الدكتور محمد مشالي رحمه الله والتجسيم العملي للتدين الحق

الدكتور محمد مشالي رحمه الله والتجسيم العملي للتدين الحق


سبقني كعادته الصديق صالح الحاجة با سلوبه الجذاب السهل الممتنع الى الوقوف عند نبا وفاة طبيب الفقراء في مصر الدكتور محمد مشا لي رحمه الله صاحب العيادة المجاورة للسيد احمد البدوي في مدينة طنطا والمختص في الطب الباطني وطب الأطفال والذي عمل طيلة عمره بوصية والده الذي دعاه الى ان يكون دائما الى جانب الفقراء فكان رحمه الله لا يتقاضى اكثر من 5 جنيهات حوالي دينار تونسي على كل مريض وفي الكثير من الأحيان لا يتقاضى ولو جنيها واحدا بل يعطي للمريض الدواء من عنده.

انه الغنى الحقيقي غنى القلب. انها القناعة. انه الايثار. انها الرحمة . انها المواساة . انها الإنسانية في اجلى صورها يقدمها ويجسمها هذا الطبيب المصري طبيب الفقراء المسحوقين الغلابى الذين قيظ الله لهم هذا القلب الكبير الذي لم يسلك مسلك الغالبية العظمى من زملائه في بلاد العرب والإسلام والذين يعدون بعشرات الالاف والذين بمجرد ان يتخرجوا أطباء ويفتحوا عيادات حتى يصبح جمع المال اكبر همهم تعويضا عن تلك السنوات الطوال التي قضوها في التكوين في الكلية وفي المستشفى . تعويض ما فات وفي اسرع ما يمكن من الوقت هذا هو الغالب على الأطباء اليوم. بالطبع بدون تعميم فهناك استثناءات ولكنها قليلة واصحابها غرة في جبين الاطار الطبي والذين منهم هذا الطبيب المصري الذي عاش فقيرا ومات فقيرا على مستوى الحسابات البنكية والممتلكات من عقارات وسيارات ولكنه مات غنيا فعليا لان الغنى هو غنى القلب بالمقاييس الحقيقية المخلدة للذكرو التي يعظم عليها الثواب والاجر عند ما يحين موعد الرحيل عن هذه الدار الفانية والذي يستوي امامه الجميع ولامفر منه وانذاك لاينفع الجميع الا ما قدمت أيديهم من عمل صالح. * وهل هنالك عمل صالح افضل من تفريج كروب المصابين وإدخال السرور على المصابين والمبتلين .

وهل هناك مصيبة من مصائب الدنيا اشد من مصيبة العلل والامراض والتي لايجد المريض ما به يدفع للطبيب أجرته وللصيدلي ثمن الدواء الذي وصفه له الطبيب.

مهنة الطب مهنة إنسانية شريفة عندما يكون القائم بها مستحضرا لمعاني الرحمة والشفقة والاحساس بالحالات التي عليها الكثير من المرضى من الفقراء والغلابى الذين يجمعون الى الام الامراض والعلل الام وغموم الفاقة والفقر.

تلك كانت سجية طبيب الفقراء الدكتور محمد مشالي رحمه الله الذي لم يكن يتقاضى اكثر من 5جنيهات على كل مريض ياتيه الى عيادته و في الكثير من الأحيان يمتنع عن اخذ ذلك المبلغ الزهيد جدا بل ويزيد من عنده الدواء لذلك المريض لما يرى فاقته وحاجته الشديدة.

انها الإنسانية.انها الرحمة. انها المواساة. دعوني أقول انه التدين الصحيح والحق. * فالتدين ليس شعارات ومظا هر. انه التجسيم العملي للتدين الحقيقي فالتدين الحق ليس ركعات قد تصبح عادة وليس صوما قد يصبح جلادة وليس حجا وليس وليس مما نراه ونسمعه تلك شعائر اذا لم تترك اثارها في سلوك القائم ومعاملاته فليس له منها الا التعب والسهر والجوع والعطش والتعب والنصب. *التدين الحق والصحيح هو بذل وعطاء بسخاء. ومواساة وتفريج لكروب المكروبين وإدخال للسرور على قلوب الحزانى من ضعاف الناس وكفكفة لدموعهم .

التدين الحق هو ان يفعل كل ذلك خالصا لوجه الله لايبتغي به جزاء ولاشكورا من احد وبدون اية حسابات عاجلة كما كان يفعل الطبيب المصري الدكتور محمد مشالي رحمه الله صاحب العيادة بجوار السيد احمد البدوي في مدينة طنطا المصرية الذي غادرنا الى دار البقاء راضيا مرضيا. و ما اصدق ذلك الأثر القائل'( الصلاة عادة والصوم جلادة واذا امتحن الناس في الدرهم والدينار قل الديانون).



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.