري فوقتها الاختياري يبتدئ من مغيب الشفق من جهة غروب الشمس ويمتد إلى آخر الثلث الأول من الليل وسمي الوقت اختيارا لان المكلف مخير في أداء الصلاة في أول وقتها الاختياري أو وسطه أو آخره وأما الوقت الضروري بالنسبة لصلاة العشاء فيبتدئ من أول الثلث الثاني لليل ويمتد إلى طلوع الفجر ولا يجوز للمكلف تاخير الصلاة إلى وقتها الضروري عشاء أو غيرها إلا لاصحاب الضرورات الشرعية من نوم أو نسيان أو سفر أو غيرها والله الموفق. حكم ترك صلاة الجمعة * السؤال السابع: ماذا يفعل من لا يستطيع أداء صلاة الجمعة نظرا لعدم وجود المسجد في مكان العمل وعدم وجود متسع من الوقت بالنسبة للعامل؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم ان صلاة الجمعة واجبة على من ليس له عذر شرعي يتعذر معه الحضور إلى صلاة الجمعة حتى ولو كان هناك جامع جمعة خصوصا العمال الذين لا يعطلون يوم الجمعة ولا يسمح لهم مديرو المؤسسات بالذهاب إلى أداء صلاة الجمعة وذلك قياسا على المريض والمسافر وغيرهما ممن قال فيهم فقهاء الإسلام يجوز لهم التخلف عن صلاة الجمعة والله الموفق. حكم قضاء الفوائت وصلاة الجماعة * السؤال الثامن: من كان عليه قضاء صلاة من الصلوات هل يبدا بقضاء ما عليه من صلاة أم يصلي مع الجماعة؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم إن من كان عليه قضاء صلاة من الصلوات ودخل المسجد فوجد المؤذن يقيم الصلاة غير الصلاة التي هي قضاء في حق صاحبها فانه يدخل مع الجماعة ويصلي الصلاة التي اقيمت بنية أداء الصلاة التي اقيمت ثم يقضي الصلاة الفائتة وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) رواه الامام مسلم في صحيحه، وفي موطا الامام مالك رحمه الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمان انه قال سمع قوم الاقامة أي إقامة الصلاة فقاموا يصلون أي يصلون النوافل فخرج عليهم رسول الله صلى اله عليه وسلم وقال اصلاتان معا اصلاتان معا؟ رواه مالك في الموطا ج1/ص128. حكم صلاة الجنازة على تارك الصلاة * السؤال التاسع: ما حكم صلاة الجنازة؟ وهل تجوز الصلاة على من مات وهو تارك للصلاة؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم ان صلاة الجنازة على من مات من المسلمين هي فرض كفاية وقيل سنة مؤكدة كفاية والمشهور أنها فرض كفاية وفرض الكفاية أو السنة المؤكدة الكفائية هي إذا قام بها بعض المسلمين سقط الطلب عن بقيتهم ممن علم بموت الميت ولم يحضر للصلاة على الميت لكن من لم يحضر للصلاة على الميت مع علمه بموته ووقت الصلاة عليه ودفنه يفوت اجرا كبيرا، قال صلى الله عليه وسلم (من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر والقيراط كجبل احد) رواه الامام مسلم في صحيحه هذا مع العلم أن تارك الصلاة واستمر على تركها إلى إن مات فهو محكوم باسلامه إذا كان مقرا بالشهادتين (أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله) ومقرا كذلك بوجوب الصلاةغير أنه ترك الصلاة كسلا وتهاونا فهو مسلم عند أصحاب المذاهب مالك أبي حنيفة والشافعي رحمهم الله تعالى ولذلك يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويرثه ورثته المسلمون أما إذا كان منكرا لوجوب الصلاة فهو كافر مرتد عن الإسلام فلا يغسل ولا يكفن الكفن الشرعي ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يرثه ورثته المسلمون فإن كان في بلاد الإسلام فما له يرجع إلى بيت مال المسلمين والله اعلم. حكم استعمال جلد الخنزير * السؤال العاشر: ما هو حكم الشرع في الملابس التي تأخذ في الاصل من جلد الخنزير بعد أن يدبغ ويستصلح؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم ان جلد الخنزير نجس نجاسة عينية لا تجوز الصلاة به وذلك في كل المذاهب الاربعة فهو مستثنى من ما دل عليه الحديث النبوي الشريف وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إذا دبغ الاهاب أي الجلد فقد طهر) رواه البخاري ومسلم نعم إذا كان لا يتحلل منه شيء بعد أن يدبغ ويستصلح واضطر المسلم للبسه للوقاية من البرد فانه يجوز له لبسه لأن الضرورات تبيح المحظورات إذا لم يوجد من الثياب غيره مما يقي من البرد أما الصلاة به أو عليه فلا تجوز بحال والله اعلم. تولى الإجابة على هذه الأسئلة فضيلة الشيخ محمد الحبيب النفطي
