كتاب غروب الإسلام: Crépuscule de l’Islam:محاكمة الإسلام من خلال واقع المسلمين!!
هذا كتاب صدر باللغة الفرنسية عن الإسلام كتبه نيبول بعنوان: غروب الإسلام Crépuscule de l’Islam رحلة في بلاد المؤمنين، تقارب صفحات هذا الكتاب خمسمائة صفحة من الحجم الكبير. والكتاب جولة بين المؤمنين في بلدان إسلامية غير عربية هي: إيران، باكستان، ماليزيا واندونيسيا، وفي هذا الكتاب خلط بين الواقع المعاش في هذه البلدان ومبادئ الإسلام ومثله. إنها محاكمة للإسلام من خلال الوقائع الجزئية التي حشرها المؤلف بقصد الرد على ما انتشر بين الناس حتى في البلاد الغربية من يقظة إسلامية. إن الكتاب يورد أقوالا وآراء لسواق سيارات الأجرة التي استعملها في البلاد التي زارها!! لبوابين ومرافقين ومضيفات وغيرهم يريد بكل ذلك أن ينتهي إلى أن الإسلام مُثُلٌ بعيدة عن حقيقة الواقع في بلاد المسلمين. فالمجتمعات الإسلامية تعيش الظلم الاجتماعي والفقر والانحرافات والأمية والأمراض والاستبداد وكثيرا ما يكون الإسلام سببا فيها ودافعا إليها حسب رأيه!!. إن الكاتب يحشو كتابه بالكذب واللف والكيد للإسلام. إن واقع المسلمين -مهما حاول البعض أن يكسوا تصرفاتهم بكساء الإسلامي- تضاف إلى تصرفات أمثالهم عبر تاريخ الإسلام يحكم بها لهم أو عليهم. أن المسلمين اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم يختلفون في المصداقية عن صدر الأمة تلك التجربة الإسلامية الرائدة التي حكم الإسلام فيها نفوس المسلمين فاستقامت حياتهم ودانت لهم الأرض وتتابعت بعد ذلك فترات ناصعة إلى عصرنا الحاضر كان الإسلام فيها دائما ملجأ الأمة وملاذها وسبب ترابطها وتلاحمها وإبداعها في شتى مجالات الحياة. إن ما أراده الكاتب وما أراده الذين تبنوا كتابه بلغته الأصلية الانجليزية أو المترجم إليها الفرنسية هو لفت انتباه الناس عن الإسلام والسعي الجاد من اجل أن تحجب حقائقه عن الناس ليظلوا بعيدين عنه. ورغم ما في الكتاب من دس فان الواجب يدعونا إلى مراجعة أنفسنا لكي لا نكون حجة على الإسلام بتصرفاتنا فلا تصبح سبة في جبينه والأمر يدعونا كذلك في العاجل إلى إصدار ردود علمية ورصينة على كتاب (غروب الإسلام) وما يشبهه وهو كثير وتجديد اقتراح إنشاء جهاز للرصد والمتابعة لكل ما ينشر عن الإسلام والمسلمين باللغات الأجنبية مع رجاء تبني هذه الفكرة من طرف كل مخلص لربه وغيور على دينه. هل الإسلام حرب على الغرب؟!L’Islam est il une guerre contre l’occident? اشترك في تأليف هذا الكتاب مؤلفان اشتغلا منذ سنوات بما يحدث في العالم الإسلامي. وهو موجه إلى القراء الأروبيين الذين اهتموا في السنوات الأخيرة بالظاهرة الإسلامية على اثر وقوع بعض الأحداث الكبرى في بعض البلاد الإسلامية. وما صاحب هذه الأحداث وما سبقها وما لحقها من تعلق بالإسلام وعودة إليه سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه، حتى في أوروبا حيث يوجد عدد كبير من العمال المهاجرين ومن الطلبة ومن اللاجئين ومن قدماء المحاربين الذين لم يستطيعوا أن ينصهروا في الشخصية الغربية فالتفتوا إلى أصولهم يبحثون عنها ويحاولون إحياءها فوجدوا في الإسلام الملجأ والملاذ. إن ظاهرة التعلق بالإسلام والتمسك به والتجمع على صعيده تجاوزت ساحة العالم الإسلامي لتصل إلى أوروبا في أحياء باريس ومرسيليا الشعبية ومصانع قرنوبل. ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي من اجله ألف هذان الكاتبان هذا المؤلف واختارا له هذا العنوان المخيف: هل الإسلام حرب على الغرب؟ L’Islam est il une guerre contre l’occident ? والمتتبع لفصول الكتاب وعناوينه الرئيسية والفرعية وحتى الصورة التي وقع الاختيار عليها لتزين الغلاف لا يسلم للمؤلفين بسلامة المقصد والهدف من إخراجهما لهذا الكتاب بل على العكس من ذلك يستشف الإثارة والتهويل والمغالطة والتحامل على الإسلام والمسلمين ولا يلمح بحثا جادا أو دراسة علمية. تدل على ذلك هذه العناوين: الإيمان أو الحرب؟ مهتد معروف: أيوب تالبوت (إشارة إلى إضرابات عمال مصانع السيارات في فرنسا مطالبين بحقوقهم وهم في اغلبهم من العمال المغاربة والأفارقة) جيش محمد يعود. وفي الجزء الثاني من الكتاب وهو الجزء الذي حرره اوليفي كرى المسؤول على فريق الإسلام والسياسة في المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية ومؤلف عديد الكتب حول الشرق الأوسط والإسلام والدولة دراسة عن الحركة الإسلامية في مصر في الوقت الحاضر. وخلاصة القول إن هذا الكتاب جدير بالدراسة لأنه يمثل تفكير المثقف الغربي في غالبيته ورأيه في الإسلام والمسلمين ومهما كان يكن التحامل والمغالطة فان ذلك لا يعفى المسلمين من مواصلة الجهد في سبيل إنارة الحق وإبطال الزيف الذي ران على العقول والقلوب فجعل هؤلاء المثقفين والمختصين يخافون الإسلام ويخوفون شعوبهم من صحوة المسلمين ونهضتهم.
