عالمتان مغربيتان تتالقان ذكرتاني بعالمة تونسية لم تقل عنهما تالقا

عالمتان مغربيتان تتالقان ذكرتاني بعالمة تونسية لم تقل عنهما تالقا


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

وانا اتابع الدروس الحسنية اليومية '( هي من دروس السنوات الماضية) التي تبثها هذا العام القناة الاولى المغربية وهي دروس كما قلت في ورقة سابقة كانت القيت في بداية التسعينات في حياة الملك الحسن الثاني رحمه الله واخرى القيت في بداية الالفية الثالثة في اول عهد الملك محمد السادس ومما لفت نظري في درسين اخيرين أن من تولتا اقاءهما عالمتان من علماء المغرب وكان موضوعهما الاسرة والمراة في الاسلام وقد قدمت كل منهما مادة علمية قيمة في احاطة وشمولية وعمق ومتابعة لوضع الاسرة والمراة في المغرب وفي العالمين العربي والاسلامي.

وما اعترى هذا الوضع من اعراف وتقاليد جعلت من الاسرةوالمراة في امس الحاجة إلى النهوض بهما وتغيير ما انعكس عليهماوكان له الاثر السلبي على رقي المجتمع وتقدمه مما يستوجب الاصلاح وتنقيح القوانين المنظمة لهذا الشأن في مراعاة لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء ونصوصها المحكمة في الكتاب والسنة وفي السيرة النبوية المكرسة لكرامة الانسان ذكرا اوانثى وتمكينه من كل حقوقه الاساسية امراة كان أو رجلا القت العالمتان المغربيتان درسيهما بكل اعتداد وبرهنتا عن تمكن مما تقدمتا لا لقائه في درس حسني رمضاني مهيب بحضور ملك البلاد واعضاده في الدولة واعضاء السلك الديبلوماسي و كبار العلماء من المغرب ومن مختلف ارجاء العالم العالمين العربي والاسلامي وبلدان الاقليات الإسلامية.

وينقل على الهواء مباشرة ذكرني هذان الدرسان بتجربة يتيمة لم تتكرر و ياللا سف وقعت في تونس في حياة الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله وكان ذلك سنة 1975 ( بمناسبة السنة العالمية للمراة) ففي شهر رمضان وجريا على سنة حميدة درجت عليها تونس منذ الاستقلال وتتمثل في دعوة بعض الاسا تذة الكبار لالقاء مسامرة رمضانية يحضرها رئيس الدولة واعضاده في الدولة والحزب وهي غير الحفل الذي ينتظم مساء يوم 26 رمضان في جامع الزيتونة المعمور.

وأذكر انه من ضمن من القى هذه المسامرات الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والاستاذ العروسي المطوي والشيخ الحبيب بلخوجة والاستاذ البشير العريبي رحمهم الله والاستاذ عبد الوهاب بوحديبة وغيرهم في سنة 1975 دعيت الاستاذة الزيتونية هند شلبي لالقاء محاضرة عن المراة في الاسلام واجادت في محاضرتها وهي الملتزمة حالا بما كان يسميه فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله بالزي الشلبي (وهو السفساري المعدل بكيفية تيسر الحركة ويتحقق به المطلوب شرعا وهو في نظري ضرب من الخصوصية التونسية المحمودة التي تنتفي معها كل تبعية وتقليد ولو كان ذلك لاخواننا العرب فلكل بلاد عرفها وعاداتها والاسلام لايمانع من ذلك إذا فهمناه الفهم الصحيح المستنير) والاستاذة هند شلبي ملتزمة أيضا في افكارها وتصوراتها وهي في ذلك تنهل من المعين الزيتوني العذب اجادت في تلك الليلة وافادت وحتى الامر البسيط المتمثل في اكتفائها بالاشارة وعدم مد يدها لمصافحة رئيس الدولة فانها مرت بسلام.

والحمد لله كانت تلك المحاضرة الدينية يتيمة ولم تتكرر وكان يمكن ان تصبح تقليدا وريادة نونسية نقدم بها لشعبنا واشقائنا رؤية اسلامية تونسية مستنيرة في كل ما يتعلق بهدي ديننا الاسلامي السمح في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي رحمه الله يبدو انه فكر في النسج على المنوال المغربي أو قل احياء ما كانت عليه بلادنا في شهر رمضان من ا قامة لاختام في الحديث النبوي الشريف في الجوامع الكبرى يلقي فيها كبار الشيوخ دروسا يستعدون لها الاستعداد الكامل و كان يحضرها الباي ومن بعده رئيس الدولة اذكر انه دعي فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله.

وكان انذاك امينا عاما لمجمع الفقه الاسلامي الدولي بجدة وكان ا في المغرب يشارك في الدروس الحسنية لالقاء محاضرة يحضرها رئيس الدولة والاطارات العليا (وقد اختار أو طلب منه لاادري) أن يسلط الضوء على موقف الاسلام ورؤيته في المسالة الاقتصادية وقد بذل رحمه الله مجهودا في ذلك ولكن يبدو أن المحاضرة لم تكن في المستوى المتوقع والذي يشجع على جعلها سنة سنوية ولربما تتعدد في العام الواحد . واعيدت الكرة بدعوة احد الاساتذة لالقاء مسامرة رمضانية في القصر الرئاسي باشراف رئيس الدولة وبحضورالاطارات العليا في الدولة ولكن يبدو أيضا أنه مرة اخرى لم يتحقق المرجو منها لعوامل لايتسع المجال لذكرها هكذا نرى كيف أن المبادرات الرائدة والتي فيها الافادة والاشعاع لبلادنا لايكتب لها أن تستمر وتنضج لتؤتي ثمرتها بينما أن مثلها في بلد شقيق قريب بيننا وبينه أكثر من وجه شبه تنجح وتتكرر وتتكرس مثل هذه السنن الحميدة فتصبح من الخصوصيات والمميزات على ذلك وعلى غيره نغبط اشقاءنا في المغرب و نغبط اشقاءنا في مصر وغيرهما على ما يحققونه في المجالات الدينية و العلمية وا لثقافية من مبادرات ويشتد اسفنا على الفرص التي نضيعها على بلادنا وعلى شعبنا وعلى اجيالنا الصاعدة من الاعتزاز بعطاءاات هذه الربوع وهي عطاءات متميزة و لله الامر من قبل ومن بعد.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.