الإسلام براء من الإرهاب حرام في تعاليمه الترويع وسفك الدماء

الإسلام براء من الإرهاب حرام في تعاليمه الترويع وسفك الدماء


نشطت قبل سنوات هيآت عديدة وشخصيات دينية رفيعة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية وصدرت عنها بحوث ودراسات وبيانات وتوصيات تملأ رفوف المكتبات الخاصة والعامة وكنا نمني الأنفس أن تكون هذه المادة العلمية المدققة المحققة أرضية صلبة ومنطلقا لكل ما يروج وينشر بين الناس بمختلف الوسائل، يلتزم به الجميع تجسيما فعليا في الواقع والممارسة للآيات المحكمات الواردة في الكتاب العزيز الذي هو وحده ودون سواه المرجع الذي يحتكم إليه بحكم حفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فهو حبل الله المتين وهو السراج المنير وهو العروة الوثقى. *فآيات القرآن الكريم تنطق بأفصح وأبلغ بيان بأن أمة الإسلام، أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هي أمة واحدة (وان هذه أمتكم أمة واحدة...) *هذه الأمة ربها واحد ونبيها واحد وكتابها واحد وقبلتها واحدة المتفق فيه بينها هو الأغلب والأكثر والمختلف فيه هو الأقل وهو الثانوي الذي لا ينبغي أن يفسد للود قضية. *الرابطة بين أفراد هذه الأمة هي رابطة الأخوة التي لا فضل فيها لأحد على الآخر إلا بالتقوى التي لا يعلم حقيقتها إلا الله الذي لا ينظر الى الوجوه ولا إلى الصور ولكن ينظر إلى القلوب التي لا يعلم سرائرها إلا الله. *رابطة الأخوة بين أفراد الأمة الإسلامية تتسامى على كل مظاهر الاختلاف من عرق وجنس ولون ولغة ومنزلة اجتماعية. *رابطة الأخوة بين أفراد الأمة الإسلامية تهدف إلى أن تجعل منهم جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. *رابطة الأخوة بين أفراد الأمة الإسلامية تعصم دماءهم وأعراضهم وأموالهم. *رابطة الأخوة بين أفراد الأمة الإسلامية تمنع منعا كليا كل عدوان وظلم يتسلط من مسلم على أخيه المسلم بل وعلى أخيه الانسان بصفة عامة *رابطة الأخوة بين أفراد الأمة الإسلامية تحرم عليهم سفك دماء بعضهم البعض وإزهاق أرواح بعضهم البعض ألحت على ذلك آيات القرآن الكريم (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وأحاديث نبي الرحمة ومنقذ الأمة عليه الصلاة والسلام الذي كان من آخر وصاياه في حجة الوداع بعد أن أكمل الله علي يديه الدين حيث قال (ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام ألا هل بلغت اللهم فأشهد؟) وقال (لا تنقلبوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) وقال (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار) *فالله هو وحده من يحي ويميت ولا يملك المسلم حتى حق قتل نفسه. *فحرام في دين الاسلام، دين سيد الأنام عليه الصلاة والسلام والذي هو وحده الأسوة والقدوة والحجة العدوان والترويع والظلم والقتل وسفك الدماء مهما كانت التعلة والحجة، فمن شهد أن لا إله إلا الله يعصم بهذه الكلمة التي ينطق بها لسانه دمه وماله وعرضه، والقتل والقصاص والعقاب لا يمكن أن يتولاه الأفراد والجماعات إنما تتولاه هيئة قضائية الجميع أمامها متساوون لها من الصلاحيات والآليات والاختصاصات العلمية والأخلاقيات ما تجعلها فوق كل شبهة رائدها وغايتها إعطاء كل ذي حق حقه حفاظا على نعمة الحياة التي هي حق لكل انسان مهما كانت ديانته ووجهته. *هذه الحقائق والتي هي من المعلوم من الدين بالضرورة هي التي نراها اليوم يضرب بها عرض الحائط حتى ليكاد الانسان يصاب بالذهول لهول ما يسمع ويشاهد، فالدماء اليوم أودية والأرواح البشرية المسلمة بالآلاف تزهق وتقتل شر قتلة على امتداد بلاد الاسلام مشرقا ومغربا والقتلة ويا لهول المصيبة مسلمون يدعون انهم يتقربون إلى الله بقتل الأنفس البشرية المسلمة، لا يفرقون بين المدني وحامل السلاح وبين النساء والأطفال والشيوخ، يقتلون الجميع بدون استثناء وفي أي مكان حتى لو كان مسجدا أو مدرسة أو أو !! *ترى أي مرجعية يعتمدون وعلى أية نصوص شرعية يستندون؟! أم هو الهوى والتعصب الأعمى والأفهام السطحية الغريبة والشاذة التي شحنوا بها شحنا ليصبحوا عبارة عن قنابل موقوتة لا تلبث أن تتفجر لتأتي على الأخضر واليابس تفعل ذلك وتأتيه قربة إلى الله ورغبة في ثوابه وجزائه! ! وهل يتقرب إلى الله بالقتل وسفك الدماء؟!وهل يتقرب إلى الله بالترويع وتهديد الآمنين؟! وهل يتقرب إلى الله بتمزيق شمل المسلمين؟! *لقد وقع شيء من ذلك عبر تاريخ المسلمين المديد ولكنه لم يقع بالهول والشناعة والوحشية التي يقع بها اليوم وعلى امتداد كل البلدان العربية والاسلامية تقريبا الأمر الذي يحار له ويستغربه كل مسلم عاقل سوي ويحق له أن يقول: أهؤلاء مسلمون؟! كلا ! ! *إن خللا في بنية العقل الاسلامي هو الذي وراء كل هذه التصرفات الرعناء الوحشية الجاهلية التي لا تمت إلى الإسلام والايمان بصلة ولا تمت إلى الانسانية بسبب فلم تكن في يوم من الأيام رسالات السماء ودعوات الأنبياء وحركات الإصلاح تبرر أو تشجع أو تدفع إلى مثل هذا العدوان والانتهاك لحرمة الانسان فلم تنزل الكتب ولم يرسل الرسل إلا مبشرين دعاة رحمة ورأفة ورفق وتآخ ومحبة أيجوز أن يقلبها الأدعياء الدخلاء الجهلاء فيتخذونها مطية لتبرير وحشيتهم وإجرامهم وظلمهم وعدوانهم اللهم إن ما يأتونه جرم عظيم لا يقر عليه عقل سليم وشرع قويم. *وتحصين من لم يقعوا فريسة وضحية لهذه الفئات الباغية المفسدة في الأرض فرض وأولوية ينبغي أن تقدم على سواها. *والوقوف صفا واحدا: أباءا وأمهات مربين وموجهين وحملة أقلام من مثقفين وإعلاميين وعلماء وولاة أمور هو ما ينبغي المبادرة إليه، فالفتنة لا تستثني أحدا (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) *إنها مسؤولية الجميع وفرض عين على كل فرد من أفراد المجتمع فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته قد يبدو هذا النداء صرخة في واد وقد يقال لقد حصل المحضور واستحال معه رأب الصدع ولكن التاريخ علمنا وهو شاهد أنه متى صدقت العزائم وخلصت النوايا وتظافرت الجهود وتصدر معركة مواجهة الإرهاب والتقتيل وسفك الدماء وترويع الآمنين من استخلفهم الله على الأمة ودينها من أولي الأمر: ولاة وعلماء ومعهم ومن حولهم بقية الأطراف الفاعلة والمؤثرة فإن الغلبة هي للخير والأخيار على الشر والأشرار ولله الأمر من قبل وبعد ويومئذ يفرح المؤمنون.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.