شيخ الأزهر لمارين لوبان: الاسلام واحد وهناك مسلمون معتدلون وهم الغالبية وهناك قلة قليلة من المتشددين
تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبر اجتماع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بزعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان وثار بعد ذلك جدل حول هذا اللقاء الأول من نوعه نظرا لما عرفت به لوبان من مواقف عنصرية وعدائية للاسلام والمسلمين والذين اعتبرتهم في الحملات الانتخابية أخطر على فرنسا من النازية فقد شنت حملات ضارية على انتشار المساجد في المدن الكبرى والصغرى وقيام المصلين بأداء شعائرهم في الشوارع والمساحات المحيطة بأماكن اداء العبادات خصوصا في صلاة الجمعة والعيدين والتراويح في رمضان كما شنت حملات على اللحم الحلال الذي يشترطه اولياء التلاميذ المسلمين في المبيتات والمطاعم المدرسية الى غير ذلك من القضايا الحارقة التي ما تنفك تثيرها وسائل الاعلام الفرنسية المكتوبة والمسموعة والمرئية. • مارين لوبان هذه هي التي طلبت مقابلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة زيارتها الى مصر في الفترة الأخيرة • كانت ردود الفعل متباينة ومتعارضة حيث أنكر البعض على شيخ الأزهر الذي يعرف مواقف مارين لوبان العدائية للاسلام والمسلمين و استقباله لها !! • ولكن من يعرف الدكتور أحمد الطيب ومن تابع مسيرة حياته لا ينكر عليه ما فعل فالرجل وهو ابن الأزهر الذي تدرج في مراحل التلقي والتحصيل مرحلة بعد أخرى الى ان تخرج منه بأرفع الشهادات العلمية الأزهرية والتي أكملها وأثراها بشهادة دكتوراه من إحدى الجامعات الفرنسية ثم باشر التدريس في كليات الأزهر وشقيقاتها في البلدان العربية والاسلامية ثم توليه عمادة إحدى كليات الأزهر ورئاسة جامعة الأزهر، وتولى قبل مشيخة الأزهر خطة الافتاء في مصر، وهو الى جانب ذلك ابن ساحة الشيخ الطيب في الصعيد المصري وهي ساحة الإخاء والمحبة والتعايش والتسامح والسلام، قيم تشربها الشيخ أحمد الطيب وتشبع بها بدون مركبات وبدون عقد وباعتزاز بثوابت الاسلام التي لا يتزعزع عنها قيد أنملة • انه يحاور الآخر من موقع الند للند في كنف الاحترام المتبادل ولم يتردد الشيخ أحمد الطيب بمجرد توليه مشيخة الأزهر عن ايقاف حلقات الحوار بين الأزهر والفاتيكان الى ان توضع لها أسس صحيحة للموضوعية والمصداقية وكذلك لا ننسى مواقف الشيخ أحمد الطيب المشرفة من الطائفية المتعصبة لبعض الفرق الإسلامية التي تتعمد النيل من الصحابة وامهات المؤمنين !! • استقبل الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر مارين لوبان بطلب منها ليسمع تساؤلاتها واستفهاماتها ولتستمع منه للأجوبة المقنعة وهو الذي يتقن اللغة الفرنسية (فهو جامعي أزهري أعد أطروحته في جامعة فرنسية) وهو ليس في حاجة الى من يترجم أفكاره واراءه لمارين لوبان • أعتقد ان مارين لوبان قد سمعت من أرفع شخصية علمية في العالمين العربي والاسلامي الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر ما وضع فيه النقاط على الحروف (بأنه ليس هناك شيء يسمى بالاسلام السياسي أو الاسلام المتطرف، فالاسلام واحد وانه هناك مسلمون معتدلون وهم الغالبية وهناك قلة قليلة من المتشددين ولا ينبغي ان نحاكم الدين بتصرفات المنتسبين اليه فاننا ان فعلنا ذلك يمكن ان ندين المسيحية بما ارتكبته الحروب الصليبية من جرائم ضد الانسانية وبالمجازر التي ارتكبتها محاكم التفتيش باسبانيا باسم المسيحية) • شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يقصده اليوم الجميع رؤساء الدول (فعل ذلك هولاند في الرياض عند حضوره جنازة الملك عبد الله) فعل ذلك وزراء خارجية النمسا وايطاليا والبلدان الاسكندنافية فضلا عن كبار المسؤولين الآسيويين (هنود صينيون يابانيون) الجميع يستنجد بالأزهر كهيئة علمية دينية عريقة هيأت لها الأقدار فرصة التواصل وعدم الانقطاع • لقد عرف الأزهر بالوسطية والاعتدال وتحمل المسؤولية في مواجهة التعصب والتزمت والتطرف والارهاب بجرأة ومصداقية مقابلة مارين لوبان لشيخ الأزهر يمكن ولم لا ان تصحح لها مفاهيمها الخاطئة عن الاسلام والمسلمين وعلى كل فلا يمكن لشيخ الأزهر ان يغلق باب مكتبه أمام اي راغب في الاجتماع به خصوصا من الساسة ورجال الإعلام ممن يخوضون بغير علم في قضايا الاسلام والمسلمين
