زيقريد هونكه Sighrid Hunke وآن ماري شميل Anne Marie Schmil مستشرقتان أنصفتا الإسلام والمسلمين

زيقريد هونكه Sighrid Hunke وآن ماري شميل Anne Marie Schmil مستشرقتان أنصفتا الإسلام والمسلمين


رغم أن ما يصدر هذه الأيام من كتب وما يكتب من بحوث ومقالات وتحقيقات وما يبث على الشاشات ومختلف الوسائط (الانترنات، فايسبوك) وما يذاع في الغرب وفرنسا عينة معبرة عن ذلك في الكم والنوعية يغلب عليه التخويف من الإسلام والمسلمين والأمر الذي يساعد على الإقناع به الى درجة جعله هاجسا وشبحا مرعبا يتهدد الغرب ما تشهده الساحة العربية والاسلامية على امتدادها من احداث هي بكل المقاييس مرفوضة ومدانة ولا تمت الى الاسلام في حقيقته والى المسلمين الحقيقيين بشيء.

فالإسلام هو دين الرحمة من الله بعباده بعث به من أرسله الله رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والذي يشهد ما جاء به من هدي قويم هو هذا الكتاب العزيز (القرآن الكريم) وتلك السنة والسيرة العطرة والتي تدين وتستنكر وتستفضع وتتوعد بشديد العقاب المعتدين والظالمين الذين يريقون الدماء ويزهقون الأرواح ويهتكون الأعراض (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) والنصوص من القرآن والسنة ومن أقوال الفقهاء من اهل الذكر شاهدة على ذلك، لكن ماذا نفعل فذلك هو قدر المسلمين في هذا الزمان ؟

  آخر يتحامل على الإسلام والمسلمين ويصفهم بأشنع النعوت وأبعدها عن اللياقة والموضوعية والنزاهة !! •

ومسلمون هم أشتات متضاربة متضارعة تتهم بعضها البعض بالمخالفة للإسلام والمروق منه والكفر به!! في هذا الخضم ترتفع أصوات حرة تأبى إلا توخي الموضوعية والإنصاف ولا تجعل الجميع في سلة واحدة وتعلن بجرأة وشجاعة وصراحة، ان الاسلام والمسلمين ليسا كما يصوران ويشوهان. فالاسلام دين انسانية ومدنية وتحضر، والمسلمون دعاة رحمة وسلام و عطاؤهم في كل المجالات العلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية والعمرانية هو الذي اعتمدت عليه واستفادت منه الحضارة الغربية فيما توصلت اليه من تقدم في كل المجالات والميادين (من طب وفلك وصيدلة وزراعة وحساب وهندسة وفيزياء وكيمياء) •

لقد نهضت لآداء هذه الشهادة (وشهد شاهد من اهلها) مستشرقتان ألمانيتان معاصرتان لم تمض عن رحيلهما الى دار البقاء إلا سنوات قليلة انهما: زيقريد هونكه Sighrid Hunke وآن ماري شميل Anne Marie Schmil فهاتان السيدتان الفاضلتان كرستا حياتهما للدفاع عن الاسلام والمسلمين وبيان مساهمة المسلمين في خدمة الانسانية، وهي مساهمة لا ينكرها إلا جحود أعمت بصيرته العصبية العمياء ! وقد تحملت زيقريد هونكه وآن ماري شميل أذى شديدا ولكنهما ما وهنتا ولا استكانتا بل مضيتا في دربهما المليء بالأشواك ولكنه درب الخلود ودرب راحة الضمير وآداء واجب الشهادة العلمية لا نريد أن نجزم في ما هو من علم الله فيما يتعلق بإعلانهما الاسلام من عدم إعلانه ولكننا على يقين ان مثل هذين السيدتين الفاضلتين العالمتين الجليلتين الباحثتين بجد وإخلاص عن الحقيقة أسدتا للاسلام والمسلمين ما لم يستطع إسداءه لهما (للاسلام والمسلمين) المسلمون أنفسهم في هذا العصر رغم عددهم وما بين أيديهم •

ألفت الأستاذة زيقريد هونكه كتابا كبيرا في حجمه غنيا ثريا موثقا في مادته العلمية يحمل عنوان شمس العرب تسطع على الغرب وهو في ترجمته من الألمانية الى الفرنسية يحمل عنوان شمس الله تسطع على الغرب Le soleil d’Allah brille sur l’occident تعددت طبعاته وتداولته الأيدي ونشر في أحجام مختلفة ومادة هذا الكتاب الذي هو شهادات إنصاف غير مدفوعة الأجر والدفع من العرب الذين يدفعون في الأغلب للتافه والسخيف، للزبد الذي يذهب جفاء !! أما ما ينفع فهذا لا يلتفت اليه ولا يشجع أصحابه، هذا الكتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) لا يصلح فقط لمن ألف لهم من الغربيين ولكنه يصلح لكثيرين من بني جلدتنا من هؤلاء المنبتين عن أصولهم المنسلخين عن حضارتهم وثقافتهم الذائبين في تبعية عمياء في الحضارة والثقافة الغربية •

هذا الكتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) يصلح لأجيالنا الصاعدة الذين تجعلهم مادته يعتزون بثقافتهم وحضارتهم العربية الإسلامية وتحفزهم مضامينه على ان ينسجوا على منوال أسلافهم الذين كان تحصيل العلوم والمعارف واكتسابها رائدهم وديدنهم وليس تكفير بعضهم !وسفك دماء بعضهم ! كما هو الحال اليوم في ما نشاهد ونرى في ديار العرب والمسلمين !! •

في كتاب زيقريد هونكه (شمس العرب تسطع على الغرب) استعراض لجهود العرب والمسلمين في كل ميادين العلم من طب وصيدلة وفلك ورضيات وفيزياء وكيميا وعلم اجتماع وتاريخ وفلسفة وأدب وثقافة وفن المؤلفات وأسماء المؤلفين

• في كتاب زيقريد هونكه (شمس العرب تسطع على الغرب) دفاع عن المرأة المسلمة ونمط الأسرة المسلمة ونمط المجتمع المتوازن •

أما المستشرقة آن ماري شميل Anne Marie Schmil فهي أيضا ألفت كتبا عديدة وجابت العالم العربي الاسلامي وتعرفت على العمق الروحي للاسلام من خلال رجالاته وجماعاته ومن خلال آثار كبار علمائه وأدبائه وشعرائه من امثال: جلال الدين الرومي ومحمد إقبال وغيرهما وقد خصت سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام بكتاب اختارت له عنوانا (وأن محمد رسول الله) الجزء الثاني من الشهادتين وفي هذا المؤلف تصور آن ماري شميل بإسهاب وتوسع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم الروحي الذي لم يعرف الانقطاع والذي يحكيه ويشهد به هذا التعلق التلقائي من المسلمين بكل فئاتهم ولغاتهم ولهجاتهم والمعبر عنه في كل المناسبات وبمختلف الوسائل والذي يمثل الفرحة المتواصلة الدائمة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعظم نعمة أنعم بها الله على عباده عامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) و المؤمنين خاصة (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) كل ذلك صورته وعبرت عنه آن ماري شميل وتحملت في سبيل ذلك أذى شديدا وما جعلها ذلك تحيد عن الخط الذي اختارته بحرية وتلقائية وموضوعية تلك أيها القارئ مجرد إطلالة سريعة على ما أسدته هاتان العالمتان الجليلتان للاسلام والمسلمين.



 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.